الحمد لله أنني أنهيت سلسلة الهلال والنصر في آخر يوم من شعبان ودخلنا في الشهر الكريم دون شوشرة أو ضجيج, والطريف في الامر ان جاءت تلك السلسلة مع آخر مباراة بين الفريقين العريقين في هذا القرن الذي يوشك على مغادرة الزمان إلى الابد, أهنئ كل قراء يارا بدخول الشهر الكريم وأهنئ بالتحديد جماهير الفريقين بحلول الشهر الكريم وعلى المباراة الجميلة التي شاهدناها, أظن انها واحدة من امتع المباريات في هذا الموسم وأتمنى انني اجيد التعليق على المباريات وتحليلها حتى اساهم برأيي, على كل حال يكفي رأيي الذي عبرت عنه والذي اختلفت عليه الاراء فالهلاليون يتهمونني بالانحياز للنصر والنصراويون يتهمونني بالانحياز للهلال, عندما بدأت كتابة الموضوع كنت أعرف انه ليس من مصلحة احد أن يدخل (عُصه) بين الهلال والنصر إلا في حالة واحدة هو ان يعلن ولاءه التام لاحد الناديين عندئذ يكون تحت مظلة آمنة فمن الواضح ان مبدأ الحياد في هذه القضية مرفوض تماما (أما معي او ضدي).
كان لدي كلام كثير يمكن ان يقال في هذه القضية المثيرة والممتعة ولكن اقتراب شهر رمضان جعلني اعجل بمعالجة الامر واقفز الى النتائج, على كل المجال مفتوح لي ولغيري لطرح رأيه بعيدا عن التعصب الكروي, على فكرة انا لست ضد التعصب إذا لم يتحول إلى عنف بغيض كما يحدث في الملاعب الانجليزية, وأحيانا استمتع بالجلوس مع المتعصبين من الفريقين وخاصة من الهلاليين عند مشاهدة مباراة للهلال، حيث تكتشف في النهاية انهم لم يشاهدوا الفريق الخصم على الاطلاق, فالهلالي المتعصب يتابع لاعبي الهلال فقط والاحداث التي تجرى للهلال, لا يتذكر ولا نقله للخصم إلا ما شكل تهديدا صريحا لمرمي الهلال, وفي الحقيقة كان يشاهد كيف تخلص الهلال من الخطر وليس كيف لعب الخصم, ومتعصبو الهلال أيضا لا يشاهدون المباريات الاخرى التي لا يكون الهلال طرفا فيها إلا بعيون هلالية صرفة, فإذا انطلق رونالدو بالكرة وضاعت منه التفت الى زميله وهو يقول بكل جدية يا الله هذي كورة سامي، وإذا بدد زيدان الكرة في ركلة طائشة خبط الارض وهو يصرخ هذي اصلا مفروض يمررها (وين الثنيان يا شيخ)؟! فالهلاليون لا يتفرجون على المباريات بشكل نقي فهم يبدلون اي مباراة بلاعبي الهلال في خيالهم.
أعرف صديقا لم يشاهد الهلال يهزم ابدا فهو لا يشاهد مباريات الهلال حية ابدا يذهب هنا أو هناك حتى تنتهي المباراة فإذا كان الهلال فائزا شاهدها على الفيديو وإذا كان الهلال مهزوما تجاهل الموضوع كليا, اما جمهور النصر والحق يقال اكثر الجماهير حيادا وهو بذلك اكثر الجماهير شكوى من التعصب, شعارهم (الحياد الحياد) والحق يقال فالنصر كله في غاية الحياد إلا ان هناك مشكلة واحدة يتمنى النصر ان ينتهي منها وهي مشكلة (الحكام), وفي هذا المقام اقترح ان نرفع للاتحاد الدولي لكرة القدم ان يلغي فكرة الحكام او يستثني النصر ويسمح له باللعب بلا حكام, وأنا على ثقة ان حياد جماهير النصر سيكون كاف لضبط احداث المباراة وسوف نسمع جماهير النصر تصرخ (خلها يا هريفي بلنتي لصالح شقيقنا الهلال)! وإذا اصر الاتحاد الدولي على فكرة وجود الحكام السخيفة عندئذ يسمح للنصر ان يعين واحداً من ادارته حكما في كل مباراة يكون النصر طرفا فيها وخصوصا مبارياته مع الهلال او نعطي الصفارة لواحد من لاعبي النصر, وبهذا نكسب مباراة جميلة وحكما في غاية النزاهة.
بعيدا عن المزح، فالهلال والنصر مؤسستان اجتماعيتان من اهم المؤسسات الاجتماعية التي عملت على تعميق الوحدة الوطنية وساهمت في تشكيل المجتمع السعودي بأسلوب عصري, فالذي لايعرف النوادي الرياضية جيدا يجهل ما يمكن ان تلعبه هذه المؤسسات في مكافحة الاقليمية ومكافحة الانتماءات الجاهلية وتحويلها الى انتماءات عصرية مفتوحة قابلة للاختراق، ولكن هذه قضية كبيرة أتمنى ان يأتي اليوم الذي استطيع ان اطرحها بشكل مكشوف وموسع, وتاريخ التطور الاجتماعي في المملكة وخصوصا في الرياض مدين لقليل من الرجال الافذاذ ومن اهمهم لاشك سمو الامير عبدالرحمن بن سعود وشيخ الرياضيين ومؤسس الرياضة الحقيقي في المنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد.
Yara2222* Hotmail.com.