لا وقت للصمت نتأمل,, نتذكر,, ننتظر! فوزية الجار الله |
كنا نعرف بأن هذا هو القادم,, المنتظر,.
وكنا ندرك بأن تلك الاجواء المضيئة توحي بزمن ما,, زمن مختلف,, كانت ليلة عظيمة رائعة,.
يغمرك شعور دافئ فياض,, أهو الفرح؟!,, بل دفق من الشجن,, استيقظت في ذاكرتك طيور الشوق البعيدة واستفاقت في احداقك أصوات وصور,, التمعت في الذاكرة اصوات لوجوه كثيرة مختلفة الملامح إنها الليلة الوحيدة التي تمر بك كل عام ذات المذاق المختلف والمميز,, إنها الليلة الاولى من ليالي هذا الشهر الكريم,.
رمضان ليس مجرد مناسبة سنوية جديرة بالكتابة عنها,, إنه ذلك الزمن المميز الذي تشرق به نفسك ويفيض به وجودك حباً,, وحين تكتب عنه فأنت لا تسجل حالة روتينية مكررة بقدر ما تسجل احاسيسك وآمالك,.
الليلة الاولى لكن حضورك المناسبات الجميلة لا يعني شيئا أحيانا إن لم تقاسمك فيه اطراف اخرى الابتسامة والدمعة,, وتقتسم معها الفرح مثلما تقتسم معها الهموم,.
تتساءل وأنت في المسافة الفاصلة بين الدمعة والابتسامة أحقاً ان الصغار كبروا وأن الحياة خلعت رداءها القديم وارتدت ثوبا آخر جديداً وأحياناً يبدو غريباً,, أحقا انك لك تعد تسمع صيحات الاطفال مع كل مدفع لرمضان ولم تعد تسمع صوت امك وهي تنهرك والآخرين معك بضرورة التزام الصمت لان الجميع صائمون ولابد ان يتمتعوا بقسط من الراحة؟!
أحقاً ان ملامح وجه جدتك الطاهر لم يعد يلوح من بعيد ويبتسم لك ويسالك بصوت ودود حنون بأن تكف عن ممارسة الشقاوة,,!
أحقاً ان الدنيا استدارت وتغيرت؟! خلعت رداءها القديم وارتدت رداء آخر جديداً لكنه يبدو غريباً أحياناً كلما نأت عنك أصوات تحبها,.
تتذكر الذين كانوا معك وكان بامكانهم منحك بعض السعادة كان بامكانهم صنع شيء أجمل,, تتذكر الذين امطروك بحضور جميل في هذه الليلة ووضعت معهم احلاما وآمالا متفائلة بليال نورانية قادمة,, لكنك رغم ذلك تمزق سطور الياس وتعد عينيك بالفرح وتعد قلبك بينبوع نقي من السعادة,.
يشجيك مرأى العابرين في الطريق,, يريحك صوت مألوف الحنان ويسكب تمتماته حولك,, وفي سمعك,, وتهمس بينك وبين ذاتك: أغداً ألقاك,, يا خوف فؤادي من غدٍ/ يالخوفي من اقتراب الموعد,, بالطبع انت تقصد الفرح.
|
|
|