نوافذ النعيم أميمة الخميس |
إن العقد الأول من القرن الواحد والعشرين هو عقد الخروج من النعيم بالنسبة لدول الخليج
د, محمد الرميحي مجلة المجلة عدد 1034
انسلّ النعيم خلسة من البوابات الخلفية، وانفض الحفل، ولكننا مابرحنا متسربلين بأردية المهرجان، ومازلنا نصر على أن نسير بنفس الخطوات ذات الإيقاع الراقص التي أججتها طبول المهرجان.
خرج النعيم منا ونحن لم نخرج منه، لعله كان كأمطار الصحراء سريعة ومباغتة وعارمة ومن ثم فجأة ينتهي كل شيء وتظهر الشمس الصحراوية ساطعة صارمة.
خلال سنين الطفرة اتسعت الطبقة المتوسطة بشكل مهول ولاسيما بدخول الكثير من الأفراد لتلك الطبقة ومن خلال معطيات الطفرة، تلك الطبقة التي اعتمد هيكلها الأسري بجميع أبعاده على الدولة من تعليم وصحة ووظائف وبالتالي أصبح دور الدولة في تلك الأسر مسلّمة نهائية تعتمد عليه في تنظيمها لأمورها، فبعد أن ينتهي بناء المنزل الذي ساهم الصندوق العقاري في بنائه سيتم تعليم الأولاد وعلاجهم ومن ثم توظيفهم من قبل الدولة وعدد الأولاد يتراوح على الغالب مابين 6 إلى 9 ، بينما سيتفرغ رب الأسرة وعائلها في اقتناص الفرص التجارية الجالبة للربح السريع، وهذا بعد الانتهاء من الدوام ووظيفة الدولة صباحاً وتلك الفرص تتراوح بين مكاتب العقار والمؤسسات التجارية ومؤسسات الصيانة ومكاتب الاستقدام والتعقيب أو كل مايجلب الربح من خلال الحد الأدنى للجهد.
وأسعار النفط تتأرجح مابين 40 دولاراً في قمة زمن الطفرة إلى أقل من 10 دولارات في أزمنة التقشف، بينما تظل الأعين متعلقة بتلك الأرجوحة الجهنمية كمصير نهائي أوحد لشعب صحراوي شاسع باغته النعيم ذات ليلة.
لم يخرج النعيم,, وسيظل لأجيال كثيرة قادمة، فقط لو أحسن استخدامه واستيعابه وتدبيره في وجوهه الصحيحة واللازمة وحسب الأولويات المطلوبة, وبين الجميع,, بالتساوي!
|
|
|