في معرض نهى آل غالب الفوتوغرافي رؤية تقنية معملية أبدعت بها الفنانة أعمالاً معاصرة استلهمتها من أطهر بقاع الدنيا |
متابعة : احمد الدهلاوي
الفن إحساس وشعور، وكل انسان على هذه الارض لديه أحاسيس ومشاعر، ولكن ليس كل الناس يستطيعون ترجمتها وتحويلها الى ارض الواقع، فمجنون ليلى ليس اول من عشق، وليست أول امراة تفقد عزيزاً عليها الخنساء،وليس,,، وليس,, فالناس لايختلفون في الاحساس بل يتباينون في ابراز تلك الامواج المتصارعة داخل نفوسهم الى العالم خلال الشعر او الرسم او التصوير، او باي طريقة كانت,, والفن لايتكون ولايشكل برغبات الناس وإنما يولد معهم وينمو ويزدهر إذا وجد العناية والاهتمام والرعاية, وكثير هم الذين حاولوا وتطاولوا على الفن، فنراهم يدرسون الشعر مثلاً ويتقنون الاوزان ويكتبون الابيات وعنما تقرؤها لاتحس فيها بصدق الإحساس وحرارة العاطفة,, وجمال الخيال،وبالتالي يصابون بالفشل، وفي النهاية لايصح إلاّ الصحيح، ومثل الشعر من يرسم ومن يصور، ومن ,,!!
وقد احتضن المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة معرضاً برؤية مختلفة، وتقنية معملية جديدة، وابداع فريد، احتضن سبعا واربعين لوحة فوتوغرافية التقطت في ربوع المملكة العربية السعودية وامريكا، وبعض الدول الاوربية، تلك الاعمال قدمتها فنانة سعودية حصلت على اكبر درجة تحكيم لعمل فوتوغرافي في بينالي الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي وسجل اسمها في كتاب الاتحاد باسم المملكة العربية السعودية، تلك الاعمال للفنانة الشريفة نهى بنت فؤاد آل غالب.
قدمت الفنانة في هذا المعرض أعمالاً جميلة يشعر من يتأملها بروحانية غامرة تتغلغل إلى نفسه،وتمتزج مع احاسيسه، فهي الفنانة عاشت بجانب اطهر بقعة على هذه الارض, فكانت تشاهد وفود الحجيج القادمين إلى هذا المكان، وترى في اعينهم الخضوع والذل والضعف لله سبحانه وتعالى، وتلمح في نظراتهم تعلقهم بالعبادة، ورغبتهم الصادقة بقبول الدعاء فهم الحجاج قطعوا المسافات تلو المسافات للوصول إلى هذا المكان ، الشريفة نهى احست بما احسوا به، وشعرت بما خالجهم وتفاعلت مع حركاتهم، نظراتهم فابدعت تلك اللوحات التي تغني عن آلاف الكلمات والجمل، اظهرت مايدور في نفوسهم من خلال تلك العدسة، من خلال تلك الموهبة الفنية التي منحها الخالق سبحانه لتلك الفتاة السعودية.
ضم هذا المعرض 25 عملاً بالابيض والاسود اما بقية الاعمال فكانت بالالوان، وكانت اعمالاً جميلة وهذا يدل علىتمكن الفنانة من السيطرة على الموضوع واخراجه بالرؤية التي تريد، حيث ان التعامل مع اللونين الابيض والاسود عمل صعب للغاية، والتحكم في درجاته يحتاج لفنان متمرس لفنان محترف، وهذا مارأيناه عند الشريف نهى آل غالب.
قدمت الجمعية هذه الفنانة إيمانا منها بأنها تستحق الدعم والتشجيع والمساندة، كبقية اعضاء اللجنة، وقامت باعداد كتيب للمعرض تضمن كلمة لمدير فرع الجمعية الاستاذ/ عبدالعزيز خلاوي وكلمة لرئيس اللجنة ومصمم الكتيب الاستاذ/ عيسى عنقاوي، وكذلك اربع صور من اعمالها اضافة الى السيرة الذاتية للفنانة, ومن يطلع على الكتيب يرى ان جميع الصور المعروضة فيه كانت بالابيض والاسود مما يوحي بان هذا المعرض جاء بهذين اللونين فقط، ورغبة منا في معرفة السبب وراء ذلك تحدث رئيس اللجنة ومصمم الكتيب الاستاذ عيسى عنقاوي بقوله: التصوير بالابيض والاسود هو ملك اللون، وجميع المسابقات العالمية التي ينظمها الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي هي للصور ذات اللونين الابيض والاسود، واردنا من جعل صور الكتيب فقط بهذين اللونين ان نلفت انظار اعضاء اللجنة الى اهمية هذا الجانب، وحثهم علىخوض غماره، اذ انه ليس عملاً سهلاً، وجاءت هذه الفكرة بعد مشاركتنا في بينالي الاتحاد الدولي الخامس والعشرين بمدينة ثون السويسرية.
*حملت بعض الصور عبارات جميلة، وابياتاً شعرية رائعة، إلاّ أن الأجمل أن تبقى الصورة لونا وظلا وإحساسا يفهمها كل من على هذه الأرض، مجرد رأي!
|
|
|