مفتي هنقاريا لـ الجزيرة تربتنا جيدة لنشر الدعوة الإسلامية المملكة الأب الحنون للمسلمين عامة ولمسلمي الأقليات خاصة |
* حوار: سَلمان العُمري
لقد وصل الإسلام الى هنقاريا منذ أن أتت القبائل المجرية قبل 1100 عام، ولكن خلال السنوات التي دخل فيها الدين المسيحي تلاشى الوجود الإسلامي, وبالنسبة للتاريخ الحديث فقد تأسست الجمعية الإسلامية المجرية عام 1988 ونالت اعترافا رسميا من الدول باعتبارها طائفة إسلامية تمثل الدين الاسلامي في الدولة.
هذا ما أفاد به ل الجزيرة رئيس الجمعية الإسلامية ومفتي هنقاريا الشيخ سلطان بولك، الذي افاد ايضاً ان عدد الذين اعتنقوا الإسلام وهم من أصول هنقارية ثلاثة آلاف مسلم ومسلمة، وعدد الجالية الإسلامية حوالي 25 الف مسلم معظمهم يتواجدون في العاصمة بودابست.
الحديث مع الشيخ سلطان بولك,, تناول موضوعات عدة: مشكلات المسلمين هناك، ودورهم في تصحيح صورة الإسلام في الغرب وغير ذلك من القضايا المتنوعة, وفيما يلي نص اللقاء:
* بداية هل يتمتع المسلمون في الوقت الحاضر، وبعد زوال الشيوعية بكافة الحقوق؟
بالنسبة للقوانين الهنقارية فهي تعطي كافة الحقوق للمسلمين مثلهم مثل الأديان الأخرى، ولكن عدم تبني الإسلام والمسلمين من العالم الإسلامي لهم يجعلهم في حالة ضعيفة غير قادرين على ممارستهم حقوقهم.
* وما أبرز المشكلات التي تواجه المسلمين الآن في هنقاريا؟
إن أبرز المشكلات التي تواجه المسلمين الآن في هنقاريا هي:
مشاكل اجتماعية: الحالة المادية للمسلمين في المجر سيئة ويعانون من البطالة فالصفة السائدة أنهم فقراء.
الإعلام: الإعلام الهنقاري في معظمه تحت سيطرة اليهود، وهم يحاولون في معظم الأحيان تشويه صورة الإسلام والمسلمين.
عدم وجود مؤسسات تعليمية (حضانة، أطفال، مدارس) تجعلهم يذوبون في الثقافة الأوروبية.
عدم وجود دعم حقيقي للنشاط الإسلامي.
* إبان الحكم الشيوعي صودرت العقارات والأراضي الخاصة بالمسلمين,, وبعد زوال هذا الحكم الجائر,, هل عادت ممتلكات المسلمين إليهم وخاصة ما يتعلق بالأوقاف الإسلامية؟
إن الأوقاف الإسلامية الموجودة على أرض المجر تعتبر جزءاً من بقايا الغزو العثماني للمجر الذي مكث فترة 150 عاماً، فنحن كطائفة إسلامية لا توجد لنا أحقية في ملكيتها ولكن استطعنا أن نجد تفاهماً مع الحكومة على أن تكون إداراتها تحت إدارة الجمعية الإسلامية المجرية، ولكن بعد ترميمها لإبقائها على شكلها الأصلي.
* ما الجهود المبذولة لنشر الدعوة الإسلامية الصحيحة في هنقاريا؟ وما رؤيتكم المستقبلية؟
ان الجهود المبذولة لنشر الدعوة الإسلامية هي حثيثة ومتواصلة، وهناك والحمد لله أشخاص يحرصون على ذلك.
وبالنسبة للمستقبل فنحن نرى أن التربة المجرية تربة جيدة لنشر الدعوة الإسلامية، ولكن نحن بحاجة لأشخاص متفرغين لهذا العمل يفهمون المجتمع الأوروبي ويستطيعون بالتعامل الحسن كسب ثقة المجتمع ويعرفون لغته وعاداته وتقاليده بجانب المعرفة الكاملة بالإسلام.
