إني اكتب عبر عزيزتي الجزيرة وكلي أمل أن يلقى مقالي اهتمام المسئولين، فالامر ليس قضية ولكنه محل استغراب وإبداء رأي.
بعد صدور قرار وزارة المعارف في بداية العام الدراسي 1420ه والذي أعطى ميزات لمعلمي الصفوف الاولى في المرحلة الابتدائية، تسابق بعض المعلمين لتدريس هذه الصفوف حتى ان بعض المديرين قد لجأوا الى وضع قرعة بينهم لاختيار من يحظى بتدريس هذه الصفوف, اما في السابق فكانوا يتحاشون تدريسها، ويتمنون الابتعاد عنها.
فكان في هذا هضم لحقوق المعلمين السابقين ونكران وجحود لهم وقد تبرعوا بتدريس هذه الصفوف سنوات طويلة مما اكسبهم خبرة ودراية في التعامل مع هؤلاء الصغار.
فمن الواجب على المديرين ان يثبتوا هؤلاء المعلمين لانهم احق واولى بتدريس هذه الصفوف من غيرهم, فقرار الوزارة هذا اغرى كثيراً من المعلمين الذين قد لايملكون القدرة على التعامل مع تلاميذ هذه المرحلة، ولم توضع شروط لاختيار هذا المعلم.
فأرجو من الوزارة إعادة النظر في هذا من ناحيتين:
الناحية الأولى: إن المعلمين السابقين لم يرضوا بتدريس هذه الصفوف في السابق إلا لحلمهم وقدرتهم على التعامل مع صغار السن، وايضاً ارتياحهم لهذه الصفوف وبالتالي نجاحهم في تأدية رسالتهم.
الناحية الثانية: إنه إذا وضع معلمون جدد اعتادوا على تدريس الصفوف العليا فإن سلوكهم وتعاملهم مع الصغار سيختلف اختلافاً كبيراً.
فيا وزارة المعارف لقد نجحت في كثير من الأمور ولكن لم تنجحي في تأهيل وإعداد معلمي الصفوف الأولى، والتي هي الاهم في نظري.
فحاجة الطفل في هذه الصفوف للمعلم الواعي والمتفهم، وأهم من ذلك، المعلم الحليم اكثر من حاجتهم لمناهج مطورة.
فأرجو من وزارة المعارف أن تخصص لجنة لانتخاب مدرسي الصفوف الاولى وفقاً لشروط معينة،لا ان تكون الاولوية لمن يهواه المدير ويرغب فيه حتى وإن كان غير مؤهل لتدريسهم!.
وقد سمعت أن أحد المديرين في مدرسة من المدارس عمد إلى نقل معلم الصف الأول إلى الصف السادس مع أن هذا المعلم فاضل متميز وذو خبرة بتدريس هذه الصفوف نظراً للسنوات الطويلة التي قضاها مع هؤلاء الصغار، ووضع مكانه معلماً اعتاد على تدريس الصفوف العليا! لا لشيء إلا لأنه من المقربين إليه، فأين العدل والحيادية وتقدير المشاعر؟!.
وفي نهاية حديثي لايسعني إلا أن أشكر عزيزتي الجزيرة التي أتاحت لنا إبداء الرأي، وفتحت لنا باب النقاش على صفحاتها الغراء.
والله الموفق