Thursday 2nd December, 1999 G No. 9926جريدة الجزيرة الخميس 24 ,شعبان 1420 العدد 9926


ضوء
كتاب قديم في جريدة
عبدالعزيز الصقعبي

حين نسأل ماذا يعني لنا الكتاب حتماً ستكون الاجابة متعددة بتعدد الناس وعلاقاتهم به، ولكن من المؤكد اننا سنرى مدى الاجماع على اهميته كصديق وخير جليس ووسيلة مهمة للمعرفة والتسلية، والمتتبع لتاريخ الكتاب يجد مدى التغير والتطور الذي شابه منذ ان كان الناس يكتبون على الرقاع والالواح وجلود الحيوانات والبردي حتى بدأت صناعة الورق ومن ثم بدأ عصر الطباعة وهو المنعطف الحاسم في تاريخ الكتاب ليتحول من مخطوط الى مطبوع، وتطور الطباعة الآن ايضاً معروف لدى اغلب الناس، فالتقنيات الحديثة قدمت لنا الكتاب الذي يحوي الواناً متعددة بأشكال مختلفة لذا تعددت انواع الورق المستخدمة واصبحت صناعة مهمة وبدأ العالم يستهلك الورق حتى تحول من الكماليات الى الضروريات ربما كالطعام والشراب والامثلة على ذلك متعددة، بالنسبة للكتاب ومع التطور الفني والمعلوماتي لم يبق على وضعه الحالي بل بدأ مشروع النشر الالكتروني واصبح الكتاب متاحاً عبر الاقراص المضغوطة واخيراً عبر الشبكات المعلوماتية ومن ضمنها الانترنت، ومع هذا التطور يبقى الكتاب بشكله الورقي هو المفضل لدى اغلب القراء، لا ارغب حالياً الخوض في جدل النشر الورقي والنشر الالكتروني، ولكن دعوني اسأل عن مدى اهمية ان يصل الكتاب الى كل قارىء، نحن نتفق على انه حلم كل كاتب ان يصل كتابه لكل قارىء، ولكن كيف؟ هل بالامكان ان يصل كتاب يطبع في الرياض مثلا الى دمشق والقاهرة والرباط في وقت واحد او متقارب، امر قد يكون حاليا شبه مستحيل وهنا يتضح مدى اهمية مشروع كتاب في جريدة الذي تصدره منظمة اليونسكو ومؤسسة صخر بالتعاون مع وزارة الثقافة والتعليم العالي في لبنان، ان مشروع اختيار كتب معينة وبالذات ابداعية ونشرها مع عدد كبير من الصحف العربية في الوطن العربي في وقت واحد بحيث يقرأ اي مواطن عربي نفس الكتاب وفي نفس الوقت حقيقة ذلك مشروع مذهل، حيث حقق هذا المشروع بعض النجاحات، نأتي للنقطة الاهم في هذا المشروع، وهي الاختيارات، هنالك هيئة استشارية مكونة من عدد من الكتاب والمبدعين العرب وهذه الهيئة شكلية شأنها شأن اغلب الهيئات الاستشارية في الدوريات العربية، لذا لا نستغرب ان يكون من الهيئة اناس فارقوا الحياة او في حالة صحية تجعلهم غير قادرين على الاستشارة واكبر مثال على ذلك ورود اسم عبدالوهاب البياتي ضمن الهيئة الاستشارية في العدد رقم 25 والذي صدر اخيرا على الرغم من انه فارق الحياة ونشر نعي له في العدد رقم 23 الغريب انه اسقط اسمه في ذلك العدد الصادر في يوم الاربعاء 28 جمادى الاولى 1420ه الموافق 28 سبتمبر 1999م واعيد في العدد الاخير الصادر في يوم الاربعاء 25 رجب 1420ه الموافق 3 نوفمبر 1999م، عموما ولو كانت صورية او معطلة فالهيئة الاستشارية تتحمل مسئولية ما ينشر في هذه السلسلة ربما هؤلاء الهيئة اجتمعوا قبل سنتين اي قبل وفاة البياتي وقاموا بتحديد الكتب التي ستصدر تباعاً في سلسلة كتاب في جريدة، وباطلاع عاجل على