عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من يخرج من مستشفى الأمل تائبا معافى بإذن الله يكون قد بدأ صفحة جديدة من حياته كلها بإذنه سبحانه وتعالى استقامة وندم على ما فات، ويكون قد قطع على نفسه عهدا بأن لا يعود لمثل تلك السموم القاتلة والمدمرة فالأمل موجود بعون الله لبدء حياة مستقيمة، إنسان اخطأ بحق نفسه وبحق غيره، وعرف خطأه عاد من جديد بكل حيوية ونشاط وأمل، ولكن وللأسف الشديد يواجهون من بعض الناس بنظرات كلها ريبة، البعض لا يكلمه، ويتحاشاه البعض، ولا يحب أحد ان يجلس معه رغم انه رجع تائبا الى الله ثم لمجتمعه، وكأن هذا الشخص مسؤول عن جرائم البشرية؟ لماذا؟ لانه كان منحرفا، لاحظوا معي إخواني القراء كان فعل ماضٍ ناقص! والبعض يرميه بكلام جارح مسموم، لا يجد ذلك التائب من البعض حتى الابتسامة، حتى يصاب بإحباط وخيبة أمل، وتتردى أوضاعه النفسية، فما المطلوب منه إذن؟ هل يرحل لكوكب آخر ليعيش فيه؟ او يجلس في بيته ولا يخالط أحدا، نهائيا، ام يعود للانحراف مرة أخرى ليرضي بعض البشر؟ فالدولة حفظها الله وأعزها أنشأت مستشفيات الأمل لعلاج من وقع في حبال المخدرات، حتى تم بتوفيقه عز وجل ثم بالعلاج تهيئته نفسيا، وعلاجه مما لحق به من تعاطي المخدرات، لتعيد إليه نشاطه وتعيده لمجتمعه من جديد بأحسن حال، ثم يأتي للمجتمع وكما قلت ان بعض الناس يحتقره، ينظرون اليه نظرات استهتار واستهزاء، اين دور المجتمع الناصح، اين الحفاظ على شعور الآخرين، اين التشجيع ناحية الطريق السوي، لماذا لا نأخذ بيده للصلاح؟ أعلم ولله الحمد والمنة اننا مجتمع صالح مجتمع متماسك، مجتمع متسامح، وأصحاب تلك النظرات قلة في مجتمعنا, فالله عز وجل يغفر الذنوب والخطأ ليس نهاية العالم، فنصفح عمن عاد تائبا، ولنرشد من تاب، لنقف مع من عاد إلينا سليما معافى من تلك السموم، نعطيه فرصة ليبدأ حياة جديدة بعيدة عن تلك المحرمات والآفات.
مفلح بن حمود الأشجعي