الشيخ الغامدي مدير إدارة الأوقاف والمساجد بالباحة مستشهداً بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لـ الرسالة اتقوا فتنة النساء,, إذا كشفت المرأة وجهها حصل به الفتنة للرجال |
*كتب سعد بن ناصر الغامدي
يظل الاقتداء برسول صلى الله عليه وسلم هو المنهج والاساس لكل مسلم,, بكل تكليف الهي بذلك ولكم في رسول الله اسوة حسنة ,, كما يظل الاقتداء بالسلف الصالح وامهات المؤمنين المثل والقدوة وعبر التاريخ الاسلامي الطويل كان الاقتداء بهذا الامر ماهو الا الانموذج والقدوة,, وشيئا فشيئا عبر مراحل كثيرة وطويلة ضعف هذا الجانب وحل محله تقليد خاصة من جانب النساء للغرب بكل ما يبتكره من موضات وتقاليع فارغة,, ولم يأت هذا الانبهار بالغرب وتقليده الا بضعف ايمان هؤلاء وبعدهم عن تعاليم دينهم,, ولان الأمر اصبح ظاهرة استوجب معه التوقف معها وبيان اسباب انتشار تقليد نساء المسلمين لنساء الغرب في الاخلاق واللباس وكيفية الوقاية والعلاج منها,, كان لنا هذا اللقاء مع الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الغامدي مدير ادارة الاوقاف والمساجد بمنطقة الباحة حيث اكد في بداية حديثه ما جاء من النصوص الكثيرة بالوصية بالمرأة ومراعاة حالها قال تعالى: وعاشروهن بالمعروف وقال ايضا: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وقال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرا وقال عليه الصلاة والسلام : الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم ما حق زوجة احدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها اذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر الا في البيت وان مما لا شك فيه ان احتجابها بتغطية وجهها ومواضع الفتنة منها لهو من اكبر احتشام تفعله وتتحلى به لما فيه من صونها وابعادها عن الفتنة والحجاب الذي يجب على المرأة ان تتخذه هو ان تستر جميع بدنها عن غير زوجها ومحارمها لقول الله تعالى: يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين والجلباب : هو الرداء الواسع الذي يشتمل جميع البدن فامر الله فيه نبيه ان يقول لازواجه وبناته ونساء المؤمنين بستر وجوههن ونحورهن وكذلك ستر رجليها والا تضرب برجليها حتى لا يعلم ما تخفي من زينتها خلخال ونحوه وعلى المرأة المسلمة ان تلتزم بستر الرأس والعنق والذراع والساق والقدم وان تتقي الله وتحتجب بالحجاب الذي لا تكون معه فتنة بتغطية جميع البدن عن غير الازواج والمحارم.
كشف الوجه مفسدة كبرى
وينتقل الشيخ الغامدي بحديثه الى المفسدة الكبيرة التي يحدثها كشف المرأة وتبرجها فيقول: اذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الاجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة يجملها الشيخ الغامدي في النقاط التالية:
1 الفتنة: فإن المرأة اذا كشفت وجهها حصل به الفتنة للرجال لاسيما ان كانت شابة او جميلة او فعلت ما يجمل وجهها ويظهره بالمظهر الفاتن وهذا من اكبر دواعي الشر والفساد.
2 زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الايمان ومن مقتضيات فطرتها.
3 شدة تعلق الرجال ومتابعتهم اياها ولا سيما اذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة كما في كثير من السافرات وقد قيل نظرة فسلام فكلام فموعد فلقاء والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
4 اختلاط النساء بالرجال فان المرأة اذا رأت نفسها مساوية للرجال في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمتهم وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض نسأل الله السلامة.
