كنت قادماً من تونس على الرحلة السعودية رقم 3370 التي وصلت الثانية والنصف صباح الأحد 20/8/1420 مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة وهي طائرة خاصة تضم أربعمائة معتمر وعندما انهينا اجراءات الجوازات توجهت لاستلام الأمتعة وهناك طلبت عربة لنقل الحقائب فطلب مني مشرف أحد العاملين بالمطار التابع لشركة أبو الجدايل ريال واحد مقابل استخدام العربة وبحثت في محفظتي ولم يكن معي سوى ورقة من فئة الخمسمائة ريال وأخرى بمائة دولار، وعرضت عليه أن اصرف فلم يكن معه صرف، فبحثت في أحد جيوبي فوجدت ورقة من فئة دولار، واحد فحمدت الله واعطيته اياه وأعاد لي الباقي بالريالات ثم تبدأ قصة الدراما مع اخواننا واخواتنا التوانسة, من الرجال المسنين والنساء المسنات والذين بالكاد يستطيعون حمل أبدانهم، وجميعهم يترجون المشرف ان يعطيهم العربات بعملة بلدهم أو ايجاد بنك لتحويل العملة، وذلك حتى يدفعوا ريالاً واحدا، وقد سبب هذا الريال أزمة حقيقية وصورة سيئة لبلدنا في أول استقبال لهؤلاء المعتمرين وذلك من أجل ريال فرضته شركة تريد ان تربح المال بتشويه طبعنا في استقبال ضيوف الرحمن، واكرامهم وحسن تعاملنا معهم، ولقد وصل الأمر الى أن رأيت بنفسي من النساء المسنات قد وصل بهن الوضع الى البكاء فلا حيلة لهن من هذا الريال فقد وضعت الشركة فعلاً الريال في عقدة المنشار، ومنشار جارح أوصلهن كما اسلفت إلى البكاء، فقمت متطوعاً ودفعت بعضاً من المال الى المشرف ليعطي النساء العربات على حسابي، إلا أن المشرف صراحة تعاطف ورفض أخذ النقود مني، وبعد أن حلت هذه المشكلة تلقائياً، ذهبت إلى اداريي المطار واستوضحت منهم الأمر واكتشفت انهم هم أيضاً غير مرتاحين من هذا الوضع عند كل رحلة، انني استغرب أشد الاستغراب لأمر كهذا,,! فبينما مولاي خادم الحرمين الشريفين أعطى جل اهتمامه لعمل ما من شأنه جلب الراحة للمعتمرين والحجاج وتجلى ذلك في أعظم توسعة وتشييد وترميم للحرمين الشريفين في التاريخ حيث انفق بأمره حفظه الله أكثر من 10 آلاف مليون ريال سعودي عليهما، نجد شركة أبو الجدايل تفرض هذا الريال الذي اساء حقيقة الى هذا الجهد العظيم وأساء الى عاداتنا وتقاليدنا الاصيلة في اكرام الضيف بشكل عام والحجاج والمعتمرين بشكل خاص , فأرجو ألا نجعل النملة تأكل الفيل، وأرجو منكم ان تأخذوا موضوعي هذا مأخذ الجد وان توجهوا النداء الى معالي رئيس الطيران المدني د, علي بخصوص ذلك ولكم جزيل الشكر.