اليوم,, الأخير,, فالأوّل
وغداً,.
عندما تستيقظون,, والشَّمس هي الشَّمس,, والطَّقس هو الطَّقس,, والأشجار تُلقي عليكم التحية في ذهابكم وإيابكم، وعندما تناظرون كل شيء من حولكم لا تكاد تلتقط أعينكم شيئاً غير الذي ألفتموه,, تُرى عن أيّ مُتغيّرٍ تبحثون؟,.
الأرقام وحدها تزيد واحداً,.
لكن أشياء كثيرة يُتوقع من الإنسان أن يفعلها,.
شُغِلَ بها,, وشاغلته,, لهث كثيراً من أجل اعتقالها، وقَدِرَ على شيء منها، ولم يستطع اعتقال أشياء منها,, أعاد حساباته كلَّها، ورسم مُتوقَّعاته كلها,, وربما وهو يرسم، ويحاول أن يعتقل، ويتوقَّع فلَتَت منه أشياء,.
هذا العقل الذي في رأسه,.
اليوم، وغداً,, سيجعلانه في مواجهة سافرة وصريحة معه,.
حيث يُطلق مراكبه الفضائية، يصل إلى نتائج، لكنه يخفق في كثير,, حين يضع احتمالاته، تنجح في شيء، وتفشل في أُخر,, حين يُشخِّص أدواءه قد يفلح وقد لا,.
ولو أنُّ هذا العقل أدرك كلَّ الذي يسعى له,, لتبدَّلَ حالُ الأرض، وحالُ من فوقها تبدلاً شاملاً, ولأصبحت هناك ثوابتُ لنتائج إدراكه التام لها، وسيطرته عليها,, لكنَّ الإنسانَ,,, يظلُّ كالطفل في لعبة أزلية دائمة مع الكون، وما فيه، بدءاً بذاته ونفسه وشؤونه، فشؤون هذا الكون,, وانتهاءً إلى مخترعاته، ونتائج أعماله، وصنائعه,.
اليوم,, الأخير,, فالأوُّل.
وغداً,,؟.
عندما تتسابقون إلى أجهزتكم,, تسألونها عن الخبر,.
تُرى أيّ شيء سيواجهكم به الزمن؟ الذي يمرق، ولا يَمرق، يتبدُّل ولا يتبدَّل، يفقد ولا يفقد، يُضاف إليه ولا يُضاف إليه,.
شيء منه تلمسونه وأشياء تعجزون,.
لكنَّكم,, على أية حال ستواصلون,,.
سينهض من يدَّعي فلاحه في النبوءات,,.
وسيصمت من يواجه بفشله فيها,, ستظهر أسماء وستختفي أخرى، ستشرق توقعات وستنطفىء غيرها,.
و,,غداً,, كم من الذين سهروا ولم يناموا، وانتظروا ولم ييأسوا؟ وتوقعوا ولم يُخَيَّبوا، وخابوا ولم يفلحوا؟.
كم الذين سيضحكون,, وكم الذين سيخبِّئون خيبتهم؟
والشمس في ملكوتها تدور,.
والقمر في مداره يسري,.
والشاعر لماَّ يزل يترقب جذوة الفتيل تشتعل في نسغه كي يُشعِرُ للقطرة، والملاحة والطُّيوف,, والألوان.
والرسام لما يزل يتجذَّر في قُزحية الألوان كي يخرج مطليَّاً بالبروق، والغيمات؟ وابتهاجة الندى,.
والوَلاَّدة لماَّ تزل تتحيَّن لحظة المخاض، كي تتلمَّس الخارج منها بحياة تنبض في الحياة، و,, المودِّعون الذين يُشيِّعون من يُحبّون إلى مثواهم النهائي,, أجساداً محمولة مكفونة ويتلمَّسون صدورهم فإذا هي عامرة بهم؟,, لمَّا يزالوا ينظرون للحظة في رمادية التوقع,, والأطفال لمَّا يزالوا يتشبَّثون بقطعة الحلوى، وقطعة النقود، ويلتقمون أثداء أمهاتهم,, وهم في صفاء لا نهائي,, وبياض لا يدكن إلا مع الأيام,.
و,,الدولاب يلفُّ
و,, العجلة تمضي,.
وثمة ساقية أبداً تدور,.
,,وكلُّ صفر في عدد,, والناس بألف خير
عسى أن يأخذوا من فراغه ما يفرّغ كلَّ نقطة داكنة
عن نفوسهم.
ويمحو كل تعثُّرٍ في علاقات الإنسان بالإنسان، والإنسان بمنجزاته,.
|