وداعا لتشابك الموجات الارضية ومشاكل التشويش التي تقوم بها بعض الدول على المحطات الاذاعية,, فقد بدأ العالم في التعامل مع ثورة التكنولوجيا الاذاعية المتمثلة في الراديو الفضائي الذي يستقبل ارساله مباشرة من الاقمار الصناعية الخاصة بالبث الاذاعي,, والذي يمكن المستمع في اي بقعة من العالم الاستماع لكل اذاعات الدنيا وهو في مكانه دون عناء وبقوة ووضح صوت فائقة تعادل وضوح وقوة صوت السي دي, (CD),, والراديو الفضائي الذي سيطرح في الاسواق قريبا عدة انواع تطرحه عدد من الشركات العالمية المتخصصة في الالكترونيات.
هذا ما اكده نوح سهارة مخترع الراديو الفضائي في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة بمناسبة بدأ تشغيل اول قمر صناعي خاص بالبث الاذاعي وهو افريستار والذي يغطي افريقيا والمنطقة العربية الاسيوية وعدد كبير من دول اوروبا ويعمل عن طريق قنوات اذاعية تبث برامج رقمية بنوعية صوت عالية تماثل السي دي (CD)الى اجهزة الاستقبال (الراديو الفضائي).
وافريستار واحد من ثلاثة اقمار لسلسلة ورلد سبيس الخاصة باغراض البث الاذاعي وسيكون هناك قمر رابع ارضي احتياطي ومع نهاية العام الحالي سينطلق القمران الاخران وهما اسيا ستار ويغطي قارة اسيا واستراليا، وامريستار ويغطي الامريكتين.
وقد حققت التجارب الميدانية نجاحا فاق كل التوقعات من خلال اختبار ميداني للنظام فقد ثم الاستماع الى برامج ورلد سبيس عبر افريستار عن طريق اجهزة الراديو الفضائي في القاهرة ونيروبي وجوها نسبرج وايضا في شمال اوروبا، وفي تولوز بفرنسا والمانيا ولندن ووارسو وهي اماكن خارج منطقة التغطية وهذا يوضح أن افريستار يمتد الى ابعد مناطق للتغطية وتم بث البرامج من الارض الى قمر افريستار من محطات بث ارضية استخدمت فيها الوصلات الصاعدة في كل من جوها نسبرج ولندن وتولوز بصورة تماثل تغذية البرامج التي ستبث اثناء فترة الخدمة التجارية, كما تم اجراء تقييم للمدى الكامل لنوعية الصوت المقدم من قبل ورلد سبيس من درجة 16 بايت الثانية لمعدل القناة الاساسية الى درجة 128 كيلوبايت الثانية والتي تعادل ستريو CD.
ويعد البث الاذاعي الفضائي ثورة في عالم الراديو حيث تنقله من النظام القديم والموجة المتوسطة والقصيرة الى عصر الفضاء، وتربطه بتكنولوجيا الاتصال الحديثة مما يشكل بعثا جديدا لجهاز الراديو يعتمد على الاستقبال المباشر من القمر الصناعي دون اللجوء الى محطات تقوية طائلة التكاليف محدودة الاثر.
ويجري الان تطوير لجهاز الراديو الفضائي والمنتظر احتواؤه على شاشة لتكون فيه الصورة مصاحبة للصوت مما يضاعف الاثر الفعال لهذا الراديو الفضائي خاصة في مجالات الوسائط المتعددة والحاقه باجهزة الكومبيوتر، كما ستكون لديه القدرة على استقبال الوسائط المتعددة اتصاله بالكومبيوتر, وبتطويره سيتم استخدامه في السيارة ونجحت التجارب في ذلك , ومن الممكن بناء تحالفات استراتيجية مع المؤسسات التعليمية الكبرى مثل الجامعات والمراكز البحثية لايجاد سبل تعارف واضحة ومتبادلة لبناء البنيات الاساسية الخاصة بالثورة المعلوماتية وذلك بانشاء مايسمي بالتلي سنترز، حيث يكون للراديو الفضائي جهاز استقبال (ريسيفر) خاص بورلدسبيس فمن هذه المراكز الهامة حيث يكون بامكانه استقبال المعلومات المثبتة على اقمار ورلدسبيس ونقلها الى اجهزة الكمبيوتر المتواجدة بهذه المراكز مما يسهل عمليات نقل المعلومات السريعة دون عناء الاتصال عبر خطوط التليفونات حيث يستقبل الراديو الفضائي المعلومات مباشرة من الاقمار دون اية تكلفة.
اما طاقة القمر الصناعي فستكون 50 محطة او قناة اذاعية تستقبل مباشرة عن طريق الراديو الفضائي.
ونظام الراديو الرقمي الفضائي لايتم الشوشرة عليه باي طريقة كانت لانه غير محمل على موجات وانما يتم استقباله مباشرة من الاقمار الصناعية.
ويتميز الراديو الفضائي بحجمه المناسب وسهولة حمله وقدرته على استقبال 50 محطة اذاعية يرسلها كل قمر ويتم تشغيل الجهاز اما ببطارية داخلية او بمنظم خارجي للتيار الكهربائي، والقلب النابض للجهاز هو رقيقة الكترونية في حجم قطعة العملة المعدنية تسمي ستارمان,, وهي التي تمكن جهاز الراديو من استقبال البث الاذاعي مباشرة من القمر الصناعي.
اما كيفية عمل نظام البث الاذاعي الرقمي المباشر فيكون عن طريق ارسال الاشارات الاذاعية من خلال طبق ارسال صغير الى قمر صناعي ثابت في المدار الجغرافي، ويعيد القمر الصناعي مباشرة ارسال الاشارات الى الملايين من اجهزة الاستقبال (الراديو الفضائي) ولايحتاج التقاط اشارات القمر الصناعي الى اطباق ارضية بل هناك هوائيات صغيرة مثبتة في كل جهاز راديو تلتقط الاشارة مباشرة، ويحمل كل قمر من الاقمار الصناعية ثلاث حزم موجهة وتمثل كل منها المساحة التي تغطيها قناة ارسال واحدة.