محنة عظمى
ثم يقول الشيخ الغامدي متحسرا اننا لنأسف كل الأسف ان نرى المرأة الشابة تخرج من بيتها الى السوق بألبسة مغرية ألبسة جميلة اما قصيرة واما طويلة ليس فوقها الا عباءة قصيرة او طويلة يفتحها الهواء احيانا وترفعها هي عمدا احيانا تخرج بخمار تستر به وجهها لكنه احيانا يكون رقيقا يصف لون وجهها وتخرج لابسة من حلي الذهب ما لبست ثم تكشف عن ذراعيها حتى تبدو الحلي كأنما تقول للنساء شاهدوا ما علي انها فتنة كبرى ومحنة عظمى وقد تخرج متطيبة بطيب قوي الرائحة يفتن كل من في قلبه مرض من الرجال وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : المرأة اذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقال عليه الصلاة والسلام: اذا خرجت احداكن الى المسجد فلا تمس طيبا وقد تخرج من بيتها تمشي في الاسواق مع صاحبتها وهي تمازحها وتضاحكها بصوت مسموع تقف عند صاحب الدكان تبايعه وقد كشفت عن ذراعيها ويديها وما في هذا من الفتنة والخطر العظيم والسلوك الشاذ الخارج عن توجيهات الاسلام يقول الله تعالى لنساء نبيه وهن القدوة: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى , لذا فان اكثر ما يفسد الاخلاق الشريفة والنفوس العفيفة تبرج النساء واظهار مفاتنهن امام الرجال عن اسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صنفان من اهل النار لم ارهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ، فقد وصفهن الرسول صلى الله عليه وسلم بانهن كاسيات اي عليهن كسوة ولكنهن عاريات لان هذه الكسوة لا تستر اما لخفتها او لضيقها او قصرها مائلة عن طريق الحق مميلات لغيرهن بما يحصل منهن الفتنة رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة بما يلففن عليهن من شعورهن او غيرها وان الشر العظيم والبلاء الكبير اختلاط النساء بالرجال ومزاحمتهن بهم وهذا موجود في كثير من محلات البيع والشراء وهو خلاف الشرع وخلاف هدي السلف الصالح فلقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: استأخرن فإنه ليس لكن ان تحتضن الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى ان ثوبها ليعلق به.
تقليد الغرب الكافر
ثم يضيف الشيخ الغامدي مستدركا : لقد تركت المرأة المسلمة كتاب الله وسنة رسوله وقلدت المرأة الغربية الكافرة ثم تتبجح وتقول : انا بنت الاسلام ولباسها قد تغير فهي تخرج بلباس مغر وتكشف ذراعيها والقدمين ويظهر بعض الشعر من خلال هذا الغطاء المرتفع البارز الذي يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: رؤوسهن كأسنمة البخت واما حالها مع النساء الاخريات اذا اجتمعن فهن لا يجتمعن على خير وما فيه منفعة بل يجتمعن على اللهو والباطل والسهر على اشرطة الفيديو وسماع الاغاني الماجنة وفتنة الهاتف هذا هو حال بعض فتيات الاسلام في هذا الزمان انها فتنة كبرى ومحنة عظيمة نمر بها في عصرنا الحاضر وقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء متفق عليه وفي الحديث: اتقوا الدنيا واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت بالنساء رواه مسلم.
ويوجه الشيخ الغامدي حديثه الى نساء المسلمين فيقول: يا فتاة الاسلام حاولي ألا تخرجي من المنزل الا لضرورة واذا خرجت فتجنبي الزينة واخرجي بحشمة ووقار واتركي المجلات الهدامة والصحف الخليعة التي ينشرها اعداء الاسلام قال صلى الله عليه وسلم :اذا المرأة اقبلت أقبلت في صورة شيطان رواه الترمذي, وقال صلى الله عليه وسلم: ان الله كتب على بني آدم حظه من الزنا ادرك ذلك لا محالة فالعين تزني وزناها النظر واللسان يزني وزناه النطق والرجل تزني وزناها الخطى واليد تزني وزناها البطش والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك او يكذبه متفق عليه, وعليه فقد حرم الاسلام على المرأة ان تظهر لغير محارمها ما يجب عليها ان تستره من الزينة والمحاسن وما يدعو الى الفتنة كما حرم على المرأة ان تختلط بالرجال الاجانب كل ذلك صيانة للاخلاق من التهتك وللاسر من التفكك ففي خروج المرأة واختلاطها بالرجال وسفورها وتبرجها ما يثير الشهوات الكامنة ويسلط النظرات النهمة ويسهل اسباب الجريمة ويجعلها سهلة التناول قريبة الى الايدي يقول تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى وقال تعالى : واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن .
مبررات خروج المرأة
ثم يتطرق الشيخ الغامدي الى المبررات التي تجعل المرأة تكثر الخروج من منزلها وتركها لزوجها وابنائها ويجملها في النقاط التالية:
1 قلة الايمان والخوف من الله وعدم استشعار الموقف العظيم.
2 ضعف الحياء وزوال الخجل الذي هو زينة المرأة المسلمة.
3 غفلة الرجال عن النساء تساهلا او عمدا وقلة الغيرة وادعاء الثقة والتحضر.
4 الغزو الفكري من مسلسلات ومجلات وانخداع بالازياء والموديلات وكثرة معروضاتها وتجددها.
5 تعود الفتاة على الخروج من المنزل مثل الخروج الى المدرسة والمستوصف.
6 وجود السائق تحت يد المرأة ففي اي وقت ذهبت ومتى شاءت خرجت.
7 توفير المادة وتوفر المال في ايدي النساء خاصة العاملات منهن.
8 وجود من يقوم بعملها في المنزل من خادمة وغيرها.
9 قلة توعية الرجال والنساء لخطورة هذا الامر وما يسببه من فساد وانحلال.
10 الاتصالات الهاتفية تشجع على معرفة الجديد ومتابعته.
11 وجود اوقات فراغ لم تستفد منها المرأة الاستفادة الكاملة.
12 انتشار الاسواق مما جعل التسوق نزهة دون مشقة.
علاج التبرج
ولعلاج هذه الظاهرة والحد من انتشارها يطرح الشيخ الغامدي عددا من النقاط وعلى المرأة التقيد بها في حالة خروجها من البيت:
1 عليك اختي المسلمة بالستر والعفاف وتجنبي اللباس الضيق والمفتوح.
2 البسي الحجاب الشرعي الكامل وتفقديه من حين لآخر فربما ظهر من شعرك شيء او بدا طرف وجهك وانت في غفلة.
3 تجنبي ان يكون في بعض ملابسك رائحة البخور والعطر.
4 لا تنسي لبس الشراب الاسود والقفازين وان تستري كفيك وقدميك ووجهك.
5 عليك بالغطاء الساتر للوجه ولا تقربي البرقع والنقاب فانه فتنة.
6 اذا خرجت فلا تخرجي الا للضرورة واختصري الوقت قدر الامكان في السوق.
7 لا تلبسي حذاء له صوت او كعب عال.
8 لا تضعي العباءة على كتفك وقد سئل الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله عن لبس بعض النساء العباءة على الكتفين وتغطية الرأس بالطرح والتي تكون زينة في نفسها وهذه العباءة تلتصق بالجسم وتصف الصدر وحجم العظام ويلبس هذا اللباس موضة او شهرة كما سئل فضيلته ما حكم هذا اللباس وهل هو حجاب شرعي؟ وهل ينطبق عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم :صنفان من اهل النار لم ارهما افتوني مأجورين وجزاكم الله خير الجزاء؟
فاجاب حفظه الله: قد امر الله النساء المؤمنات بالتستر والتحجب الكامل فقال تعالى: يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن والجلباب هو الرداء الذي تلتف به المراة ويستر رأسها وجميع بدنها ومثله المشلح والعباءة المعروفة والاصل انها تلبس على الرأس حتى تستر جميع البدن فلبس المرأة للعباءة هو من باب التستر والاحتجاب الذي يقصد منه منع الغير عن التطلع ومد النظر قال تعالى: ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين ولاشك ان بروز رأسها ومنكبيها مما يلفت الانظار حولها فاذا لبست العباءة على الكتفين كان تشبها بالرجال وكان فيه ابراز رأسها وعنقها وحجم المنكبين وبيان بعض تفاصيل الجسم كالصدر والظهر ونحوه مما يكون سببا للفتنة وامتداد الاعين ونحوها وقرب اهل الاذى منها ولو كانت عفيفة, وعلى هذا فلا يجوز للمرأة لبس العباءة فوق المنكبين لما فيه من المحذور ويخاف دخوله في الحديث المذكور وهو قوله صلى الله عليه وسلم: صنفان من امتي من اهل النار,, الى قوله ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها,, الخ .
9 تدرجي من التخلص من المبالغة في الملبس ومتابعة الموضات والازياء ومراقبة الناس وملابسهم.
10 قاطعي مجلات الازياء عموما فهي وسائل هدم ودمار.
11 عليك بالذهاب الى الاسواق النسائية واستعيني بأقاربك ومحارمك في قضاء حاجتك.
12 على ولي الامر من اب وزوج وغيره امور لابد منها ان يكون في حاجة اهل بيته وان يذهب مع محارمه وعليه ان يتفقد ملابس اهله حين الذهاب فلربما كانت ناسية امرا فيه محظور شرعي او تساهلت في امر الحجاب فيذكرها وينبهها ولا يسمح لها بالذهاب للاسواق متى شاءت بل يكون ذلك بعلمه وتحت سمعه وبصره وان يغرس في اهل بيته طاعة الله ورسوله ويشكرها اذا تسترت الستر الواجب ولبست الحجاب الشرعي وان يحضر لها كتيبات عن الحجاب وفتاوى المرأة ويشعرها بأهميتها في المنزل.
وفي ختام حديثه يقول الشيخ عبدالعزيز الغامدي موجها حديثه للمرأة المسلمة اقول لاختي المسلمة لا تظني السعادة في مال او جمال او ثناء او شهرة عابرة وانما بطاعة الله والتزام اوامره فحافظي على صلواتك وعلى اخلاقك وعرضك والحجاب الشرعي وتجنبي مساخط الله من التبرج والسفور والصداقات المحرمة والزميلات المنحرفات والمجلات الماجنة والافلام المحرمة وغير ذلك مما حرم الله, ستر الله وجهك من النار وادخلك برحمته دارا لا نصب فيها ولا تعب.
|
|
|