في اثناء خروجنا من الجامعة توقفت انا وزميلي على جانب الطريق, نتجاذب اطراف الحديث وفجأة سمعنا صوت ارتطام قوي,, ادرنا ابصارنا,, فاذا بها سيارة مرتطمة بسيارة اخرى كانت قادمة من الاتجاه المقابل,, هببنا مسرعين لمكان الحادث لانقاذ المصابين,, حادث لايكاد يوصف، شخصان في السيارة في حالة خطرة اخرجناهما من السيارة,, ووضعناهما ممددين على الارض واسرعنا لاخراج صاحب السيارة الثانية,, الذي وجدناه قد فارق الحياة,, عدنا للشخصين فاذا هما في حال الاحتضار,, هب زميلي يلقنهم الشهادة,, لكن ألسنتهم ارتفعت بالغناء,, وبدأ صوت الغناء يخفت,, شيئا فشيئا,, سكت الاول وتبعه الثاني,, لاحراك فقد فارق الحياة.
اخواني: ان غاية المسلم الصادق في اسلامه الثبات على دين الله فعن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: (يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك) رواه الترمذي.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم: يكثر من هذا الدعاء في سجوده وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فنحن من باب اولى ان نسأل الله سبحانه وتعالى في جميع الاحوال والاوقات ان يثبت قلوبنا على دينه.
وبعد اخواني: ان على المسلم ان يسعى في تحصيل الوسائل المعينة على الثبات,, ومن هذه الوسائل على سبيل المثال قراءة القرآن والعمل بما فيه طلب العلم الشرعي، تدبر قصص الانبياء والصالحين للتأسي بهم مصاحبة اهل الخير والصلاح.
خليفة بن عوض المطيري