* كتب عبدالعزيز الهدلق
لو كانت نتائج المباريات تحسم للفريق صاحب الاداء الجاد والملتزم داخل الملعب لكسب النصر مساء الامس مواجهته امام الهلال,, ولو كانت تحتسب للفريق الذي يقدم مدربه عملا ميدانيا جيدا ينفذه اللاعبون باتقان رغم تواضع امكاناتهم وقدراتهم الفنية قياسا بالمنافس لفاز النصر ايضا.
ولكن نتائج المباريات تحتسب دائما من خلال الاهداف التي تهتز لها الشباك، ولذلك اقتسم الهلال والنصر نقطتي التعادل السلبي اذ لم يستطع هجوم الهلال التعامل بشكل جاد مع الفرص التي كانت تهطل على افراده داخل منطقة الجزاء النصراوية كالمطر فاهدرها بالاستعجال والرعونة واللامبالاة في التعامل والتنفيذ وكانت سلبية قائد الفريق الهلالي ومهاجمه سامي الجابر ولامبالاته طاغية في المباراة وكان بطل اضاعة الفرص الزرقاء ليلة البارحة.
وكشفت هذه المباراة ضعف قدرات المدرب الهلالي السيد لوري الذي لم يكن اداء فريقه داخل الملعب منظماً او مرسوما على عكس المدرب النصراوي ميلان الذي كان افراد فريقه يلعبون وفق طريقة وخطة واضحة والكرة تجري بين اقدامهم بسلاسة وتنظيم ولكن وقوف دفاع الهلال بقوة امام التنظيم النصراوي بقيادة عبدالله الشريدة وسانده زملاؤه لطف والصويلح والمسعري والقحطاني ومن خلفهم العملاق محمد الدعيع انهى كل ما يمكن ان ينتج من خطورة او تهديد للمرمى الازرق.
الشوط الأول
لم يستثمر الهلال خلال هذا الشوط وفرة الفرص الثمينة والسانحة للتسجيل امام لاعبيه الذين تسابقوا في اهدارها بشكل غريب حيث طغى عدم التعامل الجاد مع هذه الفرص وبالاخص من قبل سامي الجابر ونواف التمياط فيما خانت الدقة لاعبي الجهة اليسرى محمد لطف ومحمد الشلهوب في تسديد الانفرادتين لهما امام حارس النصر الذي نجح في ابعادهما بامتياز.
وكان هذا الشوط من الناحية الفنية متكافئاً بين الفريقين حيث تبادل الفريقان السيطرة على دقائقه ولكن الهلال كان اوفر حظاً في توفر فرص التسجيل حيث سنحت له ست فرص ثمينة ومواتية للتسجيل فيما لم يتوفر للنصر سوى فرصة واحدة استطاع محمد الدعيع القضاء عليها في الدقيقة 38 من امام محيسن الجمعان.
ففي الدقيقة العاشرة بدأت فرص الهلال تلوح عندما تبادل الثلاثي محمد الشلهوب ونواف التمياط وسامي الجابر كرة جميلة في هجمة منسقة انتهت الى الشلهوب داخل منطقة الجزاء النصراوية فسدد بقوة ولكن وقوف الخوجلي الصائب في الموقع المناسب مكنه من ابعادها ضربة ركنية, ليعاود الفريقان المناورة في منتصف الملعب وتبادل هجمات هادئة حتى الدقيقة العشرين عندما أرسل الشلهوب كرة طويلة ساقطة خلف مدافعي النصر لجاسم الهويدي الذي انطلق لاستقبالها داخل منطقة الجزاء النصراوية فلعبها على الطائر سيئة بعيداً عن المرمى والى خارج الملعب, ليكرر الشلهوب ابداعاته في التمرير الطويل ويرسل هذه المرة كرة لسامي الجابر في الدقيقة 21 على حدود منطقة الجزاء النصراوية لم يتعامل معها سامي بالسرعة والجدية المطلوبة رغم امكانية عمل شيء ما منها فأبعدها دفاع النصر بسهولة ويبدو ان وفرة الفرص الهلالية جعلت لاعبيه يعتقدون انهم سيسجلون لا محالة من أي فرصة ولم يقدروا ثمن ضياع كل فرصة وعند الدقيقة الثلاثين استقبل نواف التمياط المنطلق من الخلف كرة ساقطة تخطت جميع مدافعي النصر الذين وقفوا على خط واحد معتقدين بتسلل سامي الجابر الذي خدعهم بسرعة ارتداده فترك التمياط ينطلق وحيداً في مواجهة المرمى وبدلاً من ان يسدد داخله باتقان او يمرر كرة عرضية لزميله الهويدي المنطلق معه