كيف نجعل من لحظات الصيام سعادة في قلوب أولادنا؟! |
* الجزيرة خاص
أكد استشاري أطفال ان شهر رمضان المبارك فرصة كبيرة لأن نعود أطفالنا عادات أصيلة وجميلة، كأن نبعدهم عن بعض الأطعمة التي تقذفها إلينا المصانع بآلاف الأطنان، وفيها من الضرر ما يفوق النفع، ونعيدهم للذوق الغذائي السليم.
لقد استشهد الدكتور عبدالمطلب بن أحمد السح استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بالتمر على سبيل المثال، وقال إن فيه من الفائدة ما يجعل منه غذاء كاملاً ودواء نافعاً بإذن الله، وعندما يرى الطفل ذويه يقبلون على التمر على الفطور وبالسحور سيقتفي أثرهم بلا شك، وكذلك ذكر قصة اللبن والعسل والثمار وغيرها من نعم منّ الله بها على عباده.
ويذكر الدكتور السح في حديثه لالجزيرة : ان الصوم مسؤولية جسيمة، وسيأتي وقت يصبح فريضة على طفلي وطفلك، والصوم جهد ومشقة ويتطلب الصبر وقوة الارادة، وفوق ذلك هو فريضة لها الثواب وفي تركها لا سمح الله العقاب، وعلينا ألا ندعها تباغت أطفالنا دون أن يستعدوا لها.
ثم أردف الدكتور السمح متسائلاً: كيف نجعل من لحظات الصيام سعادة في قلوب أولادنا؟، وكيف نصير رمضان الكريم عرساً ينتظره أبناؤنا؟
ويجيب على تساؤله بقوله: البيت مدرسة كبرى، والطفل يرى ويسمع ويقلد، البيت يجب أن تظهر به معالم الحفاوة برمضان، والطفل يتربى ويكبر وهو يرى سعادة ذويه واخوته بقدوم الشهر المبارك، يجب ألا يرانا نتأفف من الجوع فهو رغم صغره خبير بالمشاعر، يجب ألا نفهمه ان الأمر جوع وعطش، بل هو سرور وصبور وفوق ذلك ثواب عظيم، يجب ان نعلمه ان الصوم لله تعالى والجزاء حقاً كبير.
ويستطرد قائلاً: طاقة الطفل وتحمله تزداد يوماً بعد يوم، ولذلك فقد يكون هذا العام غير قادر على الصيام، ولا عيب في ذلك ولا إثم، فالصيام يرتبط بمقدرة الصغير المتزايدة، لا مانع إن دربناه قبل أن يصبح في سن التكليف على الصيام المتدرج كأن يصوم للظهر ومن ثم للعصر وهكذا درجات، إن هذا تدريب وتمهيد حتى لا نفاجئه يوماً بقولنا لقد حان وقت الصيام ، دع ابنك يرى أن وقت الافطار فيه من السعادة اليومية ما يكفي، وأجلعه يستمتع في نهاية الشهر بعيد سعيد بهيج يمرح فيه ويلعب.
ويؤكد استشاري امراض الأطفال وحديثي الولادة أننا في وقت الإفطار سنكون قدوة لأبنائنا، وعاداتنا ستنعكس عليهم، فالأكل ليس التهاماً، بل بتأن وتؤدة، وأنواع الطعام يجب ألا نؤذي المعدة، يجب ألا نشرب بحراً من السوائل منذ البدء، فيقلدنا الصغير وتؤلمه بطنه.
ولا ينسى الدكتور عبدالمطلب المدخنين فيقول فيما يخصهم: رمضان المبارك فرصة طيبة ورائعة للمدخن كي يقلع عن سجائره، إن لم يكن حرصاً على نفسه فحرصاً على أبنائه، الصيام فرصة ممتازة أيضاً لأن يخلص الانسان نفسه من عادات سيئة كمضغ القات والشيشة وغيرها.
أما فيما يتعلق بالأقنية الفضائية، فيقول د, السح: إن الصيام فرصة أيضاً لأن نخلص أنفسنا وأبناءنا من أقنية تلفازية لا تراعي ذوقاً ولا أخلاقاً، وبعد ذلك يتطرق د, السح للعبادات في رمضان فيقول: يجب أن ندرب الطفل على أدائها، وعدم التهاون بها قبل الافطار وبعده، وحول السحور يقول: في السحور يجب أن نوقظ الطفل رغم لذة النوم ودفء السرير، وعلينا بحكمة وفطنة أن نجعل وقت السحور متعة حقيقية يستيقظ له الطفل غير متحسر على نوم فقده، يجب أن نحرص على سحور أطفالنا حتى ان لم تكن بهم طاقة على الصيام.
ويتابع قائلاً: لا مانع ان تأخر الطفل بالنوم قليلاً، ولكن الطامة الكبرى إن رأى أباه طول النهار وعرضه لا يفيق إلا على صوت المؤذن، يجب أن يشعر الصغير أن وقت الصيام ثمين فيكسبه في الطاعة والعبادة وقراءة القرآن الكريم بالاضافة للأعمال الاعتيادية، وفي الوقت نفسه يجب أن يعلم طفلنا أن ديننا الحنيف دين يسر ورحمة، والله سبحانه سمح للمريض والمسافر والكبير الطاعن في السن غير القادر على الصيام وكذلك الصغير الذي لم يدخل سن التكليف بألا يصوموا، فالله غفور رحيم.
ويختم د, عبدالمطلب بن أحمد السح عضو مجلس العالم الإسلامي للاعاقة والتأهيل حديثه حول رمضان بالتذكير بان الجائزة والهدية يحبهما الطفل، وتحلان في قلبه مسكناً حلواً، وكما في أي عمل، فيهما تشجيع وترغيب يومي وأسبوعي وشهري، وباجتماع الأمور التي ذكرناها مع بعضها نجعل مشقة الصيام بعون من الله لحظات سعيدة يترقبها أطفالنا الذين سيصبحون عماد المستقبل بفارغ الصبر إن شاء الله.
|
|
|