** تقول الأخبار,, إن طهران عاصمة إيران,, تسبح في سحائب من التلوث,, التي خلفتها عوادم السيارات القديمة العتيقة,, التي تجوب شوارعها,.
** وتقول الأخبار,, إن السلطات الايرانية,, اتخذت عدة قرارات احترازية لمواجهة هذا الخطر الداهم,, منها تعطيل بعض المدارس وبعض الدوائر,, ومناشدة المواطنين ترك سياراتهم الخاصة وركوب سيارات النقل,, ومناشدة كبار السن ومرضى الربو والصدر والأطفال عدم الخروج من منازلهم,, لأن الخطر عظيم,, والخطر داهم,, ولأن عواقبه,, السرطان وليس غير السرطان,.
** والعلة هنا,, كما تقول الاحصائيات الصادرة من طهران ان 85% من أسباب هذا التلوث,, هو عوادم السيارات القديمة,, أو التي يتصاعد منها دخان كثيف.
** والقاهرة هي الأخرى,, تشتكي وتستغيث وتطلب العون في القضاء على سحائب التلوث,, التي تخلفها عوادم السيارات القديمة.
وهكذا عواصم أخرى ومدن أخرى,, تشتكي التلوث,, وتشتكي سحائب السموم,, وسحائب الموت,, من جراء هذا التلوث الشديد.
** نقول هذا,, ونحن نشاهد السيارات والشاحنات وسيارات العادم الأسود تجوب شوارعنا وتتمخطر,, والدخان العنيف يتصاعد منها ويملأ الشوارع والميادين,, حتى تحولت أشجارنا في الرياض الى سوداء,, وتلوث سعف النخيل,, وتحولت الجدران البيضاء والصفراء والجزر الى سوداء قاتمة,, وكله بفضل هذه العوادم القاتلة.
** ومع أن هناك أنظمة ولوائح تمنع سير السيارات المسببة للتلوث,, ومع أن هناك فحصا دوريا شاملا الزاميا,, الا أن هذه الخردات ما زالت موجودة وبكثرة مع الأسف,, وما زالت سيارات الدورية تنظر لها باستحياء وكأن الأمر عادي لا شيء فيه,, مع أن صاحب هذه السيارة يوزع السرطانات على الناس,, ويفسد في الثانية ما لا يفسده ألف طائش ومجنون في سنة,, ومع هذا فالمسرع او الذي يقف موقفا خاطئا,, او الذي يعكس السير,, تتم مطاردته ويدخل السجن على الفور,, وهذا الذي يوزع الأمراض في شوارعنا لا يقال له اي شيء أبداً.
** ما يحدث في طهران,, وما يحدث في القاهرة,, وما يحدث في عواصم أخرى,, ليس منا ببعيد,, مع وجود هذه الخردات وهذه السيارات التي تقذف بحمم هذه السموم دون أن يقال له قف,, أنت خطر ,, قف,, انت تسهم في قتل عباد الله .
** إن الدوريات الأمنية مطالبة بتطبيق هذه اللوائح وبشدة,, حتى لا نضطر الى ما اضطرت اليه طهران,, من وقف الحركة,, ووقف مصالحها,, وتعطيل كل الاجراءات,, بل إن عمدة طهران قال,, إن اصلاح هذا الخلل يحتاج الى ملياري دولار خلال سنة واحدة,, وإلا فإن السحائب,, سوف تستمر تحلق في سماء طهران,, تقتل,, وتقتل,, فهل نتحاشى ذلك مبكراً,, وما فائدة الفحص الدوري,, إذا لم تكن تلك أبرز نتائجه؟.