صمت العصافير كياسة فتح الجروح ناهد سعيد باشطح |
** زقزقة:
ما أنصفكم من أحوجكم إلى الشكوى
حكمةفارسية
* * *
حينما اقرأ على صفحات الصحف المحلية وبكثرة شكاوى المواطنين وهمومهم التي يشرحونها مؤملين وصولها الى المسؤول وقد يتفاءلون بالتجاوب الفعال الذي قد يحدث او لا يحدث ادرك اثر وتأثير وفاعلية الصحف كونها صوت الفرد في المجتمع.
وبالتالي حجم المسؤولية التي تقع على كاهلها كإحدى الوسائل الاعلامية التي تعبر عن الجمهور.
لكن مشكلة البعض انه يعتقد ان الصحف بمسؤوليها ومنسوبيها مسؤولة كذلك عن ردود الفعل وتقديم الحلول وهذا غير صحيح فالصحفي والكاتب فيما يطرح من قضايا ومشكلات وسعيه الدؤوب لايصال صوت المواطن انما يضع اصبعه على الجرح ولا يقع تحت مسؤوليته تنظيف الجرح وعلاجه ولذلك يعتقد البعض ان الطروحات الاعلامية في جانب منها تمثل سياسة فتح الجروح او كما يقال نشر الغسيل القذر.
والحق ان للاسلوب الذي ينتهجه الصحفي او الكاتب وسياسة المؤسسة الصحفية دورا كبيرا في انتهاج الطريق الصحيح الرابط بين المواطن والمسؤول الفرد ومجتمعه.
وهنا تكمن الامانة والمسؤولية فلا يميل الكاتب مع جانب دون اخر.
ولذلك تعتبر الكتابة عن مشكلة محددة عن جهاز محدد من اصعب الكتابات التي يقدمها الكاتب حيث انه من المفترض ان يتحرى عن امانة المواطن في شكواه وهذا ما يفسر اهمال الكاتب لبعض الرسائل او المهاتفات التي لا يصرح فيها القارىء باسمه.
كما انه ومن المفترض ألا يسرد الكاتب جميع التفاصيل وان رأى انها تساهم في سرعة تجاوب المسؤول.
فكثير من المشاكل والقضايا يستطيع الكاتب ان يوصل صوت المواطن فيها الى المسؤول دون استغلال موقعه الاعلامي ليظهر للقراء انه نصير المظلومين.
الصحفي والكاتب الذي يشعر بمعاناة المواطن وارتضى ان يكون صوتا عليه يدرك ان الصوت الصاخب والمرتفع لا يفيد وان دوره يتجاوز الصفحة التي ينشرها او الزاوية التي يكتبها فالرسالة اصدق واعمق والدور المضطلع بممارسته يتجاوز الفعل التقليدي الى التميز في الاثر والتأثر.
على ان يتقن الوسيلة الفاعلة لتحقيق الاهداف السامية.
|
|
|