ذلك الغذامي,, والراقصون في عادة الثقافة ونسقها المثير محمد العثيم |
عبدالله الغذامي رجل الثقافة الكبير صمد للرياح، لم يغره اي استهواء,, وقف طويلا يرد بأسهل وأقصر ما يرد به إنسان عن نفسه لحماية مشروعه الثقافي بينما عمد الآخرون الى تسويد الصفحات بالجدليات الفارغة حول امور نصية لزجة لا تؤدي الى مفاهيم او إفهامات يستند عليها لأن اكثر تلك المكتوبات التي يسطرها اعداء المنهج حينا,, وحلفاء الجهل حينا آخر وحراس التأويل وغيرهم من اعداء التفوق والنجاح,, اقول ان تلك المكتوبات كانت تأتي من تحت سن أقلام كتابها المحترفين من انفعالات سريعة يسوقها فشلهم,, وتجمعوا في هدف واحد ليقفوا على انقاض بيت الغذامي الثقافي لكن عبدالله كان يترك لهم احيانا الدار بما فيها بعد ان خلق المفهوم من (إفهوماته الأفقية الكاملة) وينصرف ليترك مجادليه دون ان يجدوا ما يغني,, وصعد عبدالله على السفح إلى قمته التي تبوأها بينما بقي الآخرون يزقحون في عرصات الوادي المجدب الذي ليس به ماء او شجر ولا حتى اطلال تلوح ببرقة ثهمد,, لأن النصوصية بالدليل والمثل الشعري لا تقدم المعنى بل تلوكه وتبتلعه وتجتره.
من الحمق الانتظار في الصحراء القاحلة انتظارا لانبثاق سيقان خضراء قد تحمل الورد العاطر منه، بل علينا ان نبحث عن مكان البئر المضمونة الماء ونستقي مما يجم منها ونسقي اولا ثم نزرع الورد.
الغذامي كان عبر سنوات شرفا وقيمة للثقافة السعودية احببناه باجتهاداته ومشاريعه المتوالية منذ تشريح النص الى عالمه في تتبع النسق الثقافي مرورا بالمرأة والشعر وكل انجاز قام به الغذامي كان مثيرا,, وقال هو عن نفسه إنه يعمل بدلا من ان يتفرغ لجدل المجادلين وهو نفسه يعرف وإن لم يقل ذلك ان هناك من خصومه الكثيرين يرغبون في ثنيه عما هو فيه ليقف في صفهم الفارغ.
عندما فاز الغذامي بجائزة العويس لم يكن هذا تعزيزا لمصداقية وصحة الجائزة التي لم تحاب الساسة ورجال المناصب او من يدفعون الطائل ليلمعهم رجال العلاقات العامة وإنما اخرجت هذه الجائزة أديباً ومثقفاً حقيقياً من منزله ومن بين اوراقه لتسلم له لتذكر الجميع بإنجازه الثقافي المتواصل
,, النصية والنصيون
راقصون في الأدب خارج الثقافة
لا أحسب أن أحدا يعول على النصوصية عندما تدور حلزونا حول افكار صغيرة على انها مدخل للإبداع او الفكر لأن النصوصية المدرسية لا تعدو أن تكون ضياع المعنى والدوران حول نقاط صغيرة او التشويش او تهالكا في اللغة لفقر المصطلح او ان تكون ذيول الثقافة حضارة قد ماتت وبقيت نصوصها يلوكها اهلها من الذاكرة الجماعية او متوارث النص الادبي قليل المعنى والذي فقد باقي معناه بالتقادم وتغير الحال,, واشياء اخرى تبدو فردية مثل الاحتيال الثقافي للعيش، او حالة من حالات الدجل الثقافي وإدعاء القدرة وتلبس دور المنتج.
وعليه فإن التعصب للنصية الثرة باب واسع من ابواب الترزق بالكلام,, وهي مركب للوك المقروء وإعادة انتاجه بشكل فلسفي لا يعرف نفسه بل يتهالك لتعريف غيره ولأنه إعادة إنتاج فهو بالتالي يوصف عند اهله بأنه جديد وينسبه المزيف لنفسه ويدعيه أمام الجاهل ليبهره بالفكر النير والقول المبين,, ويتحدى العالم بمداخل عليه لأنه في الأصل مبهر.
الغريب ان اهل النص الجامد المعاد المدرسي يدعون كثيرا على فئات ثقافية بصفتها طرفا يسارا مكروها له نزعة جادة في تدمير الثقافة وافساد نسقها وهي احد معابر الدجل الثقافي ووسائل المنفعة التوجه الخطر في الثقافة المدعية للتفوق التخطيطي الأبوي وباب يقود فئات اخرى للتعصب المنغلق وغيرها من ابواب الفساد الثقافي المستشري.
تتميز النصية الفاسدة بطول عمر المثقف وخمود جذوة ابداعه وتمسكه بالمنصب الثقافي لأنه محصلة ريادته رغم ان المنصب من منطلق ريادة مقبول فإنه في عالم المنجز والتفوق ليس ميزانا توزن به قيم الاشياء والناس,, وهي امر لا يفك جدله الاقناع او توخي حسن النية لأن المتعصب كما يعرف الجميع يسلك السلوك التدميري بدعوى إقامة مبناه الأفضل والامثل,, وهو يقود غيره لأبواب تعصب مقابل تضطر السلطة معها للتدخل فيما ليس من عملها.
,, وبشكل عام فإن تدخل السلطة لتدوير المواقع الثقافية او تنويعها يكون حلا لما قد يوهم بشكله لكن قد يتطور خلالها منظور من النمط (اياه) في الثقافة المحجوبة.
وكما ان النصوصيين ومعهم فئة من مديري الثقافة ومنتفعون في الظل يخلقون إطار الشلل السدودية في نهر الثقافة وهي حالة يعرفها التاريخ الثقافي ونعرفها من كتب اسلاف المثقفين,.
والسدود التي يقيمونها في ظنهم انها تقع في كثير من بقائهم لكن في حقيقة الأمر تؤدي الى اندياح اقوى لما تحجز خلفها ويكون اثرها شديدا,, ومن هذا يقوم اثر تثاقفي عكسي الاتجاه شديد الفعل يقيم سدوده وحدوده وتتميز شلله وبعده بنظرة وتفكير واتجاه يدعي انه نضالي ويلجأ للحيل وربما للأكاذيب في ترويج نفسه.
وأعود للنصية المدرسية بصفتها المدخل الآمن للمجتمع، فإنها بذكاء تحرص على عدم الصدام وتجر الخصم للصدام لتجعله البشع والشللي التعصبي ومانع التعبير والتفكير وربما مروج الفساد، المهم ان تحصره في نطاق حشري صغير لا يجعله فاعلا.
أما في الموضوع من طرفيه لنصوصي المدرسي والإبداع المختزل فإن اختلافهما مثل اختلاف الدراسات الوصفية المعادة عن دراسات الاحصاء الرقمي.
كلتا النصية والثقافة المبدعة وبينهما وسط الثقافة التوفيق يتخذون الشللية بابا لرؤية التجربة مجسدة وبابا للترويج لأجمل افكار افراد الشلة وآرائهم لتتعدد طرق التوصيل.
|
|
|