قائمة المؤلفين المختارة في هذه السلسلة والتي تم نشرها في الاعداد السابقة للعدد الاخير نقف عند عدد من الاسماء مثل المتنبي، الجاحظ، ابو العلاء المعري، عبدالله بن المقفع، ابو حيان التوحيدي، وعدد آخر من الكتاب الذين تتوفر اغلب كتبهم في عدد كبير من المكتبات في الوطن العربي والذين ايضاً لا يحتاجون الى سلسلة لتصل كتبهم، لانها وبطبيعة الحال قد وصلت ليد كل قارىء منذ عشرات السنين، فهل يحتاج المتنبي او الجاحظ الى سلسلة كتاب في جريدة، وهل غابت اسماء نجيب محفوظ او توفيق الحكيم او ابو القاسم الشابي او صلاح عبدالصبور وغيرهم عن الذاكرة العربية، سؤال آخر محير وهو الا يوجد مبدع من الخليج يستحق ان يفرد له عدد من السلسلة، القائمة تحوي عدداً من اسماء الكتاب من اغلب الدول العربية اذ لم نقل من جميعها عدا دول الخليج فقد جمع عدد من كتاب القصة في الخليج في عدد واحد وللاسف كان الاختبار عشوائيا من قبل بدر عبدالملك وناصر الظاهري وكذلك الاختيارات الشعرية التي قدمها معجب الزهراني في العدد الاخير، اذن واكرر اسفي بسبب عدم اختيار مبدع لعدد معين من هذه السلسلة وعندما نطرح اسماءً من المملكة خاصة ومن دول الخليج بصورة عامة سنجد قائمة طويلة من الاسماء لها حضورها الابداعي وفعلها الثقافي لم يتم التعرف عليها في الوطن العربي ربما لاسباب كثيرة ومن اهمها رداءة النشر وسوء التوزيع، واعتقد ان القائمين على هذه السلسلة ارادوا مجاملة هذه الدول بادراج عدد من الاسماء في اصدارات خاصة لاسيما وان الممول الاول من الخليج وهناك اثنان من الهيئة الاستشارية ايضاً من الخليج، ربما لو لم يكن هؤلاء ضمن هذا المشروع لاغفل الابداع في الخليج تماماً، لذا قدمت تلك الاختيارات القصصية والشعرية والتي جاءت بصورة مشوهة وتعطي تصوراً محزناً ومخيفاً بأنه لا يوجد ابداع في دول الخليج النفطية كما يقولون، ولكم ان تتصورا هذا الموقف الغريب قائمة معدة لمدة خمس سنوات من 1998 الى 2002م لا يوجد بها اسم واحد من الخليج، وحتى لا يساء الفهم انا لا اطالب بالنشر لمجرد النشر المهم اي واحد من الخليج ولكن ومن ثقة اقولها لدينا في المملكة خاصة وفي الخليج عامة قامات ادبية مبدعة تتساوى مع كثير من الاسماء المدرجة في قائمة اليونسكو او المنظمة العربية للثقافة والفنون او اي مؤسسة ثقافية اخرى لخدمة الثقافة العربية فيجب ان يكون وفق رؤية واضحة ومحددة دون الخلط الغريب والذي وقعت به سلسلة كتاب في جريدة في الجمع بين كتاب من التراث العربي ومبدعين معاصرين، ولا داعي مطلقاً لذلك التجميع الغريب مثل قصص من الخليج شعر من فلسطين، وحين نطالب بأن يصل الكتاب ليد كل قارىء,
فنحن نطالب ان يكون هذا الكتاب جيداً او انه في حكم النادر بحيث لم يطلع عليه اغلب القراء العرب مع الدقة في الاختيار، وأولاً واخيرا ان يكون للابداع في المملكة والخليج حضور قوي ومشرف، وكما هنالك ثروة تدعم تلك المشاريع الثقافية منبعها من الخليج كما تمثله مؤسسة صخر فحتماً هنالك ابداع يوازي هذه الثروة ان لم يتجاوزها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved