وعلامات ويسألونك عن المرور! عبدالفتاح أبو مدين |
هذه الكلمة موجهة للأخ الفريق,, أسعد عبدالكريم مدير الأمن العام, فهو رجل عسكري,, تقلب في الكثير من الوظائف الرئيسية في الأمن العام، عرفته مديرا لمرور جدة,, قبل عقود، وعرفته مديرا لجوازات جدة، ومدير الجوازات العام، ثم مدير الأمن العام,, في الوطن العزيز الكريم.
ومن توفيق الله، ونقول في المثل: التوفيق عزيز , من توفيق الله وعونه للأخ العزيز، أنه يحفه النجاح,, في أي موقع يحل فيه، وهو رجل جاد وذو بصيرة، ويعمل,, ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ويسعى إلى التنظيم والتيسير وتذليل الصعاب، ويتحرك ويتابع الخلل والنقص، ويحملّ من معه مسؤوليات العمل,, الذي يعهد به إليه ويحاسبه إذا أخطأ، وهو ليس مركزيا,, يريد أن يضطلع بكل شيء، لأنه مدرك,, أنه سيتعب، ولن يحقق ارتقاءً وحلولا وإنجازا، وهذا دأب الرجل الناجح الجاد، الذي ينظر بعيدا، ويراجع حساباته وأخطاء إدارته، وما ينبغي أن يسلكه،لا ليرضي الناس، فرضاهم,, كما قيل غاية لا تدرك، ولكن للإنجاز والارتقاء بالعمل، وتلافي الأخطاء والفريق,, لا يجامل على حساب العمل والمصلحة، ومايدرك أنه خطأ، ولا يمكن أن يعامل به كل الناس، وهذه سبيل الحق والعدل,!
ولست أريد اليوم الثناء على رجل جاد بإخلاص, في أي موقع يحل فيه وينجح، وذلك فضل الله عليه، وعلى كل العاملين الصادقين المخلصين، لأن العمل أمانة، وما أثقلها من تبعة,, لمن يعيها ويقدرها ويؤديها كما ينبغي!
لا أريد مدح رجل حقيق بالتقدير، وأهل لأن يذكر جهده وانجازاته وأداؤه وحرصه في الأمانات التي يلقى بها إليه, وإنما بهذا التمهيد وذكر محاسن العزيز، أن ألمح بنبرة لا تداهن,, أن المرور، وهو ماهو، أصبح من جانب المتابعة، عبر الطرق الطوال، وفي المدن غائبا , ولايمكن أن تستقيم حياة مرورية حية ، ناجحة,, إلا إذا كانت ثمة متابعة وقابعة في كل منعرج,, في شبه قارة بالقياس إلى بلادنا العريضة.
الجد والقيام في كل الساحات، والعقاب الرادع، الذي لا تعطله وساطة ورجاءات,, هو الحل، وهو الذي يفضي إلى احترام النظام وفعاليته، وبدون ذلك، يصبح لا قيمة للنظام، الذي أقيم ليحمي الناس بعضهم من بعض، ولولا ذلك، تمسي الفوضى,, هي العنوان الشائع في أي مرفق, مرورنا اليوم أيها الأخ الفريق، وأنت الرجل الواعي، وأنت عليم به,, غائب، ليس له إلا اسمه، وهذه كلمة ازعم أنها صادقة,, أدفع بها إليك، من شاهد على حركة المرور في بلاده,!
إن الحوادث المرورية الدامية، أكثرها من التهور الجنوني، الذي لم يجد رادعا,, يحد منه ويعالجه كما يجب، شوارعنا ملأى بأطفال يقودون سيارات بلا ترخيص من كل الأنواع، فلا يتعرض لهم أحد، ولايحاسبهم أحد, وآباؤهم راضون عن عبثهم، ولغياب النظام ومن يحميه، استشرت الفوضى, والطرق الطوال، وخط الساحل الجنوبي شاهد، وهو خط واحد سيىء، التجاوزات فيه عارمة، وأنا ممن يذرعه أحيانا، التجاوزات فيه، بين رتل من الشاحنات ذاهب وآت، نوع من الانتحار السريع, وليس في دروبنا الطوال كلها,, حركة مرور، ترقب وتكبح جنون السرعة والسير الخاطىء، وتعاقب وتؤدب!,, لا شيء من ذلك! فأين اليوم الجهاز الكبير الذي نراه في كل الدنيا، وأنت والمسؤولون ترونه,, في البلاد المتحضرة؟ كل سائق مركبة، يعرف حدوده، ويتحمل مسؤوليته، والعقاب أمامه وخلفه، ويسير بجانبه حيثما اتجه وسار! فهل عندنا شيء من ذلك؟.
هذه المئات من ألوف السيارات، التي لم تحدد سرعتها داخل المدن ، والتي تعبث بكسر الإشارة، ليموت أبرياء,, التزموا بالنظام, من المسؤول عن هذا التسيب؟ إنها أمانة أيها الأخ الفريق المسؤول سيسألك الله عنها.
إنني من غيرتي، وحبي لأن يكون بلدي قمة في الرقي واحترام النظام والالتزام بالحق، أوجه إليك هذه السطور، لأنك وأنت من حظي بالثقة من أولي الأمر,, قادر إن شاء الله أن تحقق التوازن، وكبح التجاوزات بالقوة، لأنها لغة الحياة والعدل، إذا لم يرعوِ الناس, وان سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز يدرك بحصافته وحرصه وبعد نظره,, تلك الأخطاء التي لا تتوقف عجلاتها خلال الأربع والعشرين ساعة، والنزيف الدموي المنساب، من سوء التصرف، ورعونة الممارسة.
حتى أصبحنا وغيرنا مضرب المثل في أخطار المرور بين العالم الراقي، الذي يسود فيه عدل النظام والتأديب، وكسر حدة الممارسة الشاذة، لأنها تفضي إلى فوضى، نحن خليقون, أن نعالجها بكل السبل التي تحقق العدل والسلامة للجميع، وبذلك يسود النظام,, الذي وجد ليحمي الناس بعضهم من بعض.
|
|
|