تأسست جمعية الهلال الأحمر السعودي في مطلع عام 1383ه بموجب مرسوم ملكي كريم,, وأصبحت العضو الواحد والتسعين في رابطة جمعيات الصليب الاحمر والهلال الأحمر العالمية,, وكان جلالة الملك فيصل يرحمه الله الرئيس الفخري للجمعية.
وقد نالت الجمعية مع بداية تأسيسها العون والدعم المادي والمعنوي من لدن جلالته,, مما أعانها ذلك على تقديم الخدمات الإسعافية والطبية والعلاجية لكافة ضيوف الرحمن في مواسم الحج في كل عام,, ومن خلال هذه النقلة تعاقب على شرف رئاستها عدد من رجال الدولة,, كل منهم قد انفرد بجهود خاصة ومقبولة.
أمام طلبات أمراء المناطق والمدن والمحافظات وهجر البادية لافتتاح وانشاء مراكز اسعاف في المواقع التي تقع على شبكات الخطوط الرئيسية داخل المملكة وعلى مداخل ومخارج المملكة ومنها البرية التي يتوافد عن طريقها حجاج البر القادمون من خارج المملكة,, وقد أكمل خادم الحرمين الشريفين مسيرة التأسيس والبناء للجمعية حيث استفاد كيانها المالي مع بداية طفرة الخير العميم الذي عم أرجاء المملكة بالنماء والتعمير في جميع مجالات الحياة,, وقد قفزت ميزانيتها من ثلاثة ملايين ريال في بداية تأسيسها الى 184 مليون ريال في عام 1418ه وقد تحقق الكثير مع بداية عام 1417ه حيث تسلم رئاسة الجمعية معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم الذي دخلت الجمعية تحت رئاسته بأساليب جديدة وهي الفترة التي تزامنت مع تواجد الفريق الأمريكي الاستشاري, حيث تم احداث سبعة مراكز تدريب داخل الفروع الرئيسية في مناطق المملكة بحيث تم تدريب جميع مسعفي الجمعية على جميع اساليب الاسعاف السريع والمتطور وابتعث نخبة مختارة منهم الى أمريكا عادوا منها وهم يحملون مسؤولية التدريب,, وقد انهت الآن مراكز التدريب تدريب المسعفين على ارقى اساليب الاسعافات الحديثة.
وبحكمة بالغة ونوايا حسنة من معالي رئيس الجمعية دخلت مراكز التدريب الى الوسط الشعبي والى منازل المواطنين وبدأ تنفيذ مشروع ما يسمى بالتدريب العائلي وهو المشروع الأخير من بنود الجمعية انطلاقاً من نظرتها بأن المواطن والمواطنة هم جزء مكمل لمسؤولياتها في الشارع وفي الحي,, وحتى داخل الاسواق التجارية,, وهو ما يسمى قبل تدريب العائلة بتدريب الجمهور.
وعن موارد الجمعية من غير صندوق الدولة,, فقد نجحت في استثمار بعض تبرعات التجار والمؤسسات,, وأصبحت هذه الموارد تغطي حيزاً واسعاً من مستلزمات ونفقات الجمعية,, ولعله لا يغيب عن بال المتابع لمسيرة الجمعية في تأدية واجباتها وخدماتها الانسانية ما أولاه حضرة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري لمشروع الاسعاف والتدريب الذي سمي باسمه,, حيث تكرم وتبرع بخمسة ملايين ريال خصصت لمشروع الاسعاف والتدريب,, ذلك الشعور الفياض من لدن سموه الذي مهد الطريق للعديد من محبي الخير لدى كافة أبناء الوطن حيث تبرعوا بما جادت اريحيتهم,, مما يستوجب تقديم الشكر الى صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الذي اضاء الطريق امام المسؤولين بالجمعية وامام المواطنين وذلك من خلال تعاطفه وتفهمه وتوجهاته الى هذا الكيان الانساني الذي تخدم قطاعاته ومرافقه كل مواطن ومقيم داخل مملكتنا الغالية, ثم ازكي تحياتي المعطرة الى صاحب المعالي الدكتور عبد الرحمن السويلم رئيس الجمعية والى كل عضو في هذا الكيان, والله من وراء القصد.
محمد الرجيعي