* كيف تنظرون للجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين بصفة عامة، والمسلمين في بلادكم,,؟
بالنسبة للجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين فهي جهود جبارة، وتعتبر المملكة الأب الحنون للمسلمين في العالم، وخاصة المسلمين الذين يعيشون في الدول كأقليات, ولكن في بلادنا مازال هذا الأمر في البدايات آملين أن يتطور ويصل الى مستوى الدول الأخرى، ونتمنى ان تبادر المملكة مشكورة في افتتاح مركز إسلامي في العاصمة بودابست، وهذا ما نعرفه عن اهتمام المملكة ببناء المساجد والمراكز الإسلامية.
* ما هو موقف المسلمين في هنقاريا مما يحدث في الشيشان,,؟
إن موقف المسلمين في هنقاريا بالنسبة للحرب الدائرة في الشيشان هو موقف كل مسلم شريف فنحن نعتبر أن للمسلمين في الشيشان حقا في الاستقلال، وتقرير المصير وبناء دولتهم الإسلامية المستقلة على ترابهم.
* كيف يمكن للمسلمين في هنقاريا إبراز الصورة السمحة للإسلام، بدلاً من الصورة التي يبرزها عليها الإعلام الغربي بأنه دين يدعو للعنف والإرهاب؟
إن إبراز الصورة السمحة للإسلام في هنقاريا تبدأ بإعطاء الدور الحقيقي للأشخاص الذين قد يلعبون دور القدوة في المجتمع، وخاصة الأشخاص المتعلمين الذين هم ليسوا عالة على المجتمع المجري، بل أبرزوا وجها حضاريا، وعدم إعطاء الدور الرئيسي للأشخاص الذين يعتبرون الدين عبارة عن شعائر فقط وفي حياتهم يحاولون الانسلاخ كاملاً عن المجتمع فيرفعون جدرانا شاهقة من حولهم.
* كيف أمكن مقاومة الشيوعية بالدعوة الإسلامية في هنقاريا؟
إن مقاومة الشيوعية في هنقاريا شاملة في المجتمع المجري، ولكنّ المسلمين لعبوا دوراً فردياً في ذلك، وهذا يعود لقلة المسلمين المجريين.
* يقال ان المد الإسلامي أظهر ثماره في أوروبا الشرقية، خاصة مع الشباب الذين يعانون من الضياع الاجتماعي والأخلاقي، ما مدى تطابق هذا الأمر مع المجتمع الهنقاري؟
نعم لقد أظهر المد الإسلامي ثماره في أوروبا الشرقية ومنها هنقاريا، مع الشباب الذين يعانون من الضياع الاجتماعي والأخلاقي, فالشيوعية تركت في المجتمع فراغاً فكرياً ايضاً، فالدين الإسلامي استطاع أن يلعب دوراً في سد تلك الثغرة.
* هل هناك مشاكل في فهم المجتمع الهنقاري للإسلام؟
إن المشاكل الموجودة في فهم المجتمع الهنقاري للإسلام هي عدم وجود المواد المكتوبة الكافية وخاصة لغير المسلم, إن الحاجة ماسة للتعريف بالإسلام لغير المسلم.
* هل هناك عوامل التقاء بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وما هي هذه العوامل في رأيكم؟
عوامل اللقاء بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية أبرزها الإيمان بالله الواحد، فحضارة الغرب مبنية على الدين المسيحي، فبالرغم من أن كثيرهم لا يطبق الدين المسيحي الحقيقي لكن لا نستطيع إنكار هذا العامل في الحضارة الغربية، كما أن الحضارة الغربية استفادت كثيراً من الحضارة الإسلامية وخاصة زمن تواجد العرب في اسبانيا.
* ما الطريقة المثلى لاجتذاب سكان الجمهوريات السوفياتية نحو الإسلام، وإعادة ما طمسه الشيوعيون في تلك البلاد,,؟
الطريقة المثلى لاجتذاب سكان الجمهوريات السوفيتية نحو الإسلام بدايتها بالعمل الإغاثي وتقديم المساعدات، التبادل التجاري والثقافي وإعطاء الفرص المناسبة لتعليم أعداد منهم في الدول الإسلامية.
|
|
|