Saturday 1st January, 2000 G No. 9956جريدة الجزيرة السبت 24 ,رمضان 1420 العدد 9956



لما هو آتٍ
الرَّعاية والتَّوثُب
د,خيرية إبراهيم السقاف

تلك الروح المتقدة في صدور ونفوس وعقول المسلمين الأوائل، وثلة من المتأخرين نحو نشر الاسلام، وقيمه ، ومبادئه، وجعل سلوكه هو السمة الظاهرة في كل فعل، وعند كل ردة فعل تصدر عن المسلم امرأة أو رجلاً,, لا أدري لماذا خفَّت جذوتها في هذا الوقت من تاريخ الإنسان وهو أحوج ما يكون فيه إلى التسلح بخلق الإنسان، وإلى فهمه فهماً تاماً في كلِ شيء؟
لاننسى جهود المسلمين في نشره، وفي تعليمه خاصتهم قبل عامتهم,,.
على المستوى الفردي، تجد الأب الذي لا يغفل عن صلاته، ولا عن حثِّه الروحي لأبنائه ولأسرته نحو أداء واجبات الله وفروضه، واتباع السنة في المسلك ماظهر منه وما بطن، في القول أو الفعل، في ليله ونهاره، لايكلُّ، ولا يملُّ,,, يُدرك أن هذا الابن أو تلك الابنة، أو الزوجة أو الأخت إنما هم في مدرسة هو وحده الراعي المسؤول عن كل ما يتعلق بزرع الخير في نفوسهم، وفهم الدين وتعاليمه وواجباته واداء كل ما يرتبط به إنما هو الخير كلُّه، حتى تتحوَّل الأسرة كلُّها إلى مدرسة للجار، وللقريب، وللبعيد،,,.
تجد البيوت عامرة بالنور,,.
تبدأ يومها بالصلاة، وتنتهي بها,,.
تبدأ فعلها بالسلام,, والصبر، والرضاء، والبذل، والتجاوز، والتكاتف، والكلمة الطيبة، وتنتهي في يومها بالحمد، والشكر، والستر,, والقناعة,,, تمتد في خيرها إلى كل من تعرف، تبرُّ القريب، وترحم المحتاج، وتواصل الرحم، وتتفقد الجار,,, وتفعل كلَّ الطيبات,,.
وعلى المستوى الجماعي الصغير والمجتمعي الأكبر,,.
تنتشر الدعوة بين العامة والخاصة فيه، يتناولون القضايا الأكبر، نحو التعليم، والتذكير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وحل المشكلات كلها ما قل منها وما كبر,,,، ما صغر فيها وما عظم,,,؟ قضايا العقيدة، والسلوك، والأداء، والحسبة، والمعاملات، والزواج، والمساجد، ونشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة، والقضاء على المفاسد,,, وتكوين الدعاة، وتعليم الناشئة، وتكوين الأجيال المسلمة، وتدريب نفوسهم، وتعويدهم على الكفاح في سبيل الله بالكلمةِ الطيبة، وبالفعلِ الحسن، ومجاهدة النفس، والقضاء على أمراضها، كي يكون الفرد في الجماعةِ صالحاً ليصلح المجتمع,.
تجد المجتمعات المسلمة تحيي المساجد وتعمرها، وتبني الحياة في حب وتواؤم وتلاؤم، ومشاركة، وإيثار,,.
وعلى المستوى الإنساني,,.
ينتشر الدعاة ، وتؤسس المساجد، وتبنى المدارس، وتوضع المؤلفات، وتعقد الحلقات,, وتتكون الجماعات، وتجمَّع المعونات، وتبذل الطاقات,,,, لنشر الفضيلة وتثبيت العقيدة، والدعوة إلى الله على بصيرة,,.
أما اليوم فَقَدَ البيت راعيه الدؤوب الحريص الموجِّه والقدوة على الوجه العام وليس الخاص وكذلك تفعل المجتمعات الصغيرة، بل والكبيرة,,.
لا أدري لماذا همدت الروح والهمة في هذا الشأن بشكل عام، وبشكل فردي على مستوى الواحد والواحد,,,؟,,.
ومع وجود الهيئات، والمسئولين، والدعاة، والعاملين في هذا المجال في المجتمعات المسلمة إلا أن الطمع في أن تتحوَّل هذه المجتمعات المسلمة إلى ما كانت عليه في الأيام التي تكوَّنت فيها تلك الروح الوثَّابة، عن ذلك الفهم الصادق والعميق، عن ذلك الوازع الداخلي اليقظ، عن نفوس تحارب أمراضها بصدق,,,؟ لا تقدم قدماً نحو ربها إلَّا بدافع صادق، ولا تؤخره إلا عن وعي تام، تمتلىء بوعي حقيقي بكل ما يرتبط بدينها وكما تشرب الماء الزلال تشرب كل ما يتعلق به ويرتبط، تنطلق من هذه النفوس دعوى الخير بين الصغير والكبير، دون هدف إلا البذل المجرد، وإلا أن تكون في جهاد دومي لإحياء الدين,,, تبدأ بخاصتها بعد نفسها؟ وتنتهي إلى العامة الذين يحتاجون إلى ما يوازن بين معطيات الحياة في تحضرها ونموها ومتغيراتها وبين ما يجعلها تستفيد من كل ذلك دون المساس بجذورها,.
عقيدةً، وسلوكاً، علماً، وأداءً، معرفةً وممارسةً، في كل لحظةٍ من لحظاتِ الحياة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.