من الساحل الغربي مذيع وكاتب درامي,, حسن الطالعي هنا يأتي انحسار التعاقدات في سوق النصوص والإنتاج |
*حوار : علي الزهراني
ضيفنا لهذا الأسبوع واحد من أبناء هذا الوطن الكبير,, يسعى لايجاد قاعدة بحجم طموحه الواسع,, فهو مقدم برامج تلفزيونية وكاتب درامي له مشاركات عديدة يأتي آخرها مشاركته في تقديم مهرجان عسير السياحي عام 1419ه الى جوار زميله احمد الحامد وقدم برامج عن المناسبة المئوية عبر محطة ART على الهواء مباشرة ولديه الآن برنامجان يقدمان كل اسبوع عبر قناة المناهج وهما (قم للمعلم ورسالة التربية) بالتعاون مع وزارة المعارف, وبما أن الاعلامي والكاتب الدرامي حسن الطالعي يحرص على الاهتمام بكل ما هو مفيد وقيم خلال مسيرته الاعلامية فإننا التقيناه من هذا المبدأ وهو حرصنا على مناقشته في اهتماماته وذلك من مبدأ الاهتمام به.
* حدثنا عن كيفية دخولك مجال التأليف والسيناريو الدرامي؟.
كانت بداياتي في مجال الاهتمام بالكتابة منذ عام 95م حيث كانت هناك محاولات بسيطة للدخول في هذا المجال وذلك بعد قراءتي لكثير من النصوص لكتاب كبار امثال الاستاذ بشير الهواري,, وجدت حقيقة اندفاعاً شديداً نحو الكتابة,, مع الأخذ في الاعتبار بالخطوط الرئيسية اثناء الكتابة, ومع وجود كثير من الملاحظات,, استطعت والحمدلله تجاوزها نوعاً ما,, وذلك بتشجيع ومتابعة كل من الفنان راشد الشمراني والفنان حسن عسيري واللذان كانا لهما الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى أن اسعى دائماً للأفضل,, وكانا دائماً قريبين مني.
* ايجاد ورش فنية هل تعتقد بأنه سيساهم في تنمية الافكار والكتابة؟.
مسألة وجود ورشة للعمل يساعد كثيراً في تقديم اعمال محلية متميزة، وقد يعتقد البعض بأن ذلك عيباً واضحاً في الكاتب,, وأنا أرى عكس ذلك تماماً,, فهناك الكثير من الاراء والحوارات التي في النهاية تخرج بصيغة نهائية مقنعة من جميع الأطراف.
وقد مررت شخصياً بهذه التجربة,, وذلك من خلال عملين اعتقد بأنهما قد لاقا قبولاً كبيراً ومقنعاً لدى المشاهدين وهما عائليات وعودة الطيور .
ونجاح هذين العملين لا يعود فقط لحسن الطالعي بل هناك من شارك في نجاح هذين العملين وتحديداً الزميل العزيز محمد فؤاد القرعي وكذلك الزميل العزيز محمد الحجي فقد كانت بيننا جلسات كثيرة يتم من خلالها مناقشة ما أنجز وكذلك فتح باب الحوار بشكل جميل لابداء ملاحظات على ما أنجز ليتم تعديلها فيما بعد وهكذا,, حتى نخرج في النهاية بالشكل الذي نتصوره والذي نراه مناسباً.
* هل هناك أسماء محددة ترغب في أن تتواصل معها وتكتب لها خصيصاً؟.
ليس هناك من أقول بأنني أتمنى أن أكتب لهم فأنا طموحي أن اكتب للجميع,, ليشاهده الجميع,.
* مخرج تعتقد بأن مسيرتك موفقة الى جواره,, من ترشح؟.
للمخرج الرائع مجدي القاضي لمساته التي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن أتجاهلها وهي لمسات رائعة بقدر لمساته الإخراجية فهذا الرجل فنان بمعنى الكلمة وله رؤية إخراجية تعطيه خصوصية منفردة,, وهو فعلاً انزور السعودية .
