رياض الفكر الأمير سلمان ومشروع ابن باز,, ورمضان سلمان بن محمد العُمري |
الزواج مطلب حيوي، وهو الذي تبنى عليه الاسرة، ومنه تنشأ الذرية، وعليه يقوم تواصل الأجيال واستمرارها، فهو من الفطرة السليمة، والاسلام الدين الحنيف هو دين الفطرة الصحيحة، ولذلك فقد رعى الزواج اجمل رعاية، وقدّم له كل الميسرات، ليكون في متناول جميع افراد الأمة.
إن الاسرة هي اللبنة الاساسية في بناء المجتمع، ورسلامتها تعني سلامة كل المجتمع، وفي سعادتها تتجلى سعادة ابناء المجتمع، إنها المدرسة الاولى والأهم في حياة الانسان، والتي يستمر تأثيرها من لحظة الولادة إلى ما شاء الله، إنها الجواب الاصح والاروع في وجه كل تيارات الانحراف والانحطاط الخلقي والشذوذ الجنسي والفكري.
وهذه الاسرة بشرع الإسلام تبنى على اساس عقد شرعي واضح، تترتب عليه حقوق وواجبات، ولا مجال للتلاعب او التفريط، وهذا هو عقد النكاح الذي به يحصل الزواج، وما يكون من بناء اسرة طيبة، بإذن الله.
لقد كانت الهجمات على الكيان الاسري مستمدة عبر التاريخ من حالات شذوذ وحالات زنا وخيانة وأفكار تدعو للاباحية وللتحلل الخلقي وغير ذلك كثير، ولكن الاسرة صمدت وثبت أنها الحل المثالي والأمثل لكثير من مشاكل العصر، لا بل إن العديد من البلدان الغربية حاليا تسعى جاهدة للحفاظ على الاسر لديها، وللابتعاد عن حالات الشذوذ، والمساعدة على الزواج والانجاب وبناء الاسرة الطبيعية، وهذه هي عودة للفطرة التي ارادها الله تعالى للانسان، إنهم الآن يدفعون المبالغ الطائلة من اجل العودة إلى الحالة الطبيعية التي ابتعدوا عنها بمحض ارادتهم، وبتحريض شيطاني لذلك.
لقد تعرضت الاسرة لهجمات أيضاً في مجتمعاتنا المسلمة وللأسف بسبب غلاء المهور، والاكثار من الشروط غير الواقعية، وتصعيب الزواج، الى ما هنالك من امور يصعب على الشاب في مقتبل عمره ان يحققها، كل ذلك قد أدى إلى فرار أبنائنا من الزواج هنا إما إلى الزواج من اجنبيات وإما إلى تأجيل الزواج لفترة قد تطول، وإما إلى ركوب طريق الانحراف والعياذ بالله.
أمام كل هذا، ولأن المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد الذي يقوم على الدين الاسلامي الحنيف، وبشكل كامل، وفي كل مجالات الحياة، والشرع الاسلامي يشمل كل اوجه النشاطات في المجتمع بدءاً من الفرد مروراً بالاسرة والمجتمع والدولة والقيادة، أمام كل هذا فقد تبنت بلادنا الحبيبة تشجيع الزواج بكل ما يمكن, لقد كان هناك مشروع الشيخ ابن باز الخيري الذي يرمي الى تيسير الزواج، وتسهيله، ويساعد في تطبيق ما أراده الله تعالى.
لقد تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله بمبلغ خمسة ملايين ريال مؤخراً من اجل هذا الهدف، والتبرعات كثيرة يصعب حصرها، والرعاية مستمرة ودائمة، وتأتي من اعلى المستويات، فصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض هو رئيس مجلس الادارة، وهو الذي يتابع الامور عن كثب وبشكل دائم، لان الامر يتعلق ببناء الامة وزيادة حصانتها ومناعتها.
لقد قال سموه في الكلمة التي ألقاها بمناسبة اجتماع مجلس ادارة مشروع الشيخ ابن باز الخيري للزواج الذي عقد مؤخراً: إن هذا المشروع الخيري هو جديد قديم، موضحا ان هناك في الماضي عدة جمعيات في اللجنة المشكلة من الغرفة التجارية، وجمعية البر في الرياض، وهي برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
كما قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان: كان لي شرف أن أبدأ مع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله منذ عشرين عاما في تشكيل اللجنة الخاصة برئاسة سماحته رحمه الله .
إن المشروع الآن يسعى إلى تحقيق العديد من الطموحات خاصة بعد اعادة هيكلته، وتوحيد جهته تحت رئاسة ورعاية صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز الامر الذي سيؤدي لتحقيق الاهداف النبيلة، حيث يطمح المشروع لزيادة عدد المستفيدين منه، ليصل إلى 2500 شاب وشابة سنويا.
وفي هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان، شهر الخير والعطاء، والزواج فيه كل الخير والعطاء بإذن الله وهو توافق كريم ومبارك ان يلتقي الشهر الكريم بالهدف النبيل، ان هذا المشروع خير دليل على تواصل القيادة الحكيمة في بلادنا المعطاء مع علمائها، وأبنائها وشعبها, إن الامير سلمان الذي عودنا على فعل الخير في مناسبات اكثر من ان تحصى لهو دليل على الخير المتأصل في حكومتنا الرشيدة،وعند شعب المملكة الوفي.
وبهذه المناسبة نوجهها دعوة مفتوحة إلى جميع رجال الاعمال والتجار وأهل الخير والاشخاص المقتدرين، للتبرع، والسخاء في البذل والعطاء لتقوية دعائم هذا المشروع الذي يرضي الله تعالى، إن زكاة الاموال يمكن وضعها بهذا المشروع، وهناك فتاوى شرعية بذلك.
المشروع كله خير، والقائمون عليه هم اهل الخير، والمستفيدون منه هم سعاة للخير وطالبون للخير، وفق الله الجميع، وزاد بلدنا خيراً.
والله ولي التوفيق.
|
|
|