* لندن ديفيد ستامب رويترز:
قال محللون استطلعت رويترز آراءهم ان بورصات الاسهم الرئيسية في العالم مازال امامها نطاق للمزيد من الصعود رغم الارتفاعات الكبيرة التي حققتها هذا العام،
فمن المرجح ان تدفع الثورة التكنولوجية التي بدأت في الولايات المتحدة ثم انتشرت بسرعة اسعار الاسهم الى المزيد من الارتفاع مدعومة بجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي يدخر الان لسنوات شيخوخته،
وفي الاسبوع الماضي سألت رويترز محللين في 18 دولة توقعاتهم بشأن اسواقهم المحلية والمستوى الذي يتوقعونه لمؤشر بورصتهم في نهاية عام 2000، وفي الاسواق الرائدة كان رد المحللين بالاجماع هو انها سترتفع،
المحللون عادة متفائلون وقواعد الاقتصاد تقول ان الارتفاع الكبير في الاعوام القليلة الماضية يجب ان يقابله تراجع تصحيحي،
ولكن بالرجوع الى توقعاتهم قبل عام نجد انهم كانوا مبالغين في التحفظ فتوقعاتهم عن مستويات المؤشرات في نهاية عام 1999في البورصات الكبيرة مثل نيويورك وطوكيو ولندن والمانيا جميعها اقل من المستويات المتحققة الان ولم يبق سوى بضع جلسات تعاملات قبل نهاية العام،
وربما تحيط الشكوك الاكبر الان بالولايات المتحدة بعد ان تجاوزت اسعار اسهم التكنولوجيا كل التوقعات هذا العام فارتفع مؤشر ناسداك لاسهم شركات التكنولوجيا بنسبة تزيد على 60 في المائة،
وقال ريكي هارينجتون المحلل الفني ونائب رئيس شركة واشوفيا للاوراق المالية في شارلوت بولاية نورث كارولينا ان مستوى ناسداك مرتفع بشكل مقلق ومن المتوقع ان ينخفض بما يصل الى 50 في المائة بحلول فبراير شباط المقبل،
واضاف الناس يشترون الاسهم لاسباب خاطئة فهم يشترون لمجرد انها تتجه للارتفاع وليس لان الشركات تحقق ارباحا بسبب عوامل اساسية ،
لكنّ اخرين يميلون لتوقع انخفاضات طفيفة وليس انهيارات في الاسعار وفي السوق بشكل عام التي شهدت ارتفاعا ولكن اقل من السابق هذا العام ويتوقعون ان تستمر الارتفاعات،
وفي الاستطلاع توقع محللون ان يسجل مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 1575 نقطة في نهاية العام المقبل وفقا لمتوسط آراء تسعة من المشاركين في الاستطلاع، وهذا يمثل ارتفاعا متواضعا بنسبة 11، 5 في المائة عن مستواه الراهن،
وبالنسبة لمؤشر داو جونز الصناعي توقع المحللون ارتفاعا بنسبة 14 في المائة في نهاية العام المقبل الى مستوى 12725 نقطة وارتفع المؤشر بنسبة نحو 20 في المائة حتى الان هذا العام ولكن قبل عام توقع المحللون ان يسجل المؤشر 9775 نقطة في نهاية هذا العام اي اقل بنحو الف نقطة من مستواه الراهن،
وتوقع بيتر كانيلو محلل الاسهم الامريكية في مورجان ستانلي دين ويتر ان تدفع ثورة الانتاجية في قطاع الاعمال الامريكي مؤشر ستاندارد اند بورز 500 الى ارتفاع بنسبة 12 في المائة في العام المقبل،
وقال هذه النتيجة يدعمها الطلب الكبير على تكنولوجيا المعلومات وتزايد الاقبال على الانترنت خاصة في التعاملات وتقدم وسائل الاتصال، ، هذه الاتجاهات من شأنها زيادة كفاءة الاعمال وخفض تكاليف التوزيع والمساعدة في الحد من الارتفاعات الكبيرة في الاسعار مما يزيد الانتاجية ،
وهناك عامل اخر من شأنه زيادة الطلب على الاسهم هو جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي بلغ منتصف العمر الان ويميل للادخار من اجل فترة التقاعد عن طريق الاستثمار في الاسهم وقال ادوارد كريشنر كبير المحللين في بين ويبر ان تدفقات اموال هذا الجيل من المتوقع ان تستمر من 15 الى 20 عاما، ولكن اغلب المحللين يتوقعون ان يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الامريكي اسعار الفائدة في العام المقبل وهذا امر من شأنه تحجيم ارتفاعات الاسهم،
ولا تختلف الصورة كثيرا على الجانب الاخر من المحيط الاطلسي، فالنمو الاقتصادي القوي في بريطانيا وانخفاض معدل التضخم سيدفع اسعار الاسهم الى الارتفاع ،وقال ريتشارد كريهان من مورجان ستانلي اننا مقبلون على مرحلة في الاداء الاقتصادي هي الافضل منذ جيل كامل ،
واضاف ونتوقع ان تتراوح اسعار الفائدة بين خمسة وسبعة في المائة في المستقبل المنظور، ، ولم تستقر اسعار الفائدة بهذا الشكل منذ اواخر الخمسينات ،
ومن المتوقع ان ينهي مؤشر فاينانشال تايمز البريطاني العام المقبل على 7200 نقطة وفقا لمتوسط آراء 15 مشاركا في الاستطلاع اي بارتفاع بنحو 500 نقطة عن مستواه الراهن،
ومن المتوقع ان يحقق مؤشر داكس الالماني ارتفاعات قياسية في العام المقبل مع استقرار اسعار الفائدة وارتفاع الطلب على الاسهم مدعوما بالنمو الاقتصادي القوي، ومع ذلك كانت الارتفاعات محدودة فلم يزد مؤشر داكس سوى بنسبة 25 في المائة حتى الان هذا العام،
وقال المحلل مايكل شوبرت من بنك جيسلشافت التنمية الاقتصادية ستحتل مركز الصدارة وستستقر امريكا عند مستويات مرتفعة كما سيبدأ الاستقرار في اسيا وفي منطقة اليورو والمانيا نتوقع تسارعا في معدلات النمو ،
وكان مؤشر البورصة اليابانية هو ثاني اكثر المؤشرات ارتفاعا هذا العام بعد ناسداك الامريكي ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي توقع المحللون ان يسجل مؤشر نيكي 16875 نقطة في نهاية عام 1999 وقد بلغ حاليا نحو 18000 نقطة،
والان من المتوقع ان يرتفع بدرجة اكبر، فقال كريج شولدر محلل الاسهم اليابانية في نيكو سالمون سميث بارني من المتوقع ان يخترق مؤشر نيكي مستوى 21 الف نقطة لاول مرة منذ عام 1999فالنمو الاقتصادي وعائدات الشركات يتسارعان
واشار متوسط آراء المشاركين في الاستطلاع الى ان مؤشر نيك سيسجل 21 الف نقطة بحلول نهاية عام 2000،