شدو مرور (الآخرة!) د, فارس الغزي |
هب أنه قد تنامى الى أسماعك خبر عن منشأة سكنية في حي من أحياء مدينة الرياض يفيدك عن حوادث مكرورة في تلك العمارة يذهب ضحيتها قتيل وأربعة جرحى كل ساعة سكنية! ,, ما هو موقفك إذن من ذلك الخبر؟! هل لديك الاستعداد للسكن في تلك العمارة؟! بل هل لديك الرغبة في اقتنائها في حال عرضت عليك مجانا؟! ,.
تصور آخر: أنت مضطر كل الاضطرار للسفر جوا وليس هناك من وسيلة سوى خطوط طيران واحدة وواحدة فقط معروف عنها كثرة الحوادث الجوية الى الدرجة التي تقتل فيها قتيلا وتجرح أربعة جرحى كل ساعة طيران! ,, هنا كم أنت مستعد لامتطاء صهوة طائرة تلك الخطوط؟!.
تصور أخير: أعطيت خيارا لامتشاق مركبتك الى جهة تريدها ولكن فرض عليك اتخاذ طريق يشتهر عنه ازهاق روح قتيل وجرح أربعة جرحى كل ساعة قيادة! ,, هل سوف تشد الرحال وتحط رجلك؟!
الآن وقد أثرت فضولك وقربت ما أردت تقريبه الى ذهنك دعني أوضح لك ما دعاني إلى تخيل تلك المواقف القاتلة! , في الحقيقة إن ما دعاني الى ذلك، عزيزي القارىء هو ما قرأت حديثا من أرقام مرورية تفيدنا بأننا نفقد على طرقاتنا قتيلا كل ساعة في الوقت الذي تجرح فيه تلك الطرقات أربعة منا كل ساعة كذلك, هذا الأمر وللأسف الشديد يؤدي الى ارسال ما يقارب من 600 ألف شخص إما الى المستشفيات أو الى مثواهم الأخير كل خمس سنوات فقط، مما كلفنا ويكلفنا ما يقارب من 21,7 مليار ريال سعودي سنويا!.
أعود، مرة أخرى، الى تصوراتي وخيالاتي فهي عزائي الوحيد! لأسألك عزيزي القارىء سؤالا اعتقد جازما أنك لا تجهل اجابته, ألا وهو: ماذا عن تلك الأعداد المكلومة نفسيا وماديا واجتماعيا,, نتيجة فقدانهم عائليهم الوحيدين أو شبابهم اليافعين,, من جراء تلك الحوادث؟!,, حسنا دعنا نرجع! الى لغة الأرقام لنتخيل مرة أخيرة كم هو العدد الكلي لهؤلاء المكلومين والأرامل والأيتام من جراء حوادثنا المرورية,, فكما تعلم ان تلك الاحصائية أشارت الى جرح واعاقة وقتل ما يقارب من 600 ألف شخص كل خمس سنوات، وعليه فلنفترض جدلا وبكل تفاؤل!! أن ما يقارب النصف فقط! من هؤلاء الضحايا من أرباب العوائل ولنقل، كذلك، ان لكل ضحية من الأولاد ما يقارب الأربعة، ناهيك عن الزوجة والأم والاب والإخوان والأخوات وليكن مجموعهم عشرة أفراد ,, هنا وبما أن المسألة قتل بقتل! هلا قتلت! أخي القارىء وقتك وقمت بعملية حسابية بسيطة للحصول على حاصل 10x300,000=؟!,, كم من حياة وجدتها وقد فقدت حياة؟!, لطفك يارب!.
***
إشارة:
معالي الفريق أسعد عبدالكريم:
لا أكتمك سرا أنني قد فرحت ايما فرح بمناسبة الثقة الغالية والكريمة بتكليفك مسؤولا عن الأمن في بلادنا الحبيبة, ولا أكتمك سرا آخر أنني من الحريصين كل الحرص على رؤية مجتمعنا وقد انضبط كل الانضباط مروريا حقنا للدماء الجارية في شوارعنا وطرقاتنا السريعة والتي لا تعادل جريانها سوى جريان دموع المكلومين من الأرامل والأيتام, هنا وتخفيفا من أزمة الزحمة العارمة هلا بادرت وأصدرت قرارا يمنع بموجبه اصحاب المطاعم والبوفيهات الشورمية! من خدمة السائقين وهم جلوس في مركباتهم في منتصف الشوارع، حيث ان هذا الأمر، فضلا عن كونه منظرا غير حضاري البتة، من شأنه عرقلة المرور وبلبلة الأذهان المرورية المبلبلة أصلا!,, حيث أخرى! أن لDrive Through شروطا أكثرها بدهية اعداد مسارات خاصة لمن يريد أن يأخذ طعامه خارج المطعم, أرجو ذلك منك وأتعشم ذلك فيك.
|
|
|