على الجهة الأخرى اكتفى بتسديدة عشوائية ضعيفة فخرجت الكرة تتهادى بعيداً عن مرمى محمد خوجلي, لتتواصل الفرص الهلالية الثمنية امام المرمى النصراوي ويتواصل الاهدار من قبل اللاعبين فهذه المرة كان الموعد مع محمد لطف الذي مرر له الشلهوب كرة في الدقيقة 33 فتخطى الخثران وانطلق نحو المرمى متوغلاً داخل منطقة الجزاء النصراوية ويواجه الخوجلي في حالة انفراد تام فسدد برعونة في جسم الحارس المندفع بفدائية انقذت فريقه من هدف محقق واخرج الكرة ضربة ركنية لم يستثمرها الهلاليون كحال عشرات الركنيات التي حصل عليها الفريقان طوال المباراة.
وامام الفرص الهلالية المنهمرة والتي كان يقابلها اللاعبون باهدار عجيب سنحت لمحيسن الجمعان كابتن النصر فرصة ثمينة من عكسية عبدالعزيز الجنوبي في الدقيقة 38 والتي مرت امام ليتانا فوقف يتفرج عليها وهي تتجه نحو منطقة الست ياردات لمرماه فتباطأ محيسن في تحويلها داخل المرمى الأزرق لينطلق محمد الدعيع ويسبق محيسن عليها عندما مد رجله اليسرى وبسرعة خاطفة ركل الكرة الى خارج المنطقة منقذاً فريقه من هدف نصراوي مؤكد كان يمكن ان يسجله محسين مخالفاً احداث هذا الشوط الذي انهاه الدولي يوسف العقيلي بعد ثلاث دقائق احتسبها كوقت بدل ضائع.
الشوط الثاني
بدأه النصر سريعاً وشن عدة هجمات متتالية على مرمى الهلال من اتجاهات متعددة وقف لها دفاع الهلال بصلابة بقيادة العملاق عبدالله الشريدة ولم يتوقف الهجوم النصراوي المكثف خلال الدقائق الثلاث الاولى إلا بهجمة مرتدة قادها سامي الجابر جهة الظهير الايسر النصراوي فتخطى الليبرو ابراهيم الشويع الذي لم يجد بداً من اعاقته على حدود منطقة الجزاء الجانبية ليحتسب الحكم خطأ في موقع مناسب لم يحسن الهلاليون استغلاله كعادتهم.
ويعاود النصر هجومه ضد الهلال ولكن محمد الشلهوب الذي كان مبدعاً في الوسط الهلالي يرتد بهجمة سريعة فينطلق خلفه المدافع النصراوي حمد الخثران ويفضل ارتكاب خطأ ضد الشلهوب بشد قميصه للقضاء على خطورة هذه الهجمة ونجح في ذلك ولكن الحكم عاقبه ببطاقة صفراء, وكان ذلك في الدقيقة السادسة ليستلم النصراويون بعد ذلك زمام المبادرة والسيطرة على مجريات المباراة ويضغطون على مرمى الهلال لمدة عشر دقائق متتالية اربكوا خلالها صفوف الفريق الهلالي الذي غاب خطا وسطه وهجومه عن أجواء اللعب واكتفى بخط الدفاع ومن خلفه حارس المرمى العملاق ليصل الارتباك الهلالي الىخارج المستطيل الاخضر حيث يجلس الجهاز الفني الهلالي فقام لوري باجراء تعديل غريب باخراجه نجم خط وسطه محمد الشلهوب الذي كان مصدر كل الهجمات الخطرة لفريقه ويدفع بعمر الغامدي الذي ظهر بمستوى جيد وكان الاجدى به اخراج احد اثنين القحطاني او المسعري وبعد هذا التغيير الذي حدث في الدقيقة السادسة عشرة عاد التوازن بين الفريقين وتوقف الهجوم النصراوي الضاغط ويعاود الهلال تهديده لمرمى النصر وكان هذه المرة عن طريق حسين المسعري الذي سدد كرة مركزة وقوية من خارج منطقة الجزاء تصدى لها الخوجلي بكل يقظة وفي الدقيقة 21 دخل سامي الجابر منطقة الجزاء النصراوية وانكشف له مرمى النصر بشكل جانبي وبدلاً من ان يسدد داخله او يعكس الكرة لزملائه المتحفزين قبالة مرمى الخوجلي طوح بالكرة في تسديدة رعناء خارج الملعب, وبعد اربع دقائق توغل نواف التمياط بكل شجاعة منطقة الدفاع النصراوية وتخطى اكثر من مدافع وعكس لسامي الجبار الواقف بين الخوجلي والهريفي فاخرجها الاخير ضربة ركنية فيما ارتمى سامي في احضان الخوجلي.
