في الآونة الاخيرة يلاحظ المواطن ان المدن السعودية اتسعت بشكل مذهل وذلك نتيجة للتطور المعماري والحضاري والانبثاق السكاني الواسع, وما يسري على مدن المملكة يسري ايضاً على مدن عربية اخرى, ومدينة الرياض هي احدى المدن العربية القلائل التي جمعت بين العراقة والتاريخ والحاضر والمستقبل الزاهر.
فهي من منطقة عرفت منذ زمن طويل ضارب في عمق التاريخ بأنها منطقة الشعر والادب والثقافة والحضارة في رقعة صحراوية بعيدة كل البعد عن الحواضر العربية الاخرى وذلك من واقعها الجغرافي.
وبهذه الاسباب فقد اعتمد إقليم اليمامة الذي يشمل مدينة الرياض حالياً على نشاط وقوة ساكنيها من القبائل العربية التي ورثت لغتها وثقافتها من اصولها العربية ومن اتصال رجالاتها بالاقوام والشعوب الاخرى التي كانت ترتبط بهذه المنطقة بروابط اقتصادية وثقافية قوية.
وعرف هذا الاقليم تاريخياً الذي كما اشرت يشمل مدينة الرياض حاليا الافذاذ امثال الاعشى وغيره من الشعراء الذين سطروا للادب والثقافة في هذا الاقليم وجعلوا منه علماً بارزاً بالرغم من طبيعته المناخية والجغرافية التي يصعب تحملها او مقاومتها.
ولم تكن هذه المنطقة في واقعها التاريخي اقل منها في واقعها الحاضر, فاليوم مدينة الرياض تعد من كبريات المدن العربية مساحة واكبر مدينة سعودية واعلى كثافة سكانية.
كما ان الاقتصاد ليس بمنأى عن هذا التوسع فقد رافقه منذ بدايته مجموع رؤوس الاموال العاملة في الرياض تعادل مجموع اقتصاديات عدد من الدول العربية وما كان لهذا ان يحدث بشكل عشوائي انما نتيجة تخطيط وعمل دؤوب رافقته حركة تعليمية سريعة غيرت من وجه التاريخ عامة.
ففي غضون مالا يزيد عن خمسين عاماً ازدادت اعداد المدارس بشكل لا يصدق كما ان هذه المدينة اليوم تحتوي على جامعتين عريقتين تضم في صفوفها مالا يقل عن 70 الف طالب وطالبة اضافة للكليات والمعاهد التعليمية في كافة المجالات التعليمية والثقافية.
وهذه الحركة التعليمية رافقتها حركة ادبية وثقافية انعكست على عطاء هذه المدينة وصور فيها في ارجاء الوطن العربي كافة.
وما كان لهذه المدينة ان تظهر هذا الظهور وان يلمع نجمها في سماء العلم والادب والثقافة والحضارة لولا اهتمام هذه الحكومة الرشيدة وجهود اميرها البار صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز الذي منذ ان تولى امارتها وهو لايألو جهداً ولا يدخر وسعاً في سبيل انماء هذه المدينة وراحة مواطنيها والسهر على مصالحهم مما حدا بكافة العاملين في هذه العاصمة الفريدة من العمل ليل نهار مما نتج عنه بناء شامخ ومتميز وارتقاء بساكنيها حتى اصبحوا من الثقافة بمكانة عظيمة يلحظها كل مواطن عربي واجنبي داخل هذه الدولة وخارجها.
لقد غير سلمان وجه هذه المدينة واختزل الزمن وحولها بحق عاصمة الثقافة العربية وهانحن اليوم نحتفل بعاصمتنا الرائدة العظيمة لتكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2000.
فهنيئاً لعاصمتنا الرياض بما اختاروه لها عاصمة للثقافة العربية ونحن بدورنا نطمح ان يكون لها من اسمها نصيب من العطاء فهي ليست روضة واحدة ولكنها رياض.
وضحاء عبدالله الغاطي
مشرفة تربوية للتربية الاجتماعية بقسم الإشراف الاجتماعي بمكتب توجيه جنوب الرياض