عزيزتي الجزيرة
السالم عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
في عدد جريدة الجزيرة رقم 9915 تحدث الأخ عبدالله الحارثي في صفحة عزيزتي الجزيرة، عن شلة تسمى أعداء النجاح التي تنتشر داخل المؤسسات الوظيفية وفي الحياة العامة، وقد أجاد الاخ الكريم في معالجته لهذا الموضوع الحساس، خاصة عندما أورد الحكمة القائلة (عدوك صاحب مهنتك) حيث ان هذه الفئة تكثر بين ذوي المهنة الواحدة كالدوئر الحكومية التي تجد بعضهم فيها عندما يرون موظفا جديدا يعمل بجد واجتهاد يحاولون احباطه بايجاد العراقيل في طريقه، فإن لم يفد ذلك حاولوا التقليل من أهمية وأهمية ما يقوم به، فإن لم يفد ذلك أيضا حاولوا كسب وده ثم أوضحوا له أن مثابرته على القيام بالعمل الموكل إليه سيلفت نظر رئيسهم إليهم وإلى قلة انتاجيتهم، ثم يوضحون له ايضا انه لا يرضيه ان يلحق بهم الضرر، مع تأكيدهم الدائم له على ان العمل لا ينقضي مهما عمل، وان الذي لا ينتهي اليوم ينتهي غدا وهكذا، وهم يهدفون من وراء كل ذلك إلى ان لا يثبت هذا الموظف الجديد وجوده، فتكون له الحظوة عند رئيسهم فيختصه ببعض المهمات والمميزات عليهم.
وأذكر في هذا المقام ان صديقا مجداً في عمله الجديد، خصه رئيسه بانتداب كتشجيع له على مثابرته، فأخبر زملاءه في العمل وكان ينتظر منهم ان يباركوا له، فإذا بأحدهم يزبد ويرعد في وجهه ويؤكد انه أحق منه بهذا الانتداب، وكردة فعل غير طبيعية منه أعلن عليه الحرب الشعواء التي لا هوادة فيها بدأت بالتقليل من جهوده عند رئيسهم في العمل وعند بقية زملائه، مروراً بعدم إلقاء التحية عليه، بل اصبح ينتهز ادنى فرصة لا يكون فيها هذا الصديق على مكتبه، ليسارع إلى اخبار رئيسهم مع اتلاق شيء من عنده مثل انه كثير الخروج وقليل الانتاجية إلى غير ذلك.
وعلى اية حال فإن أعداء النجاح ليسوا محصورين فقط في المؤسسات الوظيفية، بل قد تجدهم في اماكن عدة كأن يكون احدهم قريبا لك أو مجاوراً لك في مسكنك او متجرك او حتى صديقا لك وهذا الأمر ليس بالمستغرب في ظل زمن الماديات والمصالح.
علي بن زيد بن علي القرون
المحكمة المستعجلة بالرياض