* النقد الفني,, هل ترحب به في اعمالك؟.
اتمنى أن نصل الى مرحلة متقدمة في عملية النقد لأي عملي محلي يعرض على الشاشة,, بعيداً عن التجريح الشخصي سواء لمخرج العمل او الممثلين او الكاتب كذلك.
فنحن بحاجة الى نقد بناء هدفه الأول والاخير هو الارتقاء بالأعمال المحلية,, لنخلق جواً من التنافس الشريف والذي هو في النهاية لصالح العمل المحلي.
* هل هناك متابعة جادة للعمل المحلي من وجهة نظرك,, وكيف تقيم الحركة الدرامية؟.
خطت الدراما السعودية خطوات كثيرة للأمام وبشكل ملفت من خلال ما يقدم على الشاشة من اعمال متميزة ذات مضمون واهداف نبيلة,, تعالج كثيراً من القضايا الهامة في مجتمعنا وتعكس واجهة حقيقية جميلة للممثل السعودي والذي تطور كثيراً واصبحت هناك وجوه جديدة يستمتع بها المشاهد وتقدم له قوالب فنية جميلة.
ولعل الجمهور السعودي في الفترة الاخيرة أصبح يهتم بمتابعة هذه الأعمال لثقته التامة بانها تتحدث عن واقعه ومدى قربها من ملامسة كثير من القضايا.
* تواجد الأعمال الدرامية المحلية على الشاشة هل يرضي اهتمامك؟.
اصبحنا جميعاً نشاهد اعمالاً محلية طوال العام بعكس السابق والذي كانت تقدم لنا الأعمال في أوقات معينة ومحددة مسبقاً والتي نستطيع أن نسميها أعمال موسمية لبعض الممثلين.
وكم اتمنى ان يتولى التلفزيون السعودي بنفسه الانتاج خصوصاً وان لديه من الامكانات التقنية والفنية الكثير حيث يتواجد بداخله أحدث وأهم الاستديوهات وبمساحات كبيرة تساعد على تنفيذ أصعب الأعمال.
وقد يشكل في البداية انشاء قسم وادارة خاصة بالدراما تكلفه وعبء على التلفزيون ولكن انشاء هذا القسم ودعمه سيكون رافداً هاماً لتغذية الشاشة المحلية بالمسلسل السعودي طوال العام.
* يرى البعض بأن هناك ظروفاً تعيق حركة الانتاج المحلي صف لنا ذلك حسب رؤياك؟.
ان ما يروج له البعض من ان الظروف تتعارض مع امكانية اقامة حركة انتاج تلفزيوني داخلياً,, ان هذا الكلام له اسس واعتبارات ربما لا تستوعبها للوهلة الاولى ولكن التمعن فيها او دراستها تجعلنا نعرف حقيقة هذا الادعاء,, ان من يروج لهذا الكلام يعرف يقيناً أن وجود حركة انتاج محلي تعني تخفيض عدد الساعات المشتراة من الانتاج غير السعودي وهذا يعني انحسار نسبة التعاقدات في سوق (النصوص) والمنتج المنفذ عربياً,, لأن وجود انتاج محلي بدعم التلفزيون للمؤسسات الانتاجية السعودية بشكل مستمر يعني انخفاض نسبة التوجه لخارج السوق السعودي.
ولذا تنشط كثيراً من الاراء التي تقول بصعوبة وجود انتاج محلي مستمر, وبوصولنا الى هذه المرحلة المتقدمة من الانتاج فسيكون هناك كوادر بشرية متميزة سواء في مستوى الاخراج او التخصصات التقنية الاخرى.
أيضاً لدينا كتاب تلفزيونيون متميزون قادرون على الابداع,, وباستمرارية الانتاج سنخلف جيلاً قادراً على التواصل مع العمل المحلي بكل التخصصات وبمختلف مجالات الفنون التي نحن في أمس الحاجة اليها.
