قبل ان يودع الروس الألفية الثانية ويدخلوا الألفية الثالثة ودعوا رئيسهم بوريس يلتسين الذي جلب لهم المشاكل، وحوّل بلادهم الى بلد مريض,, كحالته التي جعلته يبقى في السنوات الأخيرة من حكمه في المشافي أكثر من بقائه في مكاتب الرئاسة.
يلتسين الذي أعلن استقالته في اليوم الأخير من الألفية الثالثة،حكم روسيا في شهر حزيران من عام 1991 وكان أول رئيس روسي بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، واستقالته التي قدّمها يوم أمس قبل ثلاثة أشهر من موعدها تمت على اثر صفقة سريّة بينه وبين مَن أعلنه خليفة له، بوتين رئيس وزرائه الذي يفترض أن يغض النظر عن أية مخالفات وتجاوزات مالية ليلتسين وعائلته، ويعرقل أية تحقيقات تكشف تلك المخالفات التي حاول المدّعي العام السابق كشفها، فدفع ثمن ذلك منصبه وكذلك أُبعد كثير من رؤساء الحكومات السابقة من مناصبهم لأنهم لم يضمنوا ليلتسين ولاءً وتعهداً بعدم كشف فضائحه بعد رحيله,, وحده بوتين قبِل المهمة، ولا يُعرف ما إذا كان سيفي بتعهداته ليلتسين أم يتجاوز ذلك مثل غيره من الشيوعيين أصحاب نظرية احنِ رأسك للعاصفة لتمرّ,,!!
المهمُّ؛ وثق يلتسين ببوتين ووقّت استقالته لتكون في افضل ظرف يضمن فيه انتخاب بوتين رئيساً لروسيا إذا ما جرت الأمور حسب ما رُتّب لها، ونُفذت سيناريوهات اللعبة.
فرئيس الحكومة بوتين الذي سلمه يلتسين مفاتيح السلطة قبل ان يتنازل له عن الرئاسة كان يوم تكليفه بتشكيل الحكومة الروسية لا تتعدى شعبيته 1% من أصوات الروس في استطلاعات الرأي، والآن تتعدى شعبيته ال50% وذلك بعد مغامرته العسكرية في الشيشان، والتي قدمت للروس على أنها أتت للقضاء على الارهابيين الذين يهددون أمن الشعب الروسي بعد التفجيرات التي شهدتها موسكو وبعض المدن الروسية التي سيكشف التاريخ من كان وراءها!!
ولأن يلتسين يعرف أن خلاصه من ورطة الفضائح المالية التي تحيط به وبعائلته لا يمكن التغطية عليها إلا بوصول بوتين الى سدّة الرئاسة، أو هكذا يظهر، فإنه وجد أن من الأفضل أن يتنازل له في هذه الفترة التي يحقق فيها بوتين أهم انجازاته,,!! قبل ان تبدأ شعبيته بالتراجع خاصة بعد ان أخذ الروس يكتشفون بأن مشاكلهم الحياتية ومصاعبهم الاقتصادية تزداد سوءاً منذ وصول بوتين خاصة وان الحرب في الشيشان تلتهم كل ما يقدمه الغرب من مساعدات وقروض.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com