Sunday 2nd January, 2000 G No. 9957جريدة الجزيرة الأحد 25 ,رمضان 1420 العدد 9957



مؤسسة خاصة للثقافة الفنية للطفل
مندل عبد الله القباع

لا أحد ينكر ما تقدمه الدولة للطفل السعودي باعتباره عدة الوطن وصاحب المصلحة في المستقبل المنشود وأثمن مورد للبشرية مما أدخل برامج رعاية الطفولة ومنهم ذوو الحاجات الخاصة في مخططات التنمية، والغاية من ذلك هي الارتقاء بمستوى الطفل السعودي لمدارج الانسانية الراقية التي يحض عليها نظامنا.
ومن قبيل اعترافنا بحقوق الطفل في الرعاية الواجبة والتربية المسؤولة والتهذيب الخلقي والاصلاح السلوكي والاعداد المعرفي والتجهيز لتلقي العلم فإن هذه الغايات تحتاج لوضع السياسات الملائمة وتفصيل آليات التنفيذ وشحذ الهمم واستثارة السلوك العملي لتحويل تلك الغايات الى ممارسات فعلية والتزام يراعي حدود الزمان والمكان.
لذا يحدونا الأمل لايجاد مؤسسة متخصصة للثقافة الفنية للطفل يكون من بين مهامها اعداد الكوادر الفنية للطفل وتربيته فنيا وتثقيفه وشحذ فكره وتنمية مواهبه والعمل على مد وسائل الاعلام الجماهيرية بالمادة العلمية حول احتياجات الطفل وسبل اشباعها في ضوء المتغيرات العصرية وتكنولوجيا المعلومات المعاصرة.
وهدفنا من هذا المقال هو توضيح اهمية التعامل مع الطفل المبدع والمبتكر بما يمكنه من تنمية الوعي الذاتي والاتجاه نحو المستقبل بما يحمله من تحديات بخطى واثقة نظراً لأن عدم الاهتمام بالتعامل الانتقائي سيقود اطفالنا لدرب من المعاناة والاضطراب.
ومما تجدر الاشارة اليه ان مدخل الثقافة الفنية هو مدخل ابداعي ابتكاري يؤدي الى تنويعات ابداعية على خط حضاري متصل يرتكز على الثوابت وما هو قائم من محاور في المجال الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي يدعونا للقول بأنه لا مناص من ربط الثقافة بالتنمية وذلك في ظل ما يحدث في العالم من حولنا من تغيرات اقتصادية وسياسية وتكنولوجية ومعلوماتية عظيمة وهائلة وراكضة واذا لم نواكبها لتخلفنا عنها بمسافات واسعة نتيجة التسارع في مسارها.
ومن المؤكد ان المملكة بأجهزتها الرسمية وغير الرسمية واعية ومدركة لذلك اشد الادراك منهجاً وأداة ومنطقاً وتعبيراً ودلالة فكافة الأجهزة تحمل هموم الطفل وتضع التحليلات المناسبة والتشخيص العلمي والمعالجات المناسبة.
الا انه مما يتوجب التوقف عنده ان نسبة قد تربو على 45% من سكان المملكة هم في سن الطفولة اي انهم دون الخامسة عشرة من العمر ولا شك ان هذه النسبة تعطى الأهمية الكبرى من قبل الاجهزة المسؤولة والمتخصصة كما تبذل قصارى جهدها بما فيها الأجهزة الحكومية والمدنية لوضع السياسات المسؤولة تجاه الطفل السعودي بما في ذلك الرعاية بنواحيها المختلفة وسد احتياجات الطفل المتنوعة ومنها الحاجة الى التعليم المتميز حسب قدراته وامكاناته والحاجة الى مدرسة تزيد من كفاءته العلمية والخلقية وتحترم كينونته وكرامته الانسانية ويتوافر فيها العطاء والاحترام المبني على الرضا والاقتناع لا القسر والضغط والحاجة الى اللعب والترويح وابراز المواهب والتداعيات الثقافية والفنية على نحو يعينه على النمو السوي وصقل قدراته واستثارة دوافعه نحو تحديد هادف لمسيرته المستقبلية وتهيئته لحياة مفعمة بالمسؤولية وتحمل التبعات والتوجه نحو التعليم المستمر من المهد الى اللحد، وهو امر لا مناص منه في مجتمع ينشد بلوغ اقصى مرامي التقدم والتطور.
ومرة اخرى نذكر بضرورة مراعاة تلك التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والثقافية والفنية والمعلوماتية التي يشهدها المجتمع الانساني ككل والذي يغص بالعديد من التحديات وازاء ذلك لا يمكننا ان ندعي بأننا قد تمكنا من بلوغ كافة الغايات ولكننا على الدرب نسير، فإننا حقيقة نهتم باقامة دور للحضانة واخرى لرياض الاطفال وهناك امكانات عظيمة متوافرة لطلاب العلم بقطاعيه الحكومي والخاص فضلا عما تقوم به الصحافة من افراد ابواب خاصة للطفل ومن توعية لأولياء الامور وثمة برامج في الاعلام المرئي والمسموع وهناك ايضاً مراكز اجتماعية ورياضية وترويحية في المدارس يستفاد منها في فصل الصيف الا ان الانتفاع بذطاقات الاطفال الابداعية بما يكسبهم القدرة مستقبلاً لتحمل عبء التنمية يظل اقل من طموحاتنا, لذا فإن الأمر يحتاج لجهة تتحمل مسؤولية التنمية الابداعية للطفل وتعتبر ان الثقافة الفنية تدور حول ملكات هي بمثابة مواهب كامنة يجب الاهتمام بها شأنها في ذلك شأن العلوم المختلفة التي يجب ان تحدد لها الأهداف والسياسات العامة المناسبة والقابلة للتطبيق بحيث لا يكون هناك ثمة ازدواجية بين المؤسسات التربوية وهذه المؤسسات الخاصة بالثقافة الفنية فيما يتعلق بتعاملها مع الطفل مما قد يؤثر على مستوى ودرجة الجهد المبذول, وبناء على ذلك يتم بناء الوعي الذاتي ومردوده الوطني في التوجه نحو المستقبل، وان مجرد ارجاء الاهتمام بهذا الشأن سيقودنا الى المعاناة في خضم تلك المتغيرات التي تحدث في المجتمع المعاصر وقد يدفعنا الى الاضطراب في تعاملنا غير الموجه في مواجهة التحديات.
ويجب التنويه الى ان الطفل السعودي وهو كأي طفل في العالم عبارة عن كيان كلي, فإذا تناولناه بالمعالجة من جانب فإنه يؤثر بالضرورة على جوانب اخرى مما يحتم ان يكون تأثير تناولنا مدروسا بصورة دقيقة علمية لمضمون ومحتوى التناول بالشكل الذي يتيح لنا امكانية رصد اي تغيرات مصاحبة على غير ما نتمنى.
وحفاظاً على تنمية وتعزيز السلوك الابداعي والثقافة الفنية في اطار وحدة الاتجاه نقترح ان تكون مؤسسة الثقافة الفنية للطفل احدى مؤسسات الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتتناسب الاحتياجات مع الامكانيات والاستعدادات مع التداعيات ومع عوامل التدعيم المؤثر للطفل السعودي.



رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

المتابعة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.