عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
الأولاد نعمة من نعم الله جل جلاله يجب علينا شكر المنعم تبارك وتعالى ومن شكره امتثال امره والقيام بما افترضه علينا من واجبات تجاه ابنائنا وبناتنا من تربية وتوجيه وارشاد ومراقبة.
وكيف لا يكونون نعمة والله اوجدهم من اصلابكم وملككم امرهم وفرض عليهم حقكم، وجعلهم شبابا ينمو كلما هزلتم ويقوى كلما ضعفتم.
وكيف لا يكونون نعمة والوالد إذا مُنع الولد جأر إلى الله مستكينا داعيا يسأل ربه الذرية الصالحة.
ان الاولاد نعمة كبيرة وهبة من هبات الله الجليلة ولكن للاسف الكثير قد ضيع هذه النعمة ولم يقم بشكر المنعم جل جلاله.
لقد قصر الكثير من الاباء بواجب التربية وأهملوا أولادهم وتصور الكثير ان التربية مقصورة على التربية الجسمية من توفير الطعام والشراب والكساء والمسكن لهم واعطائهم متطلباتهم التكميلية من المال والسيارات.
وبالرغم من هذا فإن الكثيرين يشكون من العقوق ومن فساد الاخلاق عند هؤلاء الاولاد يشكو الاباء من قلة اهتمام الابناء في الناحية الدينية والخلقية، وكيف يقابل الابناء احسان الآباء بالاساءة والمخالفة وما يعلم هؤلاء ان التربية الحقيقية والضرورية تربيتهم على الدين والاخلاق والمحافظة على فطرتهم من التغير والفساد وانه يجب ان يكون الاهتمام بالدين والاخلاق الفاضلة مقدما على كل ناحية, فالولد قبل ان تربيه المدرسة والمجتمع يربيه البيت والاسرة وهو مدين لأبويه في سلوكه الخلقي والديني والاجتماعي المستقيم كما ان ابويه مسؤولان عند احكم الحاكمين في اي تقصير يؤدي إلى انحرافه الفكري والخلقي والاجتماعي، ومن معجزات الاسلام في علم التربية انه سبق الى تقرير هذه الحقيقة قبل اربعة عشر قرنا من الزمان حيث قال صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه وهذا صريح في ان اتجاه الولد الفكري والخلقي والاجتماعي متأثرا أولا وقبل كل شيء ببيئة الابوين وأفكارهما وأخلاقهما واسلوب تربيتهما.
ايها المسلمون: ان تربية الاولاد في صغرهم على مبادئ الدين الاسلامي وتعويدهم على مكارم الاخلاق ومن اهم المسائل التي يجب على الاباء ان ينتبهوا لها ويجب على المسلمين ان يعنوا بها.
وليعلم الجميع ان الامم بالاخلاق، وما الاخلاق إلا بالتربية الدينية الصحيحة,, اللهم ألهم الاباء والامهات عظم الاستشعار بالمسؤولية وثقل الامانة تجاه اولادهم ووفقهم للاهتمام بهم وإصلاحهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.