بنادر شركات الأمس تحكم اليوم علي الشرقاوي |
الالفية الثالثة
تركض كالخيول المغمورة بالعرق في شوطها الاخير
تطرق مغلق الابواب وتكسر ضلوع النوافذ بعنف الطفل الخارج من بطن الماضي الى هواء المستقبل حاملا رقمه واسمه وتاريخ ودلاته ومشاريعه غير المحددة.
الى العيون القلقة لا تنظر
وبصراع الفائزين والرابحين لا تهتم
الالفية الثالثة الجامحة تتقدم من عيوننا كما تتقدم الغيمة السوداء
الى الاراضي المحاصرة بمواسم القحط وأزمنة الجفاف واليباب
نقف منبهرين ونتساءل كالاطفال:
مالذي يمكن ان تحمله لنا هذه الغيمة من خير وحب وسلام؟
هل باستطاعتها ان تغسل الجو الملوث بدخان مصانع الاسلحة وغبار الحروب وصرخات اللاجئين الهاربين من قصف المدافع الى قصف البرد والمرعوبين من هجمات الزلازل؟ هل ستقدم الخبز لجوعى مناطق التصحر وغرقى الفيضانات؟
نعرف ان الدول الكبيرة التي زاد انتاج شركاتها ومؤسساتها القومي او الوطني عن حاجتها في يوم من ايام هذا العالم بدأت تبحث عن اسواق جديدة للتخلص من هذا الفائض لذلك اطلقت الشعار الذي تعلمناه في المدارس الكشوفات الجغرافية .
ومن اجل المحافظة على تسهيل حركة مرور السلع والمحافظة عليها كان لابد من ارسال فرقة عسكرية تحمي هذه البضائع من القرصنة البحرية حتى تصل سالمة الى الموانىء المتفق عليها, فكانت الاساطيل البحرية المرافقة لسفن البضائع.
ونعرف ايضا
انه من اجل استمرارية تحريك الالات التي صنعت الفائض لابد من البحث المستمر عن مواد خام رخيصة في الاراضي الواسعة التي تسكنها الشعوب المستهلكة فكان الاستعمار.
لذلك نرى ان شركات الدول التي سيطرت على الاسواق منذ خمسة قرون وإن تراجع بعضها، وغير بعضها الآخر عنوانه، او عدل البعض الثالث من سياساته الخارجية او التحم مع شركات تحمل نفس التوجه الا انها مازالت هي الاقوى، اي ان الدول التي كانت تملك الثروة، ثروتها وثروات الدول التي تحت سيطرتها، استطاعت ان تملك العالم، الآن.
والألفية الثالثة تدخل ايامنا كما يدخل الهواء الى قصبات الرئتين.
كيف ستكون نظرتها الينا نحن الشعوب التي تأكل ولا تزرع وتلبس و لا تصنع وتستهلك ولا تنتج؟ كيف ستتعامل معنا وهي تعلن فوزها النهائي على جميع القرون التي سبقتها؟ او بالأحرى كيف نتعامل نحن معها؟ هل نتحداها ونطردها بحجة انها لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا؟ هل نفتح لها بيوتنا وغرف نومنا هل نتركها تستعمر عقولنا؟ ام نلعب معها تحت يافطة من لا تستطيع ان تهزمه العب معه .
|
|
|