الشاعر عبدالله سعد اللحيدان نقدنا المحلي تطغى عليه الشللية والتعالم والإفلاس |
ربما أصيبت الساحة الثقافية عموماً بتراجع نقدي واضح،وربما كانت الأسماء الإبداعية متواجدة بكثرة كماً وكيفاً إلى درجة تسمح بهذا السؤال، وربما أصبحت القراءات النقدية عموماً قليلة وانتقامية، وربما أصبحت اجابتي أو مداخلتي في القضية المطروحة تساؤلاً يحمل الرغبة في محاولة الاكتشاف بنفس القوة التي تدفعه الى البعد ما أمكن عن اصدار الاحكام الناتجة عن التسليم اليقيني الناتج عن احادية الرؤية.
ربما ولا أجل ذلك، ولرغبات أخرى تنطوي أسئلتي على أجوبة ما، وربما لا ، ولكن ما لا شك فيه,, ان مشاركتي في هذه القضية/ المحور على الرغم من بساطة ثقافتي النقدية سوف تذكر البعض على الأقل بأشياء يعرفونها أكثر مني فيكون في مداخلاتهم اضافة وإثراء وتحركاً لراكد ما.
سوف أتساءل إذن:
* سواء كان النقد تقييماً أو تقويماً أو تحليلاً أو دراسة أو تأملاً أو تفسيراً أو اكتشافاً أو قراءة ابداعية موازية تعيد انتاج النص الأدبي، أو كان ناتجاً عن امتزاج عنصرين أو أكثر من العناصر السابقة,.
أليس من مهماته أن يقرب المسافة بين المبدع والمتلقي وأن يمد بينهما جسور التفاهم والوئام,, وان يشارك بشكل رئيسي في تكوين ذائقة جمالية تتجدد باستمرار؟
* ألم يحن الوقت لكي نتجاوز بعض نقادنا القدامى، من رحل منهم ومن بقي؟ أليس بعضهم أصداء لنقاد الشام ومصر الأوائل في حالات,, وأصداء لنقاد العرب الأقدمين في حالات أخرى؟ ألم يكن أبرز انجازات هذا البعض، الخروج من مرحلة الأمية الى مرحلة القراءة والكتابة بمفهومها الثقافي البسيط ؟ ألم نشبّ عن الطوق بعد ونمتلك حرية الرؤية على الأقل؟ ألا نرى البعض منهم لا يزال عالة على آداب عصر ما بعد الحداثة,, وجذوعاً نخرها السوس في مجرى نهر يتدفق بكراً بالجديد كل يوم؟
* ألا يحق لنا أن نبدأ من نقادنا الحقيقيين الذين راهنوا على الإبداع الجديد الذي انطلق في السبعينيات والثمانينيات وتبنوا ووثّقوا أسماء ابداعية معيّنة؟
أين هؤلاء النقاد الآن؟
ألا يزال معظمهم حياً وفاعلاً في الساحة الثقافية؟
أين الأسماء الإبداعية التي انطلقت في ظلهم في السبعينيات والثمانينيات؟
ألم تتوقف كل أو معظم هذه الأسماء الإبداعية,, ولم نعد نشهد سوى صور بعضهم في بعض الصفحات الثقافية,, وبدون مبرر؟
* ألا يحق لنا أن نتجاوز هذه البدايات الحقيقية إذن,, لننطلق عبر التسعينيات,, والى يومنا هذا المطل على أعتاب الألفية الثالثة؟
أين نقف الآن,, وأيهما أولى بالمساءلة,, النقد أم الابداع؟
وأيهما يستدرج الآخر الى الساحة,, وأيهما يتقمص دور السبب وأيهما يكون النتيجة؟ أم أنهما في تبادل متواصل للأدوار؟
* المبدعون الآن هل يراهم النقاد مبدعين بما يكفي لتناول أعمالهم,, ولماذا لا ينالون ما نال سابقوهم,, على الرغم من انتشار الصحافة الأدبية واتساع قنوات النشر؟، أم أن ما يطغى على الساحة الآن نقد يتوزع بين ثلاثة مواقع شُللي، وتعالمي، ومفلس يضرب في أي اتجاه يجلب المال أو الوجاهة أو البريق ؟
* ألا يعلن بعض المبدعين أنهم أكبر من النقد أو أن النقد لا يهمهم في شيء؟
* ألا يمسك كثير من النقاد بعصا المعلّم ويدّعي الاحاطة بكل شيء,, ما كان ويكون وسوف يكون من ابداع؟
* ألا يتبادل الطرفان الاتهامات لأسباب لا تمت إلى النقد والابداع في شيء؟
* هل اتسع الإبداع بشكل لم يعد في طاقة النقاد الاحاطة به؟
وهل تسارع مساره التجريبي إلى درجة انه لم يعد في طاقة النقاد اللحاق به,, إلا قراء لا هثين؟
* أليس ما نشهد الآن مجرد عرض من أعراض مرض أصاب الثقافة العربية المعاصرة الجديدة بعد الانتكاسات التي منيت بها على كافة الأصعدة في العقود الثلاثة الأخيرة؟
* ألا يعاني النقد الأدبي على المستوى العربي، عموماً من انتكاسة أو نوم مؤقت؟
* وإذا كان هذا ما يحدث في البلدان الأخرى فكيف الحال لدينا والابداع الحقيقي نقداً، وكتابة ابداعية لم يكد يولد في السبعينيات والثمانينيات حتى أصيب بالاحباط؟
* ألا نعيش مرحلة انتقالية نقداً، وإبداعاً لم تتكشف، ولم تتحدد مساراتها ورؤاها ومواقفها بعد؟
ألم يكن المثقف العربي عموماً يمتلك ويصدر عن رؤية وموقف؟
ألا أشعر الآن بأنني لا أمتلك رؤية ولا موقفاً؟!
ألا أرغب الآن في أن أمارس العبث الكتابي مستمتعاً بفوضوية التلقي,, دون وصاية من نقد مدرسي مقعد؟
أين المأزق؟ أين الخلل؟
هل يشعر أحد بأنه في مأزق؟
هل يرى أحد خللاً ما؟
وبدونهما، كيف تأتي الكتابة؟
|
|
|