بوح نعم للدروس الخصوصية ابراهيم الناصر الحميدان |
أعرف بأن العنوان سوف يضايق الدكتور محمد الرشيد الذي يقود سياسة التعليم ببسالة في محاولة منه لمسح آثار المواد الدراسية التي لم تعد تواكب مرحلتنا الحضارية او على الاقل تطلعاتنا المستقبلية انما المصارحة هي اجدى من غرس وجوهنا شأن النعامة فالمستوى التعليمي مازال متدنيا لاسيما في بعض المواد التي في قائمتها الاولى المواد الرياضية وهي التي تحتاج الى التركيز والبعد عن الهرطقة والثرثرة التي لا مندوحة من تجاوزها كما ان المواد العلمية ليست في المستوى المأمول لمن يدرسونها ولهذا فاننا نصارع حتى ينال الابناء الدرجات التي تؤهل للمروق من عنق الزجاجة بل ونحن نستعين بمدرسين خصوصين من خارج دائرة التعليم والغريب ان هؤلاء لم يدرسوا وسائل التعليم ومع ذلك فالبعض منهم افضل من المدرسين في مراحل معينة من سعوديين وغير سعوديين اعني ناحية الشرح وغرس المعلومة رغم انني اؤمن بالتخصص انما عندما يأتي الابن يشكو لوالده من ضعفه في مادة معينة فمن حق الاب ان يلتفت يمنة ويسرة بحثا عن الحل فيجد الكثيرين ينصحونه بالمدرس الخصوصي وربما ذكروا له اسماء مهندسين وموظفي شركات اشتهر عنهم نجاح الطلبة الذين درسوا على ايديهم فلهذا السبب ليعذرنا معالي الوزير ان نحن بادرنا الى مساعدة ابنائنا الطلبة في تلك المواد الجافة التي يفشل بعض الاساتذة المدرسين في شرحها كما يجب لكي يستوعبها الابناء فيحصلون على الدرجات التي تؤهلهم للحصول على كرسي في المراحل التالية ولاننسى ان نسبة النجاح تتحكم في مستقبل الطلبة وهذا امر لا غبار عليه وكم اود ان يمارس معالي الوزير بعض الضغوط على الجهاز التعليمي حتى يختار الوسيلة التي تجعلنا نكتشف اين الخلل في بداية العام الدراسي عن طريق التفتيش والدورات التدريبية والتحرك نحو التعليم الخاص وشطب المواد النظرية والتركيز على المواد العلمية وزيادة التخصصات في مراحل عليا بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي وامامنا شعوب فقيرة في جنوب شرق آسيا بما فيها الصين ذات المليار نسمة التي تنافس دولا عظمى مثل الولايات المتحدة واوربا فلماذا لا نستفيد من تجارب هذه الدول في مجال التكنولوجيا وعلوم الفضاء وسداها بل ونجعل بعثاتنا الى تلك المناطق بدلا من الدول الحالية امريكا واوربا اننا مدعوون الى ان نمارس اي تحرك يخدم مستقبل الاجيال حتى وان نالوا المتاعب في بعض دراساتهم العملية في المصانع والورش طالما ان ذلك سوف يحقق طموحات امتهم التي تنشد ملاحقة تلك المجتمعات الفقيرة ماديا والغنية في صناعاتها ورجالاتها بعيدا عن الاضواء بل يكفي ان دولة صغيرة مثل (هونغ كونغ) تنافس صناعاتها المقلدة اعظم صناعات الدول الكبيرة ولها نسبة كبيرة في السوق العالمية وليس في هذا الاتجاه اي خلل طالما يخدم الاقتصاد الوطني وينمي دخلها القومي وهناك وسائل كثيرة لتنمية المواهب والقدرات نستطيع تجربتها في هذا الاتجاه من بينها الزام الوكالات الكبيرة بابتعاث مواهب من الشباب للتدريب في مصانع تلك الوكالات التي تغرق اسواقنا بصناعاتها فلا نستفيد نحن اكثر من ان نكون اسواقا استهلاكية.
لا أجهل بأن الدكتور محمد الرشيد هو اولا وقبل كل شيء مواطن من هذه الارض الطيبة يفكر مثلنا بهذه المهام الصعبة والمعادلات التي لا تغيب عن ذهن اي مفكر يتطلع الى آفاق المستقبل التي لا حدود لها في وجه هذه الاكتشافات والسعي العالمي لتقدم الصفوف اذ لم تكن امريكا قبل بضعة قرون اكثر من شعوب غير متجانسة وحد بينها الاتجاه نحو استغلال الثروات والامكانات المتاحة لديها كما ان المانيا واليابان دولتان عانتا من سنوات الحرب وجشع حكامهما الذين استنفدوا معظم قدراتهما الاقتصادية في حروب ومغامرات كما يفعل اليوم بعض الحكام العرب مثل صدام حسين الباحث عن مجد هلامي دفع شعبه ثمن مغامراته شأن الدكتاتوريين في العالم الذين مسح التاريخ مجرد ذكرهم بسبب اضرارهم التي جرت الدمار والخيبات على شعوبهم.
والحمد لله ان شعوب منطقة الخليج تلتف حول قادتها الذين يفكرون بمستقبلها سواء في وجود البترول او نضوبه ذات يوم وهذا التوجه الواقعي هو الذي يجعلنا نرفع الاصوات الداعية الى استغلال ثرواتنا بتوجيه هذا الشبيبة من الاجيال الذين صعقتهم الدراسات النظرية فاصبحوا اليوم خارج التنافس اذا لم يبادروا بأخذ دورات علمية تؤهلهم لشق طريق المستقبل الذي لن يكون إلا للجادين فقط والله الموفق.
|
|
|