بين الحين والحين تقوم القنوات الفضائية باتحاف المشاهدين بمقابلة مع المفكرة الراقصة فلانة أو (المثقف المغنواتي علان) ليطرحا من خلال هذه المقابلات آراءهما وأفكارهما في كل المواضيع، وكأن المشاهد العربي قاصر عن التمييز وغير جدير إلا بالهابط من العروض الإعلامية أدبية وغير أدبية.
وسط هذا الضجيج المزعج والمؤلم من العروض الهابطة من فكر دقي يا مزيكة إلى ثقافة رقصني يا جدع تبقى تلفزيونات أو تلفازات قليلة يتقدمها تلفزيوننا العزيز مثالاً للالتزام الأدبي والثقافي وتتضح فيه معالم الرجولة الإعلامية إن جاز التعبير.
وكنت سأحتج كما احتج غيري من الكتاب أو القراء على استضافة شرائح اجتماعيةغير جديرة بالحديث عن مواضيع مؤثرة وحساسة تهم المتلقي العربي، لو لم أشاهد ذلك اللقاء الذي تم مع الروائي الكبير والذي اتحفنا بمحاوراته وابداعاته الفكرية وخاصة عندما أذاع سراً لأول مرة بتأثره ببائع الفول في حارته (ليس أي بائع فول) فقد كان على حد تعبير الروائي الكبير يصنع الثوم والبقدونس في الفول بطريقة مسرحية جذابة والأهم من ذلك أنه لم يكن يبيعه (اي الفول)لأي كائن من كان وإنما حسب مزاجه الشخصي، اي إذا لم يعجبه شكل الشخص لم يبعه الفول (هكذا).
وقد كنت عزمت أن أشتري رواية هذا المؤلف (الكبير) لولا خشيتي من ألا يبيعها لي ربما لو لم يعجبه شكلي.
(خوش) ثقافة,.
وسلام مربع لأهل الفكر الفضائي,.
وتحية من الأعماق للتلفزيون السعودي