يجنب الزوجين وأولادهما والمجتمع العديد من المتاعب والأمراض الفحص الطبي قبل الزواج هل يصبح شرطاً لدخول القفص الذهبي؟! |
تحقيق : علي سعد القحطاني
رغم الأهمية التي يمثلها الكشف الطبي قبل الزواج إلا أن تطبيقه في الوقت الراهن يبدو مستبعداً لدى الكثير من الناس ولذلك بالطبع أسبابه ومسبباته.
ومع ذلك فإننا نتناول اليوم موضوع الفحص الطبي قبل الزواج من وجهة النظر الطبية وما يعنيه ذلك لدى الشباب المقبلين على الزواج الرافضين منهم للفحص والمؤيدين له خاصة وأن هناك فئات عديدة من مجتمعنا مازالت تستبعد تطبيق مثل هذه الفكرة رغم أهميتها.
وبين الرفض والقبول ولبيان أهمية هذا الاجراء الطبي قبل اتمام عملية الزواج التقينا:
الدكتور علي بن محمد الشهري اختصاصي طب العائلة يحدثنا عن أهمية الفحص الطبي في وقاية المجتمع من كثير من الآفات والأمراض حيث أشار إلى أن مما كثر السؤال عنه مؤخراً هو الفحص قبل الزواج فما هو؟ وما أهميته؟ وكيفيته؟ وقبل أن أجيب على هذه الاسئلة أو أن أبدأ القول باعطاء اشارة تحذيرية حتى لا يفهم الموضوع خطأ من قبل العامة، فأقول أن الأمراض الوراثية كثيرة جداً ولا يمكن الكشف عنها جميعاً قبل الزواج لعدم جدوى ذلك، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن هناك أمراضاً أو مشاكل صحية شائعة تنتقل بالوراثة ويمكن الكشف عنها بسهولة قبل الزواج وبالتالي يمكن تلافيها وأكثرها شيوعاً خاصة في بلادنا هي أمراض الأنيميا المنجلية، ونقص بعض الانزيمات والثلاسيميا واختلاف فصيلة الدم سلباً أو ايجاباً وغير ذلك مثل الأمراض العقلية والعصبية وأمراض العقم والأمراض المعدية وغيرها مما لا يمكن حصرها هنا.
ضروري وهام
* إذن من هنا تنبع أهمية الفحص ما قبل الزواج؟
يمكن القول انه من الضروري الفحص عن بعض هذه الأمراض والمشاكل الصحية الشائعة قبل الزواج وبذلك نجنب الزوجين وأولادهما وأسرهما والمجتمع كثيراً من المتاعب فالوقاية خير من العلاج.
الصعوبة في نتائج الفحص
* كيف يتعامل الأطباء مع الذين يرغبون في الفحص قبل الزواج؟
الواقع يدل على أن موضوع الفحص قبل الزواج يعتبر من السهل الممتنع إذ أنه من السهل اجراء اللازم نحو التأكد من خلو الخطيبين من بعض الأمراض الشائعة التي تنتقل بالوراثة أو بالزواج، ولكن الصعوبة تكمن فيما بعد ذلك، اي بعد ظهور النتيجة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا يجب علينا عمله إذا اكتشفنا مرضاً معيناً لأن ذلك معناه الغاء زواج محتمل أو المخاطرة بالصحة مع الزواج، حقيقة هذا الموضوع يحتاج الكثير من الجهد من قبل الاطباء والفريق الصحي حيث يجب أن يكون لدى الطبيب المهارة الكافية والمعلومة الوافية للتعامل مع هذه المواقف الصعبة خلاصة القول أن الفحص الطبي قبل الزواج من الأشياء المهمة التي يفترض أن يتقبلها المجتمع ويحث عليها.
آراء الشباب
وأجرينا حوارات قصيرة مع مجموعة من الشباب لنستطلع آراءهم حول هذا الموضوع حيث التقينا مع الشاب خالد بن عبدالله الجديد الذي تحدث إلينا قائلاً: بخصوص ما يتردد هذه الأيام عن الفحص الطبي ما قبل الزواج فإن ذلك أمر ملح ومهم للغاية وأؤيد ذلك أتم التأييد وذلك لتدارك الأمراض الوراثية والأمراض الأخرى الدخيلة على مجتمعنا.
أما الشاب عبدالله السعد فقد أيد مسألة الفحص ما قبل الزواج ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار عدم المساس بكرامة الانسان وتجريحه وكان له رأي أيضاً حول كلمة فحص وقال إن الانسان مكرّم وقد خلقه الله في أحسن تقويم وكلمة فحص تقال مثلاً في السلع والمعروضات للبيع كالسيارات وغيرها,, ويرى أن تستبدل كلمة فحص بمسمى آخر أكثر تهذيباً ولطفاً كأن تسمى الكشف الصحي أو الاستشارة أو غيرها.
بينما تحدث إلينا أحمد الجيني وقال: يجب على جميع شرائح المجتمع أن تنوه بأهمية هذه الاستشارة ويبين أهل العلم والطب والصحافة الآثار الايجابية لها.
سرية تامة
وتحدث الشاب علي بن طحنون السبيعي وقال: يجب أن تتم مسألة الفحص ما قبل الزواج في ظل السرية التامة والأمانة المطلوبة من قبل الاطباء والمجتمع واعطائهم النصائح والتويجيهات التي تعينهم على المضي بحياتهم الزوجية نحو الطمأنينة والاستقرار ورأى علي بن طحنون أنه يصعب تطبيق هذا الفحص في مجتمعنا المحافظ على فئة النساء لمحاذير كثيرة بينما يسهل تطبيقه على الرجل ولكن في ظل سرية تامة.
وأيد الشاب نايف العجلان مسألة الكشف وقال ان المجتمع ولله الحمد رزق وعياً كاملاً وذلك على المستوى الثقافي والاجتماعي ويدرك أيضاً فوائد الكشف ما قبل الزواج ولكن مجتمعنا يتعامل مع الأشياء الجديدة والمستجدة في حياتنا بحذر وخوف,, فمادام أن الرجل منا ولنقل هذا بصدق يتعامل مع الكشف في سرية تامة وحذر وخوف فكيف بالنساء,,!
إذن مسألة الفحص ما قبل الزواج يدرك نتائجها ويؤمن بايجابياتها الجميع في ظل ازدياد الوعي لدى الناس وعلينا أن نتقبل مستجدات العصر ونتكيف مع تطوراته وانجازاته وذلك من أجل غدٍ أفضل وأجيال أصحاء بإذن الله تعالى .
|
|
|