من خلال هذه الاطلالة التي قد تكون اليتيمة في صحافتنا المحلية نتجول في ربوع المنطقة الجنوبية لالقاء بعض الضوء على تراث هذه المنطقة الشعبي هذا التراث الذي له أصالته فهناك الكثير من ابناء هذه المنطقة وغير المتواجدين بها يتلهفون لموروثهم الشعبي والعودة من خلال ذلك إلى الماضي الجميل فالمنطقة الجنوبية بأقسامها الثلاثة السراه وتهامة والبادية قد تكون متشابهة في تراثها الشعبي مع اختلاف بسيط من مكان لآخر ولكن السائد (العرضة) والتي تعتبر هي الاساس في التعبير عن الفرح والبهجة والعرضة الجنوبية لها خصوصيتها من حيث احيائها فكانت تقام في المناسبات الرسمية للقبيلة مثل الاعياد وافتتاح الاسواق في القرى حيث كانت ولازالت الاسواق مقسمة بين القبائل المتجاورة حسب ايام الاسبوع من السبت الى الجمعة ويتجه المتسوقون من جميع القبائل الى سوق واحد حسب المتعارف بينهم وكانت تقام عند استقبال قبيلة لقبيلة اخرى إما لصلح او سماوّه والسماوة عند تسمية مولود من قبيلة على شخص من قبيلة اخرى ولصعوبة النقل قديما تقام العرضة في مناسبات الزواج على مستوى القرى او الهجر فقط ولكل قبيلة شاعر واحد أو شاعران على الاكثر وله مكانته وتقديره بينهم ويعتبر من وجهاء القبيلة وكان للعرضة قديما تنظيم بسيط وتلقائي مع عدم الاطالة في وقت اقامتها فإذا كان هناك مداقيل فتبدأ عصرا بعد صلاة العصر مباشرة ويكون المعنيون في المناسبة في موقع واحد على شكل دائرة وكل شخصين يقفان بجانب بعضهما يبتعد كل شخص عن الآخر متر تقريبا اثناء الدوران ويصطفون بشكل جانبي عند القاء الشاعر القصيدة ويكون شاعر البدع في اول المعراض وشاعر الرد في آخر المعراض وان كان وحيداً فيقول قصيدة البدع ثم ينتقل للرد عليها ويكون الزير في وسط الحفل يعزفه ثلاثة الى ستة اشخاص ويقوم بمهمة تنظيم الصفوف شخص او شخصان بتأدية العرضة اثناء الجري ويدور داخل الحفل بشكل كامل ويسمى محمل وله مسميات اخرى عند بعض المناطق ولكن هذا اللفظ قد يكون اشمل وعند اقبال الضيوف على الحفل ويسمى ذلك مداقيل يصطف الاشخاص المتواجدون في الحفل ويستمرون في العرضة واقفين في اماكنهم دون دوران ويعطون الفرصة للضيوف للدخول في دائرة العرضة وعند دخول آخر شخص من الضيوف في الموقع يقف الجميع الضيوف في جهة والمضيفون في جهة ويلقى السلام بشكل جماعي والترحيب بشكل جماعي ويستمر الحفل وقت بسيط حتى يتم تجهيز (اللطف) وهي وجبة تكون مجهزة مسبقا من البر والسمن والعسل وتوضع في اناء اسمه (الصحفة) مصنوع من اشجار السدر والغرب وهي اغلى انواع الصحاف وكان يكتفى احيانا بالعرضة في النهار والبعض يحييها بعد صلاة العشاء اي بعد الوجبة وشعر العرضة على نمطه القديم كان يقتصر على التسليم والترحيب والمدح ووصف بعض احوال القبيلة او قصائد صلح او غير ذلك من المواضيع التي تهم الناس وعلاقات القبائل بعضها ببعض عكس ما هو عليه الآن من المحاورات الشعرية في شعر العرضة وشعر العرضة قديمه وحديثه لا يختلف في منهجه الاساسي وهو الشقر والشقر في القصيدة هو ان يقول شاعر البدع قصيدته بألفاظ معينة ويرد شاعر الرد على البدع مع تكرار آخر الفاظ كل بيت ولكن يختلف معنى البدع عن الرد نهائيا ويعتقد بعض المتابعين لشعر العرضة بأن شاعر البدع يكون اقوى في شاعريته من شاعر الرد ولكن هذا غير صحيح فقد تكون قصيدة الرد اقوى من قصيدة البدع وكذلك العكس ولكن ما يميز شاعر البدع احيانا انه يمتلك موهبة فتح البيوت لمعنى معين لشاعر الرد مما يسهل مهمة شاعر الرد ولكن هذا ليس على كل حال وفي النهاية شاعر البدع وشاعر الرد مكملان لبعضهما وهناك شعراء قدامى لهم بصماتهم في شعر العرضة الجنوبية منهم من انتقل الى رحمة الله كأمثال الاعمى (أبو جعيدي) وموسى ويتيم وشايق وابن جرادي وأبو زيد وغيرهم الكثيرون ولازال هناك شعراء مخضرمون مع الشعراء الشباب في الساحة يعطون الى الوقت الحالي وهناك ألوان كثيرة بديلة للعرضة في بعض الاحيان ولكن ليس لها شمولية العرضة ومنها الخطوة والمسحباني واللعب والدمة,, ومن قصائد العرضة هذا النموذج.
البدع ابن مسفر

أطلب الله في رزقك ويعطيك يا العبدالعزيز واطلب الله في العليا وينجيك يالناجي بلدنا فأنا محتاج لله ما أملك القوت والما مملكه وحكمة الله ذا خضّر يعود وبعد آل سعود بعدها اطلبك ياربي على كل عليا فهدنا وكل مؤمن إذا عاهد بعهده تراه ولي عهده وانا سلطان التقوى ويا الله عسى السلطان خير استرح يا ابن عمي دام سعدك بوقتك من سعودي وافهم القصد ياعراف قد جاك من حكامنا

الرد عبدالرحمن الحبي

الله يرحمك يامن وحد الشمل ياعبدالعزيز وأصبح العدل والامان والخير وافر في بلدنا واصبحت راية التوحيد خفاقه للمملكة ويا الله انك تعز المملكة بالاسود آل سعود ويمين العطا والخير تبقى يمينك يا فهدنا ثم ساعده الايمن ابو متعب يعيش ولي عهده ووزيرالدفاع وقايد الجيش هو سلطان الخير عاشت الملكة والفخر لي دام انا جندي سعودي

القيادة قيادتنا وحكامها حكامنا