الدكتور: محمد العيد الخطراوي لالجزيرة الثقافية : 2 - 2 أعوذ بالله أن أساير أحدا أو اسيره في رحلتي الشعرية نحن بحاجة إلى أسلوب تربوي وتعليمي بعيد عن تحكم الأهواء وعقد التخلف,,! |
*حوار : محمد الدبيسي
في ملحق الخميس الماضي نشرنا الجزء الأول من الحوار مع الدكتور: محمد العيد الخطراوي والذي تناول فيه تجربته مع الأدب خلال الأربعين سنة الماضيه وفيما يلي الجزء الثاني من الحوار
* في مسار تجربتك الشعرية,, تحولت من كتابة القصيدة التناظرية,, الى قصيدة التفعيلة ,, مع تحول آخر في الرؤية والموضوع,, هل جاء هذا التحول,, تناميا في في مستوى رؤيتك الابداعية,, وتحولها عن الشكل التقليدي امام مسايرة للسائد,,؟
من تاريخي الادبي المهمل, انني كتبت شعر التفعيلة مبكرا وانا دون العشرين,, بل, وكتبت ما يسمى بقصيدة النثر ومن فضل الله عليّ انني سرعان ما تنبهت الى انها ليست من الشعر، وانما هي جنس أدبي آخر,,!!
اما التطور والتحول في الرؤية فلا مانع ان يكون، فالاديب الذي يتوقف تطوره يموت واحسب انني اسهم في تطوير القصيدة الحديثة بروية ورؤية مستقلة وتجذر للتحديث وتبقي على الاصالة وتعي ما تفعل,.
واعوذ بالله ان اساير احدا او اسيره في رحلتي الشعرية رغم انني اقدر للجميع محاولاتهم وتجاربهم,.
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ولنؤجل التفاصيل الى لقاء آخر قد يكون انسب للحديث عن هذا الموضوع.
* تكشف بعض مداخلات الأكاديميين النقدية ومتابعاتهم للشأن الثقافي,, عن ضحالة في المستوى المعرفي, وفقر فادح في مستوى القدرة على ايصال الفكرة, وتواضع المرجعية الثقافية,, فإلى ماذا ترجع السبب في ذلك؟
الاكاديميون كغيرهم من النقاد ينجحون في تناول الاعمال الأدبية وقد ضمت الحركة النقدية العربية بداية بين جناحيها ناقدا كمارون عبود, وآخر كالعقاد، من خارج الجامعات وكوكبة من الاكاديميين المستنيرين كلطفي السيد وطه حسين وزكي مبارك، فالابداع النقدي كالابداع الادبي، لا تكفي فيه المؤهلات العلمية وحدها,, بل لا بد من وجود الموهبة القادرة على مغادرة حدود التطبيق الى استطاعة احداث قدر من الانزياح والانحراف والخروج، فالنظرة المتعالية من الاكاديميين الى غيرهم ممن يتعاطى النقد ويتعاناه، غير واردة إذن، لكنها تتجه بحق الى المشتغلين بأذيال النقد، والمبدعين الذين تكذبهم دائما وابدا شواهد الامتحان والذين دأبوا على حفظ جمل سرقوها من هنا وهناك يكتبونها ويلصقونها بالنصوص ثم يجلسون في علو وتعال قائلين: هلموا الى المعرفة والتنوير والتجديد في الحقيقة ينبغي ان ننتهي تماما من التراشق، فهو صفة الصغار، ولنعمل جميعا متكاتفين ، وعلى كل حال، إذا وجدت كاتبا غير قادر على التوصيل فاعلم ان الخلل انما يكمن في جهله بموضوعه، ففاقد الشيء لا يعطيه,.
واذا كنا ندعو الاكاديميين الى التواضع وعدم التطاول، فمن باب أولى ان نوجه الدعوة نفسها الى غير الاكاديميين، فإن بعضهم يرفع عقيرته بالادعاءات الطوال بسبب وبدون سبب (الموية تكذب الغطاس) على كل حال,,!!
* دأبت الأندية الأدبية على إصدار ملفات دورية معنية بالنقد والابداع,, والمعرفة بعامة,, كيف تقيم هذه الخطوة من وجهة نظرك,,؟
لا ينبغي ان نحكم على هذه الدوريات في سطور وهي الكتب ذات الصفحات العديدة الكثيرة والتي تمثل جهدا كثيرا لا يعلم الا الله مداه,, وقد عانينا في اسرة تحرير (الآكام) الدورية الادبية الصادرة عن نادي المدينة المنورة الادبي وما زلنا نعاني من دلع الكاتبين الذين يرفض بعضهم المشاركة بحجة ازدحام جدول اعماله، ويتهرب بعضهم الآخر بحجج واهية، ولكنهم يتصدرون قائمة المهاجمين للأندية الأدبية واصداراتها ويشيرون احيانا الى ان بعض الاصدارات تعتمد على بعض الاقلام العربية من خارج المملكة,, أين انتم ايها الاساتذة حين تدعوكم هذه الاصادارات ولا تستجيبون؟,, اتشتركون في الهدم، وتعزفون عن المشاركة في البناء، مدوا الينا أيديكم لننهض بالأدب والثقافة في مملكتنا الحبيبة ونؤدي بعض ما لها لدينا من دين واجب الوفاء!
ان هذه الدوريات التي تصدر حاليا عن الاندية الأدبية ذات مستويات مختلفة، وهذا التنوع امر طبيعي ولكنها تظل في مجملها ظاهرة تستحق منا ان نقدرها ونتعاون معها ونمدها بأقلامنا شعرا ونثرا.
* يستضيف نادي المدينة المنورة الادبي مؤتمر الاندية الادبية القادم,, ما التصورات العامة المحورية لهذا الملتقى,,؟
على حد علمي,, لم ينته النادي بعد من وضع تلك التصورات والمحاور، التي يجب من وجهة نظري ان تخضع للكثير من التمحيص والتركيز، وقبل ذلك هي في حاجة الى الدقة والامانة في تحسس حاجة الاندية الادبية وحاجة الاسر الادبية والثقافية بالمملكة بصفة عامة، ليكون هذا التلقي ملبيا لطموحات الجميع، ومحققا للغاية التي يقام من أجلها في كل عام,, والله الموفق.
|
|
|