رياض الفكر صليبية العصر,,!! سلمان بن محمد العُمري |
الحياة دوماً في تطور، والكشوف والبحوث الحديثة تتقدم باستمرار، وتعطينا وسائل وأدوات وخدمات لم نكن نفكر بها من قبل، ونحن الآن نعيش في عصر أقل ما يوصف به انه عصر العلوم والتكنولوجيا.
إن منتجات الحضارة يستخدمها الإنسان، والاستخدام له وجوه إيجابية بيضاء وله وجوه سلبية سوداء، كما ان استخدامها متوفر للبشر كل البشر الصالح منهم والطالح.
إن عالمنا يعج بأفكار وأيدويولوجيات ونظريات ومبادىء لا حصر لها، وكل منها يحاول إثبات وجوده او يحاول تقويض غيره وإبراز نفسه، والله سبحانه ارتضى دين الاسلام ديناً كاملاً ومنهاجاً ربانياً لكل بني البشر في كل زمان ومكان، وما عدا ذلك فهو أفكار وضعية من خيال وتفكيرات البشر على مر العصور او بقايا لديانات سماوية سابقة انحرفت عن أصولها ولم يبق لها من الأصل إلا الاسم، إن الاسلام كمنهج رباني يهدف لسعادة الانسان في الدنيا والآخرة هو الوحيد الذي يحمل أسس تحقق تلك السعادة لسبب بسيط ألا وهو ان الله تعالى خالق العباد هو الذي وضعه لعباده، وهو يعرف ما الذي يسعدهم وما الذي يؤدي بهم الى الشقاء لا سمح الله .
لقد استغلت الجماعات الضالة المضلة وسائل الحضارة الحديثة لإيصال دعوتها الباطلة ولهدم العقائد الصحيحة، فكان هناك استغلال اجهزة الفاكس والهاتف والاتصالات، وحديثا الكمبيوتر والإنترنت، بالاضافة الى الرسائل والطرود البريدية والاذاعات والتلفزيون والمحطات الفضائية والمجلات والكتب والنشرات والمؤتمرات والمهرجانات والمحاضرات وغير ذلك كثير من وسائل مركبتها إما جماعات ذات أفكار منحرفة، أو منظمات تهدف لنشر دعوات زائفة وتسعى لهدم القيم والأخلاق والمبادىء السمحة حتى ولو ادعت انها تخدم ديناً سماوياً يقر الإسلام أهله على معتقدهم وإن كان يشد به التحريف والتبديل.
لقد كانت كبرى تلك الحملات هي ما يمكن تسميته بصليبية العصر، حيث ان هناك دولاً عديدة ومنها دول عظمى ومنظمات كبرى وجمعيات عديدة قد سخرت أموالاً طائلة بمليارات الدولارات وربما اكثر بالاضافة لكل الوسائل المتوفرة بين أيدي البشر، وركزت اهتماماتها على المناطق التي يوجد بها دعوة الحق، ولقد عرفوا حقيقة أن الاسلام هو المنهج الوحيد القادر على مواجهتهم وهدم حججهم ودحض أفكارهم ولذلك ركزوا سهامهم ونيرانهم وحقدهم على فكر الاسلام وعلى أبناء الاسلام وعلى بلاد الاسلام، ولا عجب بعد ذلك ان وجدناهم يخصصون القدر الاكبر من مالهم وجهدهم وعملهم في هذا لمهاجمة المملكة العربية السعودية وشعبها، فهي مهد الإسلام وأرض الاسلام وقلب الاسلام وفيها قبلة المسلمين والبقاع الطاهرة، وشعبها الأمين على الاسلام قلباً وقالباً شكلاً وموضوعاً، إنهم يحاولون إبعاد هذه الامة عن القرآن الكريم، ولكن خاب أملهم، فهم لا يعلمون ان القرآن محفوظ في الصدور والعقول قبل الأوراق.
إننا في بلاد والحمد لله تعرف وتعي ما يحاك ضد الاسلام وأهله، ولذلك لا خوف إن شاء الله، فنحن قد سلحنا أنفسنا بالإيمان وتوكلنا على الله، ولكن هذا لا ينفي حقيقة ان الخطر كبير وجسيم وأنه بحاجة لتجنيد مقدرات الامة لمواجهة ذلك، والحفاظ على السعادة التي أرادها الله لنا بالاسلام وبظل الاسلام، فالاسلام قوي بسلامة حجته ونصاعة برهانه وبيانه في القرآن الكريم ولا تستطيع الدعاية مهما تسلحت بأدوات العصر ان تطفىء نور الهدى في قلوب المؤمنين.
إن آخر وسائل الهجوم قد اصبحت تطل علينا برسالة موجهة عبر الانترنت أو بالفاكس او حتى بالبريد تدعونا دعوة ظاهرها دعوة الى الدين، وفي قلبها يكمن السم والخبث والمكيدة، فحذار أحبتي من تلك السموم، انتبه أخي لنفسك ولأهلك وأسرتك وإخوانك واصدقائك، لا نقول ذلك خشية على العقيدة التي تمكنت من القلوب في هذا البلد الامين، ولكننا نحذر من استقبال رسائلهم حتى لا يظنوا ان ارض الاسلام ومهبط الوحي تصلح لنشر الباطل وخداع أهل الإيمان والاسلام، إن أملنا كبير في زيادة وسائل التوعية، ودور الأئمة والخطباء في ذلك كبير، وأملنا أكبر في رجالات أمتنا، ونحن بانتظار ان يحولوا وسائل العصر لخدمة الاسلام والمسلمين، وبذلك نرد كيد الأعداء في نحورهم, والله من وراء القصد,>حديث المرأة
|
|
|