لأن وجود الفنون وتقديمها تلفزيونياً يعني التوثيق للتراث وللأدب والواقع,, وتحويل الواقع المشاهد امامنا بشكل فردي الى عمل تلفزيوني يعني اننا وثقنا واقعنا الاجتماعي ونقلناه عالمياً في عصر الفضاء,.
ومع أن من يتشدقون بقصورنا في انتاج الأعمال المحلية يخافون من نشاطنا وحماسنا ويتعللون بأعذار واهية وغريبة,, فللأسف فإنهم يجدون من يصدقهم ويؤيدهم فيما يقولون ومع كل هذا فإن ذلك يجب ان لا يحبط من عزائمنا وحماسنا للعمل المحلي.
* كيف تختار المواضيع وتبلورها الى صور حركية؟.
فيما يخص المواضيع فلدينا كبيئة ومجتمع تاريخ وثقافة وتجربة وواقع يحتمل أن نترجمه الى عمل مرئي ولدينا اكثر من خمسة أندية ادبية تطبع سنوياً عشرات القصص القصيرة والروايات التي تنبع من صميم واقعنا الملموس وفي كل الأحوال ستكون افضل بكثير من التفاهات التي نراها في كثير من الأعمال مثل موضوع (الشقة) و(الميراث).
* ماذا تعد خلال هذه الفترة من اعمال تلفزيونية؟.
لدي الآن نص جاهز على الورق بحاجة الى بعض اللمسات الأخيرة وذلك قريباً ان شاء الله تعالى.
ايضاً هناك عمل مسلسل للأطفال نقوم بوضع الخطوط العريضة له حيث توصلنا انا والزميل محمد القرعي الى صياغة معينة لهذا العمل أتمنى ان يرى النور قريباً, وهذا العمل موجه الى شريحة عزيزة علينا وشريحة مهمة في المجتمع فمن أصعب الكتابات هي الكتابة للطفل والذي يحتاج الى معرفة وخصوصية حتى يمكنك الوصول الى عقل الطفل ومخاطبة حواسه بشكل يليق به ويجعله يجد في هذا العمل ما يفيده ويسعده في نفس الوقت.
* من الممثل الذكي,, وما هي رسالتك للتلفزيون,, وماذا يعني لك الاحساس الفني,, ومن تحب ان ترى على الشاشة من الممثلين ومن لا تحب أن تراه؟.
الممثل الذكي يستطيع ان يصالحنا بعمل صادق,, لقد انتهى زمن التهريج والتنطيط.
أتمنى ان يراعي التلفزيون السعودي مواعيد بث الأعمال المحلية,, فهي تقدم في أوقات غير مناسبة تماماً مما يفقدها الكثير من متابعيها.
الإحساس بنوعية الطرح,, وأهمية ما يتم طرحه، مسألة مهمة جدا حتى لا يفقد العمل مصداقيته وواقعيته.
الممثل الذي أتمنى أن أراه دائماً على الشاشة هو الفنان راشد الشمراني كذلك الفنان بكر الشدي.
ثلاثة لا أتابعهم على الشاشة,, حسن عسيري عبد الله عسيري عبد الله العامر.
اتمنى التعامل مع المخرج الرائع عامر الحمود فهو مخرج قادر على الابداع واقول له دائماً يا جبل ما يهزك ريح ، رأيي في الفنان حسن عسيري لا يعني أبداً التقليل من شأنه فيكفي أنه انسان بمعنى الكلمة,, ولا انكر الدور الكبير الذي لعبه في حياتي,, فقد كان البوابة الجميلة التي من خلالها دخلت هذا المجال وهذا الرأي لا يغضبه أبداً.
* كلمة اخيرة تود قولها؟.
تحية شكر اقدمها لكل من الدكتور عبد العزيز النهاري والفنان حسن عسيري مقابل دعمهما لي في مركز تلفزيون العرب,, وتحية شكر اخرى الى زملائي في المركز على ثقتهم بما اقترحه او اقدمه.
|
|
|