تسعين بدأب باحثة عن التميز فعطرك هذا مميز، حين تستنشق النساء رائحته يعلمن أن في المكان كانت فلانة,, ملابسك من أرقى محلات الأزياء,, أقمشتك من أبدع ما صنعته مصانع الأقمشة,, عباءتك حتى عباءتك على كتفك آخر صرعة في عالم العباءات,, أدوات زينتك,, أحمر شفاهك لا ترضين بالدون فيه فأرقى الماركات وأغلاها تستعملين,, اللمسات البسيطة التي تنساها الأخريات لا تغفلين عنها,, اكسسواراتك مميزة، تصاميم ملابسك مميزة,, حين تكونين في مجلس أنت المميزة وسواك نخب ثانٍ, وحين تكونين مميزة فأنت تتابعين كل جديد وغريب ومستنكر في عالم اليوم.
أتذكرين حين قالوا ان الموضات أن تلبسي حذاء بلونين مختلفين فسعيت الى شراء جوزين من الأحذية بلونين مختلفين فلبست من كل جوز حذاء بلون مختلف لتتميزي,, أتذكرين.
أوَ تذكرين حين قالوا إن الموضة أن تضعي في أذنيك أقراطاً متعددة فتحملت الألم وشوهت جمال أذنيك بعشرة ثقوب لتتميزي.
أوَ تذكرين حين قالوا ان الموضة ان تطيلي الشعر من جهة وتقصيه من جهة أخرى ففعلت لتتميزي, حين نكون معا في مجلس وتدار الاحاديث الدنيوية فأنت اول من يعرف آخر صرعة أزياء، آخر ماركة ادوات التجميل، آخر موديلات اكسسوار، تتحدثين بجرأة تقاطعين فلانة تؤكدين لفلانة حتى أصبحت المرجع لا بل المصدر الأساسي للتميز الظاهري,, لا يهمك أتميزك هذا مقبول في شرع الله الذي به تؤمنين أم مرفوض,, جميل أم قبيح,, موافق لعادات مجتمعك أم مخالف بل تحرصين على الاختلاف لتتميزي,, حين أوضح لك أن بعضا مما تفعلينه مخالف للدين تقولين ان هذه امور شكلية لا دخل للدين بها, اما المصيبة حين اردت ان تتميزي بهذا ايضا وليس معك علم تتبلغين به وبدأت تحللين ما حرم الله لتتميزي.
ولكن مهلاً,, ليس هذا مجالاً تتسابقين فيه للتميز فكل أمر ممكن ان تخوضي إلا ان تحللي ما حرم الله ليوافق هواك وتتميزي.
لكن أبث لك وأنت من ينشد التميز دائما أبث نصحاً على جناح طائر المحبة، ليس هناك تميز كامل فما أنت فيه تميز ظاهري أما التميز الكامل فحين تتوغلين في حمى الدنيا وفي وحلها حين تكون الجموع المؤمنة قد شقت طريقها بثقة واطمئنان الى رضا الله، قد تسابقت الى ما فيه تميزها الحقيقي في حياتها وأخراها، حين ترفعين رأسك من ذلك الوحل الدنيوي وترغبين في اللحاق بهم تذكري أن لا مجال لمن اتسخت أيديهم بأوحال الدنيا للحاق فاغتسلي بماء التوبة واعدي الراحلة والزاد وتميزي بطاعة الله، والله يرعاك.
* الأستاذ المساعد بكلية التربية للبنات بالرياض