بمشاركة الموسيقار الكبير صلاح عثمان في مهرجان النيل الدولي لأغنية الطفل الذي أقيم بالقاهرة مؤخرا تكون هي المرة الأولى التي يشارك فيها السودان في مهرجان غنائي دولي.
والفنان السوداني صلاح عثمان من ابرز الملحنين في الوطن العربي وخاصة اغاني الأطفال، قدم العام الماضي موسيقى وألحان حلقات المسلسل الكرتوني الشهير بكار، كما قدم أوبريت ربوع السودان الموجه للأطفال المغتربين للتعرّف على اوطانهم، وهو واضع ألحان الأغنية السودانية الشهيرة برانا برانا نشيل الشيلة ، ومؤلف أول شريط كاسيت للأطفال في السودان معلقتي .
ويمتلك صلاح عثمان مشوارا فنيا ثريا صقله بالدراسة حيث تخرج من أكاديمية الفنون قسم الكونسرفتوار بالقاهرة عام 1972 وعمل استاذا بمعهد الموسيقى بالسودان ثم رئيسا لاوركسترا الإذاعة السودانية.
التقته الجزيرة في هذا الحوار الذي ألقت من خلاله الضوء على مشواره الفني وتجربته في مجال أغنية الطفل.
بكار والتراث النوبي
* كيف شاركت في مسلسل بكار ,,, ؟
صاحب الفضل في المشاركة بهذا العمل الناجح هو الفنان محمد الادنداني فهو الذي كتب المادة التراثية مع الدكتورة منى ابوالنصر لعمل الموسيقى التصويرية الى جانب تلحين وتوزيع الأغاني التراثية النوبية بها وقد نال مسلسل بكار الجائزة الأولى في مسابقة افلام الكرتون العام الماضي ولذا قرر فريق العمل ان يجعل بكار شخصية كرتونية عربية على غرار توم وجيري.
* ومتى بدأت الاهتمام بألحان أغاني الأطفال ,,, ؟
بدأت الاهتمام بألحان أغنيات الأطفال عندما كنت أعمل بدولة الكويت لمدة أربعة عشر عاما وكونت بها كورال أطفال سوداني وفرقة موسيقية متكاملة نحيي بها حفلات المناسبات الوطنية السودانية، الى جانب المشاركة في جميع المناسبات الكويتية خاصة اليوم الوطني، كما قمت بتوزيع أغاني كبار فنانينا منهم محمد وردي ومحمد الأمين وسيد خليفة وحمد الريح وصلاح بن البادية.
التلحين والتوزيع الموسيقي
* وما الفرق بين التلحين للأطفال والتوزيع الموسيقي للكبار؟.
التلحين موهبة وشيء فطري نجده مثلا عند بليغ حمدي ومحمد عبدالوهاب فهما لم يدرسا الموسيقى اكاديميا، أما التوزيع الموسيقي فلابد ان يكون على أسس علمية، ولابد للموزع الموسيقي ان يكون دارسا لأنه يكتب نوتة موسيقية ويقوم بتوزيعها على الآلات الموسيقية، ولذلك ممكن ان يكون ملحنا إذا كان لديه ملكة الخيال عكس الملحن الذي عليه ان يدرس الموسيقى كي يقوم بالتوزيع,, فالموزع هو مخرج العمل الغنائي وان كان الكمبيوتر والآلات الحديثة قد جعلت بعض الموزعين يوزعون الموسيقى دون دراسة.
مهرجان النيل
* لماذا قررت المشاركة في مهرجان النيل الدولي لأغنية الطفل هذا العام ,,, ؟
قررت المشاركة باسم السودان ولأول مرة في مهرجان عالمي تقوم به هيئة الفيدوف وهي المنظمة الدولية المتخصصة في مجال موسيقى الطفل وترصد جوائز لكل الأطفال في العالم، ومن شروطها ان تكون الكلمات بسيطة وتعبر هي واللحن عن البيئة، والذي شجعني على ذلك اكتشاف طفل سوداني لديه الموهبة الغنائية اسمه بدر الدين مصطفي دياب وعمره 11 عاما، وقد غنى دياب أغنية من كلمات الشاعر المصري أحمد ابوذكرى وتدور حول الحفاظ على ماء النيل ولذا سميت الأغنية بنقطة موية فالماء باللهجة السودانية موية واستخدمت اللحن الخماسي السوداني مع استخدام آلات حديثة لإضفاء الإيقاع الغربي الراقص على الأغنية مع التركيز على مقدرات صوت الطفل والابتعاد عن الآلات الصعبة مثل الطنبور والعود وإنما ركزت على آلة طفولية سهلة وهي الاكسلفون.
* هل هذا المهرجان يشبه ما كنت تقوم به من أعمال في المناسبات السودانية ,, ؟
المهرجانات الوطنية تختلف عن المهرجانات المحلية وقد كنت أقوم بها سنويا ومن اجل مناسبة معينة مثلما حدث أيام السيول والفيضانات بالسودان عام 1988، حيث قمت بشيء من أجل السودان بالكويت ولحنت أغنية برانا برانا نشيل الشيلة وهي انتشرت على مستوى دول الخليج والسودان بأصوات كورال أطفال الجالية السودانية بالكويت,, وكذلك قدمنا أوبريت ربوع السودان لتعريف أطفالنا بالغربة عن وطنهم.
* أين الأوبريت الغنائي بالسودان؟
الأوبريت يحتاج الى مسرح غنائي دائم وهذا غير متوفر بالسودان,, والى جانب هذه الامكانات يحتاج الأوبريت الى موضوع شعبي وهو موجود بكثرة في تراثنا والأوبريت به جزء غنائي آخر وأنا بدأته في السودان وكان بمشاركة هاشم صديق وغناء الأطفال.
* ما الجديد لدى صلاح عثمان ,,, ؟
أحاول البحث عن الأصوات الجديدة وتقديمها فأنا الآن مسؤول عن تسجيلات فرقة الأصائل السودانية وقمت بتسجيل أعمالهم الكاملة وهي أحدث الفرق السودانية على الساحة الفنية.
* بمناسبة الحديث عن الأصائل ما سبب عدم استمرارية مثل هذه المجموعات الغنائية؟
هناك بعض هذه الفرق لا تستمر على الساحة الفنية لأنها موجهة سياسيا والسياسة تقضي على الفن وممكن تناول السياسة في الفن ولكن بشكل غير مباشر.
وهناك اسباب اخرى فمثلاً فرقة السمندل قدمت السيمفونيات في وقت لا يوجد بالسودان توعية موسيقية في هذا الجانب مع انهم قاموا بتقديم أعمال جليلة مثل ليلة طيف لموتسارت فأنا كموسيقي استمتعت بها ولكن هل استمتع لها حتى عامة السودانيين ,,,؟
فهذه تسمى موسيقى النخبة والمعروف عالميا ان الموسيقى الكلاسيكية والاوبرا يستمع لها الصفوة، وبشكل عام اتمنى تطوير واستمرارية مثل هذه الفرق كي تشارك في المهرجانات الدولية والعمل على اخراج أغانيهم وتقديم الأغاني السودانية بالفيديو كليب لأنها لغة العصر في مجال الغناء.
* هل يوجد بالسودان استوديو حديث لتسجيل مثل هذه النوعية من الأغاني ,,, ؟
يوجد بالسودان استوديو جيد واحد ويرجع ذلك الى ان إنشاء استوديو يحتاج الى الكثير من المال والمستثمر السوداني لا يطرق هذا الباب مع ان أرباحه مضمونة.
عطيات عبدالرحيم