هكذا أوراق ,. ( متابعات,, ) فهد العتيق |
* دوام:
* في هذا الشهر العظيم والمميز ربما تكون الإجازة أفضل، فالدوام قصير والعمل قليل والمشوار طويل، تُرتب بعض أوارقك لكي تقرأها من جديد، تعيد ترميم ذاتك الفنية في وقت راحة رحب وله نكهة رمضانية رائعة.
* نور :
* يظل هناك، في ظلام واسع، لا أحد يعرف مكانه، ربما تحت صخرة صغيرة في صحراء واسعة.
ويظل الراي الحر هناك أيضا، في مكان قصي، لا يريد أحداً أن يضرب له موعداً أو يعقد معه صداقة!!.
* عولمة ، هيمنة:
* قلت ذات مرة إن العالم ليس قرية صغيرة ولن يكون كذلك، كما لن تتلاشى الحدود بين ثقافات العالم ولن تتلاشى الحدود بين الهويات، والعولمة سوف تظل محاولة للهيمنة، هيمنة الكبير على الصغير والقوي على الضعيف، وفي آسيا الشرقية وأمريكا الوسطى وبعض دول أوروبا تُعقد الآن المؤتمرات من أجل أن تحمي هذه الدول ثقافتها من هيمنة اللغات والثقافات الأخرى، وأقوى مثال على ذلك اليابان والصين وفرنسا وايطاليا والبرازيل وغيرها من الدول.
أصحاب العولمة (العالمية) يريدون احتكار أرزاق الناس ثم قطعها ليظلوا في حاجتها دائما، ومواطنوا أمريكا عبروا قبل اسابيع عن رفضهم لأهداف منظمة التجارة العالمية ومؤتمرها المعقود في (سياتل) وقاموا بمظاهرات عارمة واجهتها أمريكا ليس بحرية الرأي والحوار ولكن بهراوات الشرطة والغازات المسيلة للدموع، وهذه هي امريكا التي تدعي مسؤولياتها عن حريات العالم وعن حقوق الانسان تسقط في أول اختبار جاد وحقيقي لتمثال الحرية، فمنظمة التجارة العالمية كما يقول مؤلف ألماني صدر له كتاب بهذا الصدد، تسعى إلى حكر اقتصاديات العالم على حفنة من البشر تزداد غنى في حين يزداد الفقير فقراً.
أظن أن هذا العالم بحاجة إلى تحرير الانسان والرأي,, قبل تحرير الاقتصاد!!
* قُراء :
* قرأت لأحد الزملاء موضوعا بعنوان (القارئ الأحمق) وقد استغربت بالفعل هذا العنوان وذلك النوع من المعالجة لموضوع غاية في الحساسية، استغرب لسبب أن هذا الزميل يدرك تماما أن الكاتب يُفترض ان يحترم القراء مهما كانت مستوياتهم، وإذا كانت لديه ملاحظات حول مستويات التلقي وضعفها في الكثير من الاحيان فإن هناك ألف طريقة (أدبية) لتناول هذا الموضوع الثري بالفعل، لانك عندما تتحدث عن مستويات النصوص الادبية فنيا وموضوعيا فإنك بحاجة إلى أن تفتح بابا لطيفا آخر يتحدث عن مستويات التلقي، وهو باب نقدي مثير للأفكار والحوارات والاسئلة، فمثلما ان هناك مستويات رديئة ومتوسطة وجيدة للكتابات فإن هناك ايضا هذه المستويات للقراء ونحن دائما نريد ان نتحدث عن الجيد ونهمل ما عداه، من أجل أبواب ونوافذ مفتوحة للحوار وليست مغلقة, فكيف تكتب عن القارئ الأحمق ونصوصك الأدبية تعاني احيانا من فقر الموضوع والرؤية، وهنا أخاطب كل كاتب لا يحترم القارئ، لأننا جميعا كتابا وقراءً نحاول أن نراكم تجاربنا الصغيرة التي ربما تفضي إلى شيء ذي معنى غداً، وأظن أن الزميل يتفق معي تماماً.
* موقف مدرسي :
* لو تجاوزت مناهج النصوص في مدارسنا (المحترمة جداً!!) أغراض المديح والهجاء والمناسبات إلى آفاق أدبية وإنسانية واجتماعية أربح وأعمق لاستطعنا خلال سنوات وجيزة أن نحقق تقدماً لهذا الانسان على مستوى الوعي والرأي والرؤية والموقف، واستطعنا ايضا ان نرتفع بمستوى الخيال لهذا الانسان لكي يستطيع ان يقرأ ملامح الواقع المحيط به للتعرف، على الاقل، على مكانه في هذا الواقع.
لكن كيف يمكن ان يحدث هذا في ظل مناهج مدرسية قديمة ومبان مدرسية مستهلكة وطرائق تعليمية تعتمد على الحفظ والتلقين.
هنا نشيد بكل جهد صحفي يفتح ملف مدارسنا المغلق، وكان آخرها جهد الزميل عبدالوهاب الفايز في ندوة موسعة عن المباني المدرسية السيئة وأثرها السلبي على تقدم الطلاب، نأمل تواصل مثل هذه التحقيقات الصحفية التي تحاول قدر امكانها وبنيات صادقة أن تكشف المستور أو المسكوت عنه من اجل مستقبل الأمة والأجيال.
|
|
|