لا نكشف سراً بالقول إن الفلسطينيين متخوفون من أن يكون استئناف المفاوضات السورية/ الإسرائيلية على حساب المفاوضات الفلسطينية/ الإسرائيلية، حيث ينحي الإسرائيليون مفاوضاتهم مع الفلسطينيين جانباً، أو يبدون اهتماماً أقل من خلال تركيزهم على الملف السوري ورديفه الملف اللبناني، كما أن الفلسطينيين يتخوفون أن يبرم الإسرائيليون اتفاقات مع السوريين واللبنانيين تتعارض مع التوجهات الفلسطينية.
ورغم أن هذه المخاوف لا يمكن الأخذ بها وبالذات قبول السوريين بعقد اتفاقات تضر بالفلسطينيين, فالسوريون دخلوا المفاوضات وفق رؤية قومية واضحة من الصعب سلخها عن المصلحة القطرية التفاوضية ومثلما يربط السوريون الناتج التفاوضي بتحرير الجولان وتحرير جنوب لبنان، يتحدث السوريون عن ثوابت قومية لا يمكن التفريط بها، كقضايا المياه، وعودة اللاجئين والقدس الشريف, ومع هذا فإن عودة الدفء والتنسيق بين دمشق والقاهرة سيزيل كثيرا من المخاوف الفلسطينية ويزيد من إيصال الآراء السورية والفلسطينية بعضها لبعض عن طريق القناة المصرية.
أما المخاوف الإسرائيلية، فالواقع أنه مجرد الحديث عن مخاوف للإسرائيليين مدعاة للضحك ونكتة تحلو لبعض الصحفيين والكتّاب الغربيين والإسرائيليين ترديدها,,!
فما الذي يخيف إسرائيل، وهي التي تحتل الأراضي وتتسلح بأفتك الأسلحة من أسلحة نووية، وتتفوق بأسلحتها التقليدية على جميع العرب,,!
عموماً من الحلقات الخمس التي تناولنا فيها كيفية صنع السلام من خلال أطراف عدة، ومن خلال عدة أماكن يظهر لنا مدى نجاح الفريق الواحد في تحقيق الهدف النهائي الذي كان في إنجازه دور لباريس والقاهرة ودمشق وعواصم أخرى، مثلما كان لواشنطن التي وإن بقيت الراعي الأكبر للسلام في الشرق الأوسط، إلا أنها تبقى بحاجة إلى جهد الآخرين.
باريس الرياض
من 3 إلى 23 ديسمبر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com