لعلم النفس التربوي وظائف متعددة، ومن الملائم ربط هذا العلم بحياة الطفل منذ نعومة أظفاره، والتركيز على ذلك في الفصل الدراسي بأساليب مختلفة وخلال ممارسة الهوايات والنشاطات اللاصفية فان لذلك أثراً كبيراً في توجيه الاطفال وتنمية ميولهم وإراداتهم وعدم تجاهل ذلك وصقل تلك المواهب وتوجيهها والتعرف عليها وفق أسس علمية وتربوية والتوجيه في المسار الذي يلائم ميولهم، وتربية الارادة ناحية حيوية، ولقد ذكر علماء النفس ان للارادة اعداء تضعف سيطرتها وتخل بتوازن الوظائف النفسية المقومة لها فمن ذلك رفيق السوء والأهواء الرديئة والميل إلى الرغبة والكسل والعواطف الغامضة والخيال الوهمي والاحلام والتردد الخ,, إن خير طريقة للوقاية من ذلك هي محاربة اسبابها، فكلما درب الانسان نفسه على القوة والصبر والتحمل وضبط النفس والجد والاجتهاد كلما اكسب نفسه صفات وعادات حميدة وتنمية الارادة على الصفات الكريمة والاخلاق الفاضلة والاستقامة والبعد عن الهوى والكسل والتردد والضعف والقلق النفسي وغير ذلك من الصفات السيئة,, فلا بد من تربية الارادة تربية متوازنة وسليمة وتعويد الصغار على الطاعة والنظام ولا شك ان للبيت والمدرسة أثراً عميقاً في تنمية مدارك الصغار وتعويدهم على التعاون والثقة بالنفس والتفكير السديد وبناء الارادة النبيلة, فعلينا جميعاً أن نربي نفوسنا على الخير دائماً والبعد عن الأهواء والترفع عن الأنانية الفردية والتطلع نحو المثل السامية النبيلة والمقاصد الخيرة الكريمة وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الشخصية الضيقة, ولقد قيل:
والنفس كالطفل ان تهمله شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم فاصرف هواها وحاذر ان توليه ان الهوى ما تولى يصم أو يصم كم حسنت لذة للمرء قاتلة من حيث لم يدرك ان السم في الدسم |