الاعمال الخيرية التي يقصد بها وجه الله تعالى يلاحظ انها من اكثر الاعمال نجاحا وتوفيقا فهي تبتدىء بفكرة صادقة وامكانات متواضعة ثم ما تلبث بحمد الله ان تشب عن الطوق وما يمضي طويل وقت حتى تسمع عن تعدد انشطتها وكثرة منافعها فتنظر اليها وكأنها دوحة ظليلة مثمرة يستظل بها ذوو الحاجة ويقطفوا من ثمارها اليانعة, فالجمعيات الخيرية يد حانية تمتد لكل محتاج تعلم عنه فتسد حاجته او تخفف منها بما تقدر عليه من اعانة نقدية او عينية او كليهما.
وقد استفاد من تلك الجمعيات خلق كثير من الفقراء والمساكين والارامل والايتام وذوي الحجات , وفي بعض المناطق والمحافظات كانت الاستفادة اكبر تبعا لتعدد تلك الجمعيات والسبق في تسجيلها, في حين ان بعض المحافظات لم تحظ بتسجيل اي جمعية بسبب عدم تقدم اي من اهالي المحافظة او المركز بطلب التسجيل ولعل هذا مما يؤخذ على الجهة المعنية, اذ المفترض ان تفاتح اهالي المناطق والمحافظات بأهمية المبادرة بتأسيس جمعية خيرية وتسجيلها, وذلك عن طريق ارسال مندوبين عن الجهة يلتقون بالمحافظين واعيان المحافظة ومحبي الخير ويعرفونهم بكيفية تأسيس الجمعية وطريقة تسجيلها, حيث ان تلك الاجراءات تخفى على الكثيرين من محبي الخير رغم ادراكهم لاهمية ايجاد الجمعيات الخيرية وتبني اعمالها.
هذا وما كان للجمعيات الخيرية ان تحقق معظم اهدافها وتسجل تلك المكاسب الكبيرة لولا توفيق الله تعالى ثم دعم ومؤازرة الجهات المسئولة ممثلة بوزارة العمل والشئون الاجتماعية، واستشعار بعض رجال الاعمال والاخوة المحسنين لواجبهم تجاه اخوانهم المعوزين وما قيضه الله لهذه الجمعيات من رجال نذروا انفسهم لخدمتها دون مقابل فنما الزرع وزكا حيث صدقت النية وتضافرت الجهود، واصبحت تلك الجمعيات تشكل اليوم رافدا قويا لايستهان به في سد حاجة المعوزين, وتوفير بعض الخدمات الضرورية بل تجاوزت بعض الجمعيات الى تأمين المرافق الهامة في حياة المجتمع من انشاء مستشفيات ودور ايتام ومراكز لرعاية الآباء المسنين ورياض اطفال واقسام للتعليم والتدريب ومغاسل للموتى تعمل على مدار الساعة كما هو الشأن في جمعية البر الخيرية بمدينة بريدة التي تعتبر بحق من الجمعيات الرائدة في مجال العمل الخيري التطوعي، ومثلا يحتذى به في تقديم الخدمات الانسانية وهي من اكثر الجمعيات انفاقا في وجوه البر والاحسان المتنوعة حيث بلغ اجمالي ما انفقته الجمعية حتى نهاية عام 1419ه اكثر من (165) مليون ريال منها رواتب شهرية ثابتة للاسر المستحقة ويضاف الى مناقب جمعية البر الخيرية في بريدة اضطلاعها بالخدمات الاجتماعية التالية:
* استقبال وتوزيع فائض الولائم والمناسبات، استقبال وتوزيع زكاة التمور, استقبال وتوزيع الفواكه والخضار، استقبال وتوزيع زكاة الفطر، استقبال وتوزيع لحوم الاضاحي، خدمة ضيوف الرحمن حيث تشارك الجمعية بمخيم في مدينة الحجاج ببريدة لتوعيتهم عن طريق اهداء الاشرطة والكتيبات التي توضح كيفية اداء المناسك كما تسهم بتقديم الخبز والثلج والماء المبرد بالمجان ، تأمين وجبتي الافطار والعشاء للصائمين خلال شهر رمضان المبارك بمساجد بريدة، مركز مكافحة التدخين، مركز الوفاء للمسنين، مركز للترفيه والمتابعة الطلابية، المستودع الخيري ويتولى استقبال وتوزيع نسخ القرآن الكريم القديمة, فيعمل على تجليدها وصيانتها ثم توزيعها على العمالة الراغبة والفائض منها يرسل الى بعض البلاد الاسلامية، الملابس المستعملة حيث يتم تنظيمها وترتيبها، الفرش المستعملة، الاجهزة الكربائية التي تم الاستغناء عنها حيث توجد ورشة فنية متكاملة لاصلاح التالف منها، الاغطية والاكسية والمواد الغذائية ، مصهرة للشحوم حيث يقوم المستودع باستقبالها وصهرها وتعليبها في صفائح ثم توزيعها.
مغسلة للموتى, كما عملت الجمعية على ايجاد مبرات اقراض لراغبي الزواج بلغت ثلاث مبرات تبرع بها الوجهاء: عبدالكريم بن عبدالعزيز الجاسر، موسى بن حمد العليان، محمد وعبدالكريم البريدي, كما أوجدت اوقافا على الجمعية اسهم بها المشايخ، علي بن فهد الهزاع، صالح بن عبدالكريم الحميد، صالح بن ابراهيم التويجري واخوه فهد، سليمان بن عبدالله المخلف، صالح بن حمود الحوشان، حمد بن محمد الجمعة، صالح بن ابراهيم البطي، موسى بن حمد العليان، وادراكا من الجمعية لاهمية تفعيل عملها وديمومة نشاطها عملت على ايجاد موارد ثابتة فسارعت بانشاء عدة مبان متميزة تدر دخلا جيدا, بارك الله في جهود العاملين المخلصين واجزل لهم الاجر والمثوبة، واخلف على من انفق وهي دعوة مخلصة لاخواني المسلمين لمؤازرة العمل الخيري كل بحسب قدرته واستطاعته.