Thursday 2nd December, 1999 G No. 9926جريدة الجزيرة الخميس 24 ,شعبان 1420 العدد 9926


على ضفاف الواقع
اليابسة,, لم تعد قريبة
غادة عبدالله الخضير

هذه الكلمات كُتبت قديما,, وهي جزء من رسائل لم تكتمل,, أو رسائل لم ترسل,, أو رسائل أرسلت لكنها لم تفهم,.
ها أنذا,, أكتبها من جديد,, ربما كي تكتمل,, وربما كي ترسل وربما كي تفهم!!
(1)
,, مثلك أنا,, أشعر أن مجدافي وقاربي اعتراهما التعب,, وأن اليابسة,, لم تعد قريبة,, بل إنني كأنتِ تماماً,, التهم سمكة تفكير كبيرة,, تقف في منتصف حلقي،,, أسكب ماء البحر في فمي،,, لا شيء تبقى السمكة،,,, فقط أزداد عطشاً,, والبحر بداخلي,, البحر خلفي,, البحر أمامي,, ماذا يا أيتها الأعز غير احساس العطش!!
كل الملامح,, التي تحاول خاطئة الترسب في قاع ذاكرة العمر,, كل تلك الملامح أعدها,, عابرة,, لا تضع رحالها,, حتى تقرر, أن ترحل من جديد,, بات وجودها يخترق عنوة إقليميتي,, فأتذمر,, حتى ترحل هي,, حفظاً لماء ملامحها!!,.
أقول لك الصدق,, شريرة أصبحت,, شريرة جداً,, إذ إن مشكلتي لم تعد,, أكون,, أو لا أكون,, إنها باختصار,, متى يدركني الوصول,, إن اليابسة,, بعيدة,, بعيدة يا غالية!! ,.
(2)
,, حاولت لحظة قراءتي لأرهقاتك,, أن اكتب لك شيئاً,, أن أبحر وبوحي إلى شواطئك,, لكن أقف دوماً أمام حروفك,, عاجزة، لا قوة,, لحروفي,, سوى تتبع,, حروفك,, ومن ثم أعادتها,.
,, لماذا الملامح حزينة,, هكذا,.
لماذا الخطوات تتلعثم عند بوابة المصير,.
آه,,,, الليلة هنا,.
طرقت ملامحه الليلة بابي أكثر من مرة,.
تعبت يده,.
لقد بدأت ملامحي تفقد بريق الحياة شيئاً فشيئاً,,
آه, منك أيتها الملامح,.
تبّاً لغيابك الذي لم يعرف إلا الحضور,.
يا لعظمة الإهرامات التي بناها,, فرعون جنوني بك.
أي قدرة,, ستحيلها إلى رفات.
وتجعلها,, كان صرحاً من خيال فهوى,.
ملامحه,.
ملامحه لم تقفز في مضمار الحضور إلا وهي تنثر الأسئلة عن,,؟
تبّاً لتلك الأسئلة التي غدت كحجارة
تتساقط على الفرح فتقتله,.
يظل شعوري متأرجحاً,, بملامح مشوهة,.
متى سأميز هويتها وأعلن انتماءها وإقليميتها؟!
متى,,؟!,,
(3),,.
,, كلا,, لست حراً، إن الحبل الذي ربطت به نفسك أطول قليلاً من حبل الآخرين,, هذا كل شيء,, إن لديك، حبلاً طويلاً، فأنت تذهب وتأتي, وتعتقد أنك حر,, لكنك لا تقطع الحبل، وعندما يقطع الإنسان الحبل,,هذا ما أكده المعلم,, زوربا,.
لكن ماذا سيحدث عندما يقطع الإنسان الحبل؟! أيصبح أكثر حرية,, أم أن تلك الحرية ستطوقه بوجودها!!اشتهي الآن,, أن أقطع ذلك الحبل الطويل,, الذي يمنحني أحياناً كثيرة,, ضلالة الحرية,, لكن ماذا,, لو؟!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved