الأستاذ الدكتور حسن باجودة لـ الجزيرة العولمة شر لابد منه ويمكن غزوها بهدي القرآن والسنة استخدام العلماء للعامية في دروسهم آثاره سلبية على مستقبل اللغة العربية |
* حوار: سَلمان العُمري
حذر الاستاذ الدكتور حسن باجودة عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى بمكة المكرمة,, من خطر العولمة على شباب المسلمين، مشيرا الى انها شر لا بد منه وان التمسك بهدي القرآن الكريم والسنة المطهرة مع مجاراة العصر بالأخذ من الآخرين ما ينفعنا ولا يضرنا سوف يمكننا من غزو هذا الخطر والتغلب عليه.
واضاف الدكتور باجودة في حوار له مع الجزيرة بأن الشباب يمثل طاقة هائلة اذا احسنا توجيهها كانت خيرا ونعمة وان حفظ كتاب الله والاهتداء بهديه هو السبيل الوحيد الى خروج الامة مما هي فيه وانه لن يصلح حال هذه الامة الا بما صلح به اولها.
كما اثنى الدكتور باجودة على جهود المملكة في خدمة كتاب الله العزيز واهله مبينا فضل المسابقات القرآنية في حفظ شباب المسلمين وترابطهم وفيما يلي نص اللقاء.
* اللغة العربية هي لغة القرآن بكل معجزاته وقد صنعت حضارة العرب بقيمها في مختلف المجالات,, الا ان البعض يرى انها لاتتفاعل مع الاحداث والزمن,, فما مسؤولية العلماء في هذا الخصوص؟
* الحقيقة ان العلماء في مجموعهم لم يقصروا في خدمة لغة القرآن الكريم وينبغي ان يكون واضحا في الاذهان ان الامة الاسلامية بعامة قد ورثت تركة ثقيلة في العديد من الجبهات، ومنها جبهة اللغة العربية، ثمرة نكدة لنوم الامة الاسلامية بضع قرون, ومما ينبغي ان يقوم به بعض العلماء المتساهلين في حق اللغة العربية ان يعنوا بالفصحى حينما يدرسون وحينما يناقشون ان بعض هؤلاء العلماء الاكفاء يتساهلون في هذا الجانب ويستخدمون العامية، مما يكون له آثار سلبية بصفة عامة، وعلى النشء بصفة خاصة, والمسؤولية في حق اللغة العربية مشتركة بين الجميع فعلى سبيل المثال آلاف المصطلحات التي عكفت المجامع على اصدارها لماذا لا تتبناها وزارات الاعلام والثقافة كي تنشرها وتساعد على استعمالها, ان اللغة لا تنهض الا بحسن الاستعمال فعلينا ان نتعاون على تحقيق ذلك كل في ميدانه ومن موقعه.
* كيف تصفون حالة الامة الاسلامية في هذا الزمن، وكيف السبيل الى وحدة الصف وجمع الشمل؟
* لا يصلح حال هذه الامة الا بما صلح به اولها, ان المصطفى صلى الله عليه وسلم اثنى على قرنه خير القرون وعلى الذي يليه, ان لنا في سيرة السلف الصالح اسوة حسنة ومن رحمة الله تعالى علينا ولطفه بنا ان لدينا في السلف الصالح، وهم افراد مثلنا، اسوة حسنة، اضافة الى اسوتنا الحسنة الكبرى المتمثلة في شخص محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين واشرف المرسلين عليهم جميعا صلوات رب العالمين.
* في ظل ما تبثه الفضائيات العالمية من مواد وبرامج تتنافى مع التقاليد والتعاليم الاسلامية,, في رأيكم ما هو البديل، وكيف يمكن تحصين شباب الامة الاسلامية من سموم هذه الفضائيات؟
* البديل هو توظيف التطور العصري المادي في سبيل نشر فضائل هذا الدين، وانجازات علمائه الباهرة التي تخدم الحق والخير والجمال ان الاسلام يرتب هذه العناصر في هذا النسق اما الحضارات الزائفة فتهتم بالعنصر الاخير وحده ومن ثم هي تقدم الجمال والرذيلة على الحق والخير والعفة والفضيلة.
* سبق لفضيلتكم المشاركة في تحكيم عدد من المسابقات القرآنية بأماكن متفرقة، ما اثر هذه المسابقات على الناشئة والشباب؟ وما الذي يميز المسابقة الدولية التي تنظمها المملكة برعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عن غيرها؟
* اثر هذه المسابقات للقرآن الكريم على الناشئة عظيم من جوانب متعددة منها انها تحمل الشباب على ان تكون علاقته بالكتاب العزيز موصولة حفظا وتجويدا وفهما وتطبيقا, ومنها التنافس في هذا المجال الشريف على اعظم عمل واشرف غاية ومنها ان يعرف الشباب اخوانهم من البلدان التي فيها اقليات مسلمة وان هذا التعارف من اعظم المكاسب لانه معمق للاخوة الاسلامية، فكيف اذا كان هذا التعرف بين الشباب الذين هم باذن الله تعالى امل الامة الاسلامية الباسم مستقبلا.
اما الذي يميز هذه المسابقة الدولية التي تنظمها المملكة حرسها الله تعالى من كل سوء برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله فهو انها تعقد في رحاب مكة المكرمة بجوار البيت العتيق, وحينما يكون القرآن الكريم قد قرىء في مكة المكرمة وكتب في المدينة المنورة، والقراءة والكتابة وسيلتا ضبط هذا الكتاب العزيز، فان هذه المسابقة يقرأ فيها القرآن الكريم، وبذلك هي معمقة للقراءة بالمعنى الذي اومأنا اليه.
وبشأن فروع هذه المسابقة العالمية هي متعددة، فمما يميز هذه المسابقات الشمول، فهي تعنى بالتلاوة والحفظ والتفسير جميعا, ويبدو الشمول واضحا حينما نتبين ان بعض المسابقات العالمية تقتصر على شق الفرع الخامس وحده المتعلق بالتلاوة على مرتبة التحقيق, وثمة مسابقات عالمية تشترك مع هذه المسابقة في العديد من الصفات.
* بصفتكم عضوا في لجنة التحكيم في مسابقة هذا العام,, كيف ترون مستوى المشاركين فيها؟ وما رأيكم في برنامج الزيارات واللقاءات العلمية والدعوية الذي وضعته وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لتلك النخبة العالمية من الحفظة؟ وماذا ترون لتطويرها؟
* مستوى المتسابقين في كل مسابقة متفاوت، ويقترب عدد من المتسابقين في كل مسابقة من القمة, وحظ هذه المسابقة من هذه النخبة موفور بفضل الله تعالى.
اما برنامج الزيارات واللقاءات العلمية والدعوية الذي وضعته الوزارة فهو برنامج موفق بفضل الله تعالى، واعتقد ان المتسابقين لا يكاد يسمح جدولهم باضافة المزيد، خاصة ونحن جميعا نحرص على ان نتيح لهم الفرصة الممكنة للصلاة في المسجد الحرام والطواف وما اليها من انواع العبادة.
* اصبح نصيب القرآن الكريم قليلاً من مناهج التعليم العام في الكثير من بلاد المسلمين,, بماذا تفسر هذا الخلل؟ وما اثره على كيان ومستقبل الامة؟ وكيف يمكن اصلاحه؟ وما دور حفظة كتاب الله الكريم في المجتمع؟
* هؤلاء الذين لا يعنون بالقرآن الكريم كما ينبغي نخشى ان يشملهم قول الحق على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة في سورة الفرقان: وقال الرسول يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا والمطلوب ان تتكاتف الجهود من اجل اصلاح هذا الخطأ قبل ان يستفحل الخطب ويتسع الخرق لا سمح الله.
وبشأن دور حفظة كتاب الله الكريم في المجتمع فالملاحظ ان هؤلاء الحفظة قد مكن الله تعالى الكريم المتعال في الارض, انظر الى ائمة المساجد والخطباء والاساتذة في مختلف مستويات التعليم والذين تقلدوا الكثير من المناصب القيادية, انهم الذين اكرمهم الله تعالى وشرفهم بحفظ هذا الكتاب العزيز وترتيله والعمل بمقتضاه والاهتداء بنوره.
|
|
|