وفي الدقيقة الثلاثين اجرى مدرب النصر المتحمس جداً ميلان زيفا دينوفتيش تغييره الاول باخراج منصور الموسى الذي لم يكن له حضور يذكر خلال المبارة إلا عبر اجتهادات فردية قليلة لم تثمر ودفع بالبديل عبدالله القرني وبعده بدقيقة خرج الجنوبي ونزل سعد الشهري ولم تحدث هذه التغييرات أي اضافات ايجابية على الاداء النصراوي الذي ظل يلعب بشكل افضل من الهلال في وسط الملعب لكن الهلال كان يتفوق بسرعة ارتداده وهجماته الخطيرة المكثفة, وفي الدقيقة 37 اخرج لوري مهاجم فريقه الهويدي ودفع بالصاعد بسام الهلال في تغيير آخر خاطىء فبقاء الهويدي كان افضل لخبرته وامكانية تسجيله هدفا في أي وقت اما الهلال فلن تساعده خبرته ولا تجربته على فعل أي شيء في مثل هذه المباريات الكبرى وفي مثل هذا الوقت المتأخر وذلك ماحدث فعلاً.
وعند الدقيقة 40 يقود فهد الهريفي اخطر هجمات النصر في هذا الشوط عندما توغل داخل منطقة الجزاء وعكس كرة قوية خرج لها الدعيع فسقطت من بين يديه بعد ان امسكها وحاول اللحاق بها فاعترضه نهار الظفيري بجسمه ثم ضربه بكوعه من الخلف ليسقطه ارضاً فيستغل لاعب النصر سعد الشهري ذلك الخطأ الذي ارتكبه الظفيري بالاضافة الى تأخر صافرة الحكم فسدد في المرمى الهلالي الخالي من حارسه المصاب ولكن العقيلي وبعد تأخر غير مبرر احتسب الخطأ والغى الهدف وحاول الهريفي بالتلويح بيديه تجاه مدرب فريقه الذي تجاوب معه في الاعتراض والتلويح واتجه نحو الجماهير لاثارتهم فبادر الحكم الى طرده وابعاده.
لتمر الدقائق الخمس الأخيرة بلا خطورة وإثارة فيوعز ميلان الموجود في المدرجات الى مساعديه بضرورة اخراج نهار الظفيري والدفع بحسين هادي وتم ذلك فعلا ليحتسب الحكم خمس دقائق وقتا بدل ضائع لهذا الشوط كاد خلاله سامي الجابر وفي الدقيقة 48 ان يضع حداً للهجمات المهدرة وينهي المباراة لصالح فريقه عندما واجه مرمى النصر جانبياً فسدد كالعادة دون جدية بعيداً عن المرمى,,لينهي الحكم بعد ذلك المباراة بالتعادل السلبي.
لقطات
منح الحكم محيسن الجمعان ومحسن الحارثي ونهار الظفيري وحمد الخثران وهادي شريفي من النصر بطاقات صفراء فيما منح من الهلال ليتانا وحسين المسعري.
في حين نجح دفاع الهلال بقيادة الشريدة اخفق هجومه بقيادة سامي, وكانت الجدية في الاداء هي الفارق بينهما.
مدرب النصر ميلان تفوق على لوري بمراحل.
الحكم نجح الى حد كبير في قيادة المباراة ويؤخذ عليه تأخره في احتساب الخطأ الذي ارتكبه الظفيري ضد الدعيع.
الأهلي x الاتفاق
* جدة عبدالخالق الزهراني:
واصل الفريق الاهلاوي تقديم عروضه الكروية الرائعة وتمكن مساء امس الاربعاء من تحقيق فوز كبير على نظيره فريق الاتفاق في اللقاء الذي جمعهما على ملعب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة ضمن مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، حيث تمكن لاعبا الاهلي الكاتو والقهوجي من هز شباك حارس الاتفاق فؤاد المقهوي ثلاث مرات على مدار شوطي اللقاء دون اي مقابل لفريق الاتفاق الذي رغم هذه النتيجة الا انه خرج ناجيا من خسارة تاريخية كادت تحل به مع بداية ايام رمضان المبارك وبذلك يرفع الاهلي رصيده من النقاط الى الرقم (16) من (6) مباريات بواقع خمس مرات فوز وتعادل واحد فقط ليؤكد مجددا عزمه للمزاحمة المبكرة على دخول مربع الاقوياء بينما بقي الاتفاق على رصيده السابق (12) نقطة وقد كانت المباراة بصفة عامة جيدة المستوى والحضور الجماهيري.
أحداث المباراة
بدأت المباراة في شوطها الاول بداية جيدة من قِبل الاهلي الذي آزره في هذا اللقاء جمهور غفير وكاد المشعل الذي لم يكن موفقا في هذا اللقاء ان يسجل هدفا مبكرا لفريقه لولا سوء طالعه وتأخره في لعب الكرة,, وبعد مرور (30) دقيقة تألق خالد القهوجي في استثمار كرة جميلة من الكاتو وسجل منها هدفا اهلاويا رائعا حرك ساكن المباراة والجماهير الحاضرة وتلا ذلك فرصتان مؤكدتان للكاتو لم يستثمرهما بسبب استعراضه المبالغ فيه امام المرمى الاتفاقي وكذلك كرة رأسية لعبدالله سليمان قبيل نهاية الشوط الاول بدقائق وفي المقابل لم يقدم الاتفاق ما كان متوقعا منه خلال شوط المباراة الاول.
وفي الشوط الثاني نشط الاتفاق بنزول لاعبيه باخشوين والزوين مكان العلي وبندر زايد وحاول لاعبوه التسجيل لمعادلة النتيجة الا ان بسالة تيسير النتيف وعبدالله سلمان حالت دون اي محاولة للاتفاق,, وفي الدقيقة (32) من زمن الشوط الثاني اضاف الكاتو للاهلي هدفه الثاني إثر انفراده التام من احدى الهجمات الاهلاوية المرتدة والمنسقة بالمقهوي وتجاوزه ليواجه الشباك الخالية ويسجل الهدف الثاني للاهلي وبعد ذلك بدقيقتين فقط اضاف الكاتو نفسه للاهلي الهدف الثالث من ضربة جزاء احتسبها حكم المباراة ابراهيم العمر بعد سقوط الكاتو داخل منطقة الثمانية عشر بفعل احد مدافعي الاتفاق وبعد ذلك واصل الاهلي سيطرته التامة على مجريات اللعب وسنحت للاعبين فرصة مضاعفة النتيجة الا انهم على ما يبدو اكتفوا بالثلاثة في شباك ضيفهم في هذه المباراة.
* قاد المباراة تحكيما ابراهيم العمر ساحة وعاونه حمد الخربوش وعبدالله العبادي وكان التحكيم متوسط المستوى.
* نال البرازيلي ماركوس من الفريق الاهلاوي بطاقة صفراء.
* الأمير محمد العبدالله المشرف العام على الكرة الاهلاوية كان سعيدا بما قدمه الاهلي وشوهد متفاعلا مع احداث المباراة.
* الجماهير الاهلاوية حضرت في هذه المباراة بصورة رائعة وآزرت حتى اللحظات الاخيرة من اللقاء.