مع اقتراب عام 2000 يتصاعد الجدل في مصر حول الاحتفالية التي تعدها وزارة الثقافة المصرية بمناسبة حلول القرن الجديد حيث قرر وزير الثقافة فاروق حسني اقامة الاحتفال تحت سفح الاهرامات وتركيب هريم ذهبي صغير يكسو قمة الهرم الأكبر خوفو واستقدم الوزير الفنان العالمي الفرنسي ميشيل جار لتنظيم واعداد الاحتفال.
على إثر ذلك شنت صحيفة الشعب حملة هجومية كبيرة على الوزير واتهمته بمحاولة تهويد تاريخ مصر ورفع الماسونية شعاراً للاحتفال بتركيب الهريم الذهبي او ما اسمته طربوش يهودي على قمة الهرم الأكبر، وقد نشرت الشعب عدداً من التحقيقات الصحفية تدور حول محاولات اليهود للاستيلاء على الهرم المصري منذ سنوات وبوضع هذا الهريم الذهبي على قمته ونشرت صورة الدولار الأمريكي الذي يحمل صورة الهرم الاكبر وفوق رأسه المثلث الماسوني للتدليل على ماتطرحه واضافت الصحيفة ان الصهاينة يريدون وضع هرمهم الذهبي فوق الهرم الاكبر مثلما وضعوا نجمة داود فوق النسر الأمريكي للتأكيد على هيمنتهم على العالم العربي والاسلامي بعد الهيمنة على العالم الغربي.
وتوالت تحقيقات صحيفة الشعب على هذا المنوال في توجيه الاتهامات لوزارة الثقافة والوزير فاروق حسني.
فكرة فرعونية
من جهته اكد وزير الثقافة في تصريحاته الصحفية ان الهريم الذهبي فكرة فرعونية قديمة وان التنازل عنها تحت حجة ان الماسونيين اتخذوه شعاراً لهم يعني التنازل عن الكثير من تراثنا والصمت امام الدعاوى التي تحاول ان تسلبنا امجادنا وحضارتنا.
وحول مايقال على ان الاحتفالية خصصت لها ميزانية مالية ضخمة تفوق العائد من الاحتفالية قال الوزير في تصريح له ان تكلفة الاحتفال تصل الى تسعة ملايين ونصف مليون دولار وان العائد اكبر بكثير ويتمثل في ان هناك شركات عالمية تقوم بتصوير الاحتفالية، وستقوم احدى الشركات بتوزيع التسجيلات على تليفزيونات العالم وبيع الاسطوانات واشرطة الفيديو الخاصة، وهذا كله له عائد مادي ضخم بالاضافة الى العائد الترويجي لمصر بين دول العالم، واكد الوزير على وجود 80 دولة تقوم بنقل تلك الاحتفالية لمدة 20 دقيقة وهو أكبر وقت للاعلام عن مصر التي سيشاهدها اكثر من 2,5 مليار انسان في لحظة واحدة، ومنذ ايام اعلنت شبكة C.N.N ان احتفالية مصر يبدو انها ستكون اعظم الاحتفاليات ووصفتها بالاحتفالية المنفردة,من جهته أكد د, زاهي حواس المسؤول عن اهرامات الجيرة والذي يقف في صف المدافعين عن الاحتفالية انه تم العثور منذ عشر سنوات على اقدم هريم خاص بهرم الملك سنغرو والد خوفو، كما تم العثور على هريمات أخرى، وبذلك ينفي د, زاهي حواس اخذ فكرة الهريمات الذهبية عن الماسونية وانها موجودة منذ الفراعنة.
وأكد د, زاهي حواس في تصريحاته الصحفية للاهرام ان الهريم المطبوع على الدولار منقول بطريقة خاطئة عن هريمات الدولة الوسطى في الاسرة 12 والتي كانت تطلي الهريمات بالكتابات الهيروغليفية وتضع عليها عين حورس وهو مالم يكن يحدث في عصر الدولة القديمة التي بنت اهرامات الجيزة الثلاث الكبرى الشهيرة، ويواصل د, زاهي حواس تأكيداته بان الهرم المرسوم على الدولار والموصوف بانه شعار للماسونيين لا علاقة له بهريمات الدولة القديمة والانسياق وراء الدعاوى المغرضة يجعلنها نتخلى عن رمز من رموز حضارتنا القديمة.
استمرار الجدل
يدور الجدل أيضاً حول التأثيرات الضارة التي يمكن ان تنتج لجسد الهرم الاكبر من جراء تركيب الهريم الذهبي وفي هذا السياق يؤكد فاروق حسني انه لن يعلو الهريم قمة الهرم الاكبر منتصف ليلة رأس السنة إلا اذا تأكد انه لن يؤثر على احجار الهرم وستقرر ذلك لجنة علمية تم تشكيلها خصيصاً لهذا الغرض من علماء الآثار ومركز الاستشعار عن بعد.
ويبدو ان الجدل الدائر بين وزير الثقافة فاورق حسني وصحيفة الشعب لن يتوقف قريباً، ومن الصعب توقع النتائج وهل سيقام الاحتفال؟ ام يلغى؟ ام تجرى عليه بعض التعديلات.
عثمان أنور
