المقاهي الشعبية وسلبيات إبعادها عبدالله الصالح الرشيد |
المطاعم والمقاهي الشعبية في اي بلد من بلدان العالم في عصرنا الحاضر تعد وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من مظاهر الحياة العامة فيه بسلبياتها وايجابياتها,, ومن هنا نقول وباختصار ان فكرة نقل المقاهي وابعادها خارج المدن في جميع مدن المملكة قبل ستة اعوام كانت فكرة غير مدروسة تماما بل هي في اعتقادي ترجمة واضحة للتهرب من المسئولية والمتابعة من قبل البلديات وجهات الاشراف الاخرى,, واذا كان يراد من نقلها تحقيق المصلحة العامة وايجاد الاسهل والاصلح فهي من واقع التجربة والنتائج الى ضد ذلك اقرب لانها كانت في السنوات الماضية نائية عن مسؤولية الاشراف والمتابعة الدقيقة وكان من المفروض بدلا من الاصرار على الابعاد والتحمس لتنفيذه فكنا نحبذ لو تم تنظيم المقاهي ووضع شروط لبقائها وايجاد وسائل السلامة لها وتحديد مواقع معينة لها في المخططات او وضع شروط مناسبة لمواقعها على الشوارع العامة الكبيرة وفق ما هو مقرر لمحطات البنزين وورش خدمة السيارات داخل المدن مع توفير مواقف كافية لروادها, في هذه الحالة نضمن نجاح بقائها ونستغني عن فكرة نقلها خارج النطاق العمراني,, وللمعلومية والاحاطة وقبل الاستطراد في شرح وايضاح سلبيات النقل فإن محرر هذه السطور ليس من رواد هذه المقاهي ولا من المشجعين على ارتيادها,,، ولكن إيضاح الحقيقة مطلوب ومرغوب حرصا على المصلحة العامة التي ينشدها الجميع,, ومن هنا فإننا نتساءل ونقول اذا كانت البلديات وامانات المدن قد عجزت عن تنظيم ومراقبة الاستراحات والمخيمات العشوائية في اطراف المدن فمن باب أولى سوف تفشل بالاشراف على المقاهي النائية وتعجز عن مراقبتها ومتابعتها وخاصة حيال معداتها وعمالتها والخدمات التي تقدمها ومدى توفر النظافة فيها كما ان الجهات المسؤولة الاخرى عن مراقبة هذه المقاهي ستلاقي عنتا ومشقة في التردد عليها نظرا لبعدها وتناثرها في الاطراف النائية شبه المهجورة
والمقاهي الشعبية مع ان لها سلبيات محدودة فإن لها ايجابيات ربما تفوق سلبياتها نذكر منها ما يلي:
أولا: ان المقاهي تدخل في صميم اعمال ومسؤوليات البلديات من حيث الاشراف والمتابعة ويلزم ان تراقبها البلديات عن كثب وباستمرار.
وعندما تتكاثر وتتناثر في الاطراف البعيدة فسوف يتطلب الامر مضاعفة عدد المشرفين والمسؤولين عن المراقبة والمتابعة وهذا سيكون على حساب المهام الكثيرة الاخرى المناطة بالبلديات.
ثانيا: إن المقاهي جزء من تراث البلد تعطي للزائر والمقيم صورة من الحياة العامة خاصة وانها تتيح الفرصة لكبار السن والعابرين وبعض الطبقات العاملة بأن يقضوا فيها فترة محددة من فراغهم للراحة والاسترخاء وهذا يجب ان يتم بيسر وسهولة بدلاً من شد الرحال كل يوم وتحمل المخاطر مع الطرق المزدحمة الى الاطراف البعيدة مما جعل المستفيد الاول من ذلك هو شركات النقل بمختلف اشكالها وألوانها.
ثالثا: ان بلادنا وكما اوضحنا سلفا ليست نكرة امام بلدان العالم التي تحتضن المقاهي الشعبية في بعض احيائها بعد ان تلتزم بالشروط المطلوبة منها, واطلالة على المدن والعواصم العربية والاسلامية والعالمية تجد المثل الصادق مثل القاهرة ودمشق وبيروت والكويت وعمان وجاكرتا ولندن وباريس وغيرها خاصة وان المقاهي في بلادنا ولله الحمد لا تقدم الاشياء المحظورة.
رابعا : ان تنظيمها والسماح لها بالبقاء داخل المدن يدفع بالمسئولين ويسهل امامهم كما قلنا سابقا مهمة مراقبتها ومتابعة روادها والتدقيق حيال نظافتها وسلامتها,, واذا كان لصاحب صلاحية تنفيذ النقل والابعاد ان يتحمس لتنفيذ هذه الفكرة فكنا نود لو انه قارن بين السلبيات والايجابيات لعملية النقل للوصول الى الهدف المنشود,, ومن السلبيات التي نسمعها ونراها ونقرأ عنها ان ابعادها تمخض عنه تكدس العمالة الهاربة والسائبة فيها كما ان تواجدها هناك كانت سببا رئيسيا في تشجيع وانتشار اقامة المخيمات والاستراحات العشوائية حولها كما نتج عن ذلك وهو المهم تواجد وتكاثر الاحداث والطلبة المتسربين من الدراسة في زواياها بأعداد كبيرة وملفتة بعيدا عن القريب والرقيب وغير ذلك من سلبيات الابعاد التي لا يتسع المقام لذكرها او قد يكون من غير المستحسن التفصيل فيها ومن هنا فإننا نناشد المسؤولين في الامانات والبلديات في مدن المملكة تدارك هذا الامر قبل فواته واستفحال مضاعفاته والاستعاضة عن الابعاد وسلبياته بوضع شروط ملائمة لبقائها داخل المدن كما اوضحنا سلفا علما بأن الكثير من المقاهي الشعبية التي تم ابعادها قبل سنوات الى اماكن بعيدة اصبحت الآن وبحكم التطور العمراني المتسارع في وسط الاحياء الجديدة,.
وسأكون مسرورا لو اعطى بعض اصحاب الرأي والمسؤولين وجهة نظرهم حول الموضوع ومن المناقشة ينبثق النور وتظهر الحقيقة والله الموفق.
|
|
|