من مظاهر رمضان في البلدان العربية يفطر الصائم في فلسطين على التمر والتين,, وعلى (الآبري) في السودان,, و(القشة) في سوريا |
* تحقيق : نجلاء الدوسري
شهر رمضان له ميزة الاستقبال لدى المسلمين فهو ضيف كريم يسعد الناس بحلوله وتختلف مظاهر استقباله في البلاد الاسلامية كل حسب عاداته وتقاليده وتبقى متوارثة من جيل لآخر وهنا نورد بعض ظاهر الاستقبال في بعض البلاد العربية الشقيقة.
* في سوريا يقول: د, قصي خير بك المشاعر بقدوم شهر رمضان يجعل المدن السورية ترتدي حلة جميلة وتختلف العادات والتقاليد باستقبال رمضان باختلاف المدن والمناطق ولكنها تشترك جميعا في البهجة والفرح والتسابق للمساجد ويضيف بقوله: تتميز الحياة اليومية في رمضان بالنشاط واكتظاظ الاسواق وخاصة في الساعات الاخيرة قبل الإفطار حيث يرى نشاط محموم في الشوارع يهدأ مباشرة بعد أذان المغرب حيث يجتمع الجميع على مائدة الافطار ويعتبر الشهر الفضيل مناسبة للقاء الاقارب والاصدقاء وتناسي الخلافات حيث تشيع المحبة بين الافراد والتسامح فيما بينهم وتتميز الشوارع السورية ليلا بوجود المسحرات حاملا طبلة صغيرة يقوم بالتجوال موقظا الناس لتناول السحور.
* وتضيف د, ناديجدا شاهين يحل شهر رمضان الذي ينتظره كل المسلمين بفارغ الصبر يحل جالبا معه الخير والتسامح والغفران في هذا الشهر يظهر دور الزوجة والام من حيث الاهتمام بإعداد مائدة الافطار بالمأكولات التي يطيب تناولها في شهر رمضان معبرة بجهدها وتعبها عن كل الحب لأفراد اسرتها فتطهو المأكولات التي نادرا ما تعد في الايام العادية مثل الكبة والقشة والقبوات والتبولة والفتوش والاوزي ويزداد الاهتمام بالحلويات الشرقية مثل الكنافة والنهش والقطائف هذا بالاضافة الى المشروبات التقليدية في هذا الشهر الكريم كالتمر الهندي والعرق سوس كل هذه الامور يطيب للمرأة في سوريا تحضيرها يوميا لانها تجد عائلتها مجتمعة حول مائدة الافطار وكل فرد يتسابق لتذوق ما تم تحضيره وبعد تناول الافطار تتابع العائلة البرامج التلفزيونية المعدة خصيصا لشهر رمضان ثم يخرج الجميع لزيارة الاصدقاء والاقارب او التجوال في الاسواق التي تبقى مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل والبعض من الناس يجتمعون في الحدائق العامة او البيوت حتى يحين موعد السحور.
* وفي السودان يصور السيد ابشر حسين عمار مظاهر استقبال رمضان بقوله: عندما تلوح في الافق تباشير شهر رمضان تبدأ الاسواق في السودان وخاصة الشعبية في توفير كل الاحتياجات اللازمة والأسر هناك تبدأ في ضبط مصروفاتها اليومية لتوفير مبالغ كافية خلال شهر رمضان حيث يبدأ الاستعداد قبل اسبوع وذلك بتجهيز (الآبري) وهو دقيق الذرة مخلوط ببعض البهارات والنكهات التي تجعل طعمه ومذاقه ولونه الاحمر مميزا او تجهيز (الحلو مر) وهو مشروب متوراث منذ قديم الزمان ويعدد المواد الاكثر الاقبال عليها بقوله: هي اللوبيا والكبكبي والفريك والدخن وعند الاعلان عن دخول شهر رمضان تعلو اصوات الناس بالتكبير والتهليل مصحوبة بايقاعات الطبول والدفوف ممزوجة بأصوات الاطفال ويعتبر افطار اهل الحي خارج الدار في الشوارع من اهم العادات والتقاليد المتوارثة من جيل الى جيل وبعد الإفطار تقام صلاة المغرب ثم يبقى الناس جالسين على المفارش والبروش السودانية.
* وتقول السيدة فاطمة نستعد لشهر رمضان قبل شهر حيث يتم تغير اثاث المنزل وشراء الاواني المنزلية والبهارات لصنعها في البيت وفي اول ايام شهر رمضان لا تنام النساء حيث يقضين ذلك الوقت في غسل الصحون وتبخير الاكواب بالمستك وتقلب بعد ذلك لتبقى برائحة ذلك المستك وتصف بعض الاكلات الاساسية عندهم بقولها: يشتهر السودان بالكركدي والبليلة مع التمر والعصيدة والقراصة والدمعة والسجق ويكون افطار النساء في منازلهن ولا يخرجن الا بدعوة رسمية يذهب من اهل البيت اثنتان او ثلاث اما عند السحور فتقول يقتصر على اكلات خفيفة مثل الخبز بالجبن او الشوربة بالخضار.
* وفي اليمن تصف استقبال رمضان (حنان احمد حمسون) بقولها: في اليمن كما في البلاد الاسلامية يستقبل شهر رمضان بالفرحة قبل حلوله حيث يستعد الناس هناك بتجهيز ما قد يحتاجونه في ايام شهر رمضان فالمرأة في اليمن ليلة دخول الشهر المبارك تضع ادوات الزينة الحناء في الايادي والأرجل وتجمل بيتها واطفالها وعندما يتم اعلان دخول الشهر يفرح الجميع بقدوم رمضان شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم وتظهر روحانية هذا الشهر على الناس في الميادين العامة وتذكر بعض الاكلات هناك بقولها: تزخرف المائدة وقت الإفطار بالكثير من اصناف المأكولات التي تعدها المرأة في بيتها وهناك المشروبات الطازجة من الفواكه وتقدم الخضار المطبوخ وانواع الدقيق الذي يصنع منه العديد من الاكلات كما هو الحال هنا في السعودية وتختم حديثها بقولها: اننا في اليمن نسعد بالايام والامسيات الرمضانية حيث تكثر الزيارات العائلية والاسرية بين الناس ويقدم بعض الاطعمة للمصلين والمصليات في المساجد.
* وفي فلسطين تقول: أم أسماء يستقبل المسلمون رمضان هناك بالسعادة والسرور لانه شهر المغفرة والعبادة وفي كل يوم يخرج الاطفال قبل المغرب لسماع مدفع الافطار ويفطر الصائم على التمر او التين لمجفف والماء ثم يصلي المغرب وبعدها يتناول الرجال معا طعام الافطار في الشق (الديوانية) حيث يحضر كل شخص طبق الافطار معه من الحلويات الشعبية والمنتشرة بين الناس وكذا القطائف وشراب قمر الدين والكنافة وتكثر الزيارات فيما بين الناس ويستقيظ الصائمون على صوت المسحراتي الذي يدق على كل باب مردداً قوله (اصح يا نائم وحّد الدائم) ويعطيه كل بيت رغيف خبز.
|
|
|