Thursday 2nd December, 1999 G No. 9926جريدة الجزيرة الخميس 24 ,شعبان 1420 العدد 9926


حمى الله شبابنا منه
داء المخدرات,, العدو الذي يفتك بأجساد المجتمعات

عزيزتي الجزيرة
المخدرات سم قاتل لايعرف الرحمة ووباء خطير ومدمر، إذا انتشرت وراجت في مجتمع ما، فإنها اشبه ماتكون بالسرطان الذي ينهش جسم المجتمع ويعطل طاقاته ويرفع فيه نسبة الجريمة، فهي عدو قاتل وانتحار بطيء، فكم من اسرة دمرتها المخدرات، وكم من فتى صحيح معافى جعلت منه المخدرات مستودعاً مليئاً بالامراض وجعلته عضواً فاشلاً بمجتمعه وعالة عليه.
وبعض الشعوب التي تتعاطى المخدرات على أنواعها تعرضت للإبادة خلال تاريخها الطويل بسبب هذا الداء اللعين وقاني الله وإياكم من شره كما ان هناك أمراضاً لاتزال مجهولة تحدث بسبب المخدرات وتؤدي الى الوفاة، كما ان الانعكاسات المباشرة على المجتمعات المدمنة على هذا الداء تمثلت في انتشار أمراض مستعصية والعياذ بالله وولادة عشرات الألوف من الأطفال المشوهين جسدياً وفكرياً والمتخلفين عقلياً، نتيجة إدمان أحد الوالدين أوكليهما على المخدرات،إضافة الى تفكك العائلات، وتصبح وحدة المجتمع عرضة للانهيار، وأخطر انواع المخدرات هي السموم البيضاء وهي ايضا اقواها تدميراً وأسرعها فتكاً، وجميع دول العالم تحارب المخدرات، وتضع ميزانيات هائلة للقضاء عليها حفاظاً على تماسك المجتمع، وحفاظاً على الأمن وحفاظاً على النسل، وتشير بعض الاحصائيات الى ان في الغرب وحده اثني عشر مليون مدمن؟! وافريقيا ثمانية ملايين مدمن، وفي آسيا خمسة ملايين مدمن، إنها ارقام خيالية، فكيف بالإنسان يسير ناحية الضياع والهلاك، كيف يقبل ان يكون فاشلاً في كل شيء بسبب سلاح الاعداء الذي هو المخدرات.
ولله الحمد لاتعد المخدرات مشكلة في مملكتنا الغالية إذ انها لاتتعدى كونها ظاهرة تتم السيطرة عليها بإذن الله وتوفيقه بسرعة، وذلك ايضاً بالمتابعة المستمرة من قبل ولي الأمر في هذا البلد الطيب، فلقد انشأت بلادنا الغالية مستشفيات الأمل لمعالجة من اخطأ وسلك طريق المخدرات، وتتم معالجته وتهيئته نفسياً وإعادته للمجتمع نظيفاً معافى بإذن الله وبسرية تامة يتلقي العلاج ومساعدته والاخذ بيده لبداية صفحة جديدة مشرقة بعيداً عن تلك السموم، لأنه شخص اخطأ بحق نفسه التي هي امانة، وبحث مجتمعه فتمت هدايته بعون الله ثم بالتوجيه السليم وإرشاده الى الطريق الصحيح.
إخواني مافائدة المرء إذا كان فاشلاً بحياته بسبب المخدرات، تخيلوا حتى مرض الإيدز ينتقل بالمخدرات، وواجب على المجتمع أن يقابل من تاب عن المخدرات بالصفح والعفو لا بالنقد الجارح، فكل ابن آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون، وفي نهاية النفق المظلم بشائر بالأمل والحياة، لاتجعلوا المخدرات تنهش بإجسادكم وصحتكم، اللهم اقبل توبة كل من تاب إليك صادقاً فأنت القريب المجيب لدعوة الداعي، واللهم من اراد بشبابنا سوءاً فأشغله في نفسه.
والله الهادي الى سواء السبيل.
مفلح بن حمود الأشجعي
